أفادت مصادر عراقية مطلعة ان بغداد قدمت للحكومة الايرانية عبر مناسبتين الاسبوع الماضي، عرضاً من شأنه تقليص الفجوة في المواقف بين الطرفين، يبدأ بالجوانب الانسانية المرتبطة بالحرب بين البلدين 1980 - 1988 قبل البحث في المسائل السياسية "الخلافية". واشارت الى ان لقاء الرئيس الايراني محمد خاتمي نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان على هامش قمة "اوبك" في العاصمة الفنزويلية، ولقاءات وزير النقل العراقي في طهران استبعدت "القضايا الشائكة" من نوع التعويضات ووجود قوات المعارضة في البلدين، وقضية الطائرات العراقية التي لجأت الى ايران عشية حرب الخليج الثانية. واضافت المصادر ان العراق قدّم معلومات الى ايران عن تبادل "وثائق الموت" المتمثلة بسبع مقابر جماعية لقتلى ايرانيين في مناطق جبهات القتال الوسطى والجنوبية على الحدود، وتضم جثث نحو 1100 عسكري ايراني تعتبرهم طهران اسرى ضمن اكثر من الفي اسير، تقول ان بغداد ما زالت تحتجزهم. كما ابدى العراق استعداده لتقديم وثائق تثبت رفض عدد من الاسرى الايرانيين العودة الى بلادهم، وتحول بعضهم الى "متطوعين" في صفوف منظمة "مجاهدين خلق" الايرانية المعارضة. وزادت ان بغداد عرضت على المسؤولين الايرانيين تبادلاً تجارياً اوسع واستيراد كميات اكبر من البضائع الايرانية "في مقابل التغاضي عن تهريب نفط عراقي بمحاذاة المياه الاقليمية الايرانية، على ان يزيد العراق النسبة التي تتقاضها ايران عن كل طن من النفط العراقي تسمح بمروره في مياهها الاقليمية، والتي تبلغ الآن خمسة دولارات". ويقول تجار عراقيون ان قوات "الحرس الثوري" الايراني المكلّفة حراسة المياه الاقليمية في الخليج، تحتجز سفناً محمّلة نفطاً عراقياً مُهرّباً حين تشهد العلاقات بين البلدين توتراً وتتغاضى عنها متى تحسنت العلاقات بين بغدادوطهران.