القدس المحتلة - اف ب - أخلى الجيش الاسرائيلي فجر امس "مقام يوسف" في نابلس في الضفة الغربية، وذلك بقرار حكومي اعقب اتفاقا مع السلطة الفلسطينية بهدف خفض اجواء التوتر. وخيّمت اجواء من الابتهاج بين الفلسطينيين تخللها اطلاق نار في الهواء، قبل ان يقتحم شبان المبنى ويهدموا الصور الخارجي المحيط به والغرف الجديدة التي اضافتها اسرائيل اليه. كذلك احرقوا مخلفات الجيش داخل المبنى، لكنهم لم يمسوا المقام نفسه او القبة التي تعلوه. يذكر ان المقام يعود ل"ولي" تركي يدعى يوسف، وليس قبرا للنبي يوسف حسب ادعاء اسرائيل. والفلسطينيون يملكون "فرمانا" عثمانيا اعطيت بموجبه عائلة فلسطينية حق رعاية المقام. وكان الجنود الموجودون في المبنى، اضافة الى طبيب وممرضة، انسحبوا مع عتادهم قبل ان تتسلم عناصر الشرطة الفلسطينية الموقع. واكد الجيش ان رئيس الوزراء ايهود باراك اتخذ هذا القرار بتوصية من رئيس هيئة الاركان الجنرال شاؤول موفاز ورئيس جهاز الامن الداخلي "شين بيت" ابراهام ديشتر، وذلك بهدف تجنب حصول صدامات واعمال عنف. واكد بيان صادر عن الجيش ان قرار الانسحاب "موقت" وان السلطة الفلسطينية "تعهدت احترام حرمة القبر ومنع السكان الفلسطينيين من الدخول اليه". من جهتها، نددت المعارضة اليمينية فورا بعملية الجلاء، ورأى تكتل ليكود فيها "استسلاما جديدا ومعيبا من حكومة باراك التي رضخت لعنف الفلسطينيين". واضاف: "بالامس رضخت الحكومة في جبل الهيكل ساحة الحرم القدسي واليوم في قبر يوسف وغدا سيكون التنازل في اي مكان في اسرائيل". وكان البيان يشير الى انسحاب الشرطة الاسرائيلية من باحة الاقصى واخلائها لناشطين من حركة "فتح" ليتولوا تنظيم الامن خلال صلاة الجمعة في المدينة القديمة بغية تجنب حصول اعمال عنف. وفي المقابل، اشادت حركة "السلام الان" المعارضة للاستيطان بالقرار الشجاع "الذي سيؤدي الى خفض حدة التوتر". ودعت باراك الى اصدار الاوامر "لاخلاء مواقع اخرى نعرف تماما انها ستنتقل الى السيادة الفلسطينية ضمن اطار اتفاق سلام نهائي" مثل مستوطنة نتساريم في قطاع غزة. وعقب جلاء القوات الاسرائىلية، اقتحم آلاف الفلسطينيين موقع المقام وبعضهم اطلق النار في الهواء، وسط اجواء ابتهاج وجمعوا المواد التي خلفها الجنود وراءهم واضرموا فيها النار. كما بدأوا بهدم الصور الخارجي وغرفتين كانت اسرائيل اضافتهما الى المبنى. لكن شهودا افادوا ان الفلسطينيين لم يلمسوا القبر نفسه او القبة التي تعلوه. وقال امين مقبول المسؤول في "فتح" انها "خطوة اولى في اتجاه تحرير المسجد الاقصى".