} قتل فلسطينيان امس برصاص الجيش الاسرائيلي، فيما خيم هدوء حذر على الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدسالشرقية والمناطق العربية في اسرائيل، بعد التوصل الى اتفاق لوقف النار. ولوحظ ان اسرائيل بدأت سحب جنود ودبابات من مفارق الطرق الرئيسية، وسجلت مواجهات محدودة قرب مستوطنة نتساريم في قطاع غزة وفي بيت لحم. القدسالمحتلة، رام الله - أ ف ب، رويترز - جاء استشهاد الفلسطينيين محمود صالح سبيته في اشتباكات في قطاع غزة، ومصطفى كراكجة في اشتباكات قرب بيت جالا امس، ليهدد اتفاق وقف النار الذي توصل اليه الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي صباح امس. وكانت الحياة عادت الى طبيعتها في معظم المناطق الفلسطينية، خصوصا في بيت لحم جنوبالقدس وطولكرم شمال حيث عاد التيار الكهربائي بعد اصلاح محطات توليد الطاقة والمحولات الكهربائية التي اصابتها القذائف الاسرائيلية. وكان الجيش الاسرائيلي اعلن التوصل صباحاً إلى اتفاق مع اجهزة الامن الفلسطينية على "وضع حد لأعمال العنف" في الاراضي الفلسطينية التي اسفرت عن مقتل 72 شخصا في اسبوع، بينهم 69 فلسطينيا. وابرم الاتفاق في ختام لقاء بين قائد المنطقة الوسطى الاسرائيلية التي تشمل الضفة الغربية الجنرال اسحق ايتان وقادة اجهزة الامن الفلسطينية. وقف النار وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان انه يلتزم بموجب الاتفاق اعادة قواته وآلياته الى المواقع التي كانت فيها قبل بدء المواجهات، موضحاً أن قيادات الطرفين في كل منطقة ستلتقي صباحا لوضع ترتيبات تطبيق الاتفاق. وتعهد الفلسطينيون "احترام وقف النار وتجنب اعمال العنف"، واتخاذ اجراءات لمنع المتظاهرين من مهاجمة الجنود الاسرائيليين. الوضع الميداني ميدانيا، لاحظ مراسل وكالة "فرانس برس" ان الجيش الاسرائيلي سحب امس دبابتين كان نشرهما الاسبوع الجاري عند مدخل مدينة رام الله. ولم تخل الضفة من مواجهات خفيفة، اذ اصيب فلسطيني برصاصة في صدره أمس خلال مواجهات في بيت لحم قرب قبر راحيل. واعلنت في وقت لاحق وفاة مصطفى كراكجة من بيت جالا. كذلك أفادت مصادر طبية ان فلسطينيا توفي امس في مستشفى رام الله متأثرا بجروح اصيب بها خلال المواجهات. غزة واستشهد الشاب محمود صالح سبيته 35 عاماً إثر اصابته بعيار ناري في صدره أمس، اطلقه جنود الاحتلال المتمركزون في الموقع العسكري عند مفترق الشهداء قرب مستوطنة نتساريم، وأصيب 21 آخرون بجروح. واتهم الجانب الفلسطيني اسرائيل بخرق اتفاق وقف النار. وقال الناطق الاعلامي باسم مديرية الأمن العام في السلطة الوطنية بلال سالم ان الجانب الاسرائيلي تعهد خلال الاجتماع "بوقف اطلاق النار من جانبه بالتزام وجدية، وسحب قواته الى أماكنها التي كانت عليها قبل بدء الأحداث، بناء على تعليمات من مسؤولين اسرائيليين جاءت من باريس". أما الجانب الفلسطيني فتعهد "معالجة الحالات التي قد تطرأ على الوضع الأمني في حينه وبمعرفتنا". الى ذلك، نظمت القوى الوطنية والاسلامية امس مسيرة حاشدة شارك فيها الآلاف من المواطنين، يتقدمهم مسؤولون سياسيون ونواب في المجلس التشريعي. وانطلقت المسيرة من قبالة مقر المجلس التشريعي في مدينة غزة، باتجاه ميدان فلسطين وسط المدينة حيث أحرق عدد من الشبان العلمين الاسرائيلي والأميركي، وداسوهما بأقدامهم، فيما أطلق مسلحون النار في الهواء. والتحمت المسيرة بجنازة الشاب أيمن اللوح 21 من مدينة غزة، الذي كان استشهد أول من أمس. وهتف المتظاهرون مطالبين الرئيس عرفات بالعودة الى الوطن، وعدم لقاء السفاح رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك، ورفعوا الاعلام الفلسطينية. كما هتفوا: "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين، بالروح بالدم نفديك يا شهيد".