دعا مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي قادة الدول الاسلامية الى فتح "باب الجهاد امام شعوبهم لتحرير فلسطين"، فيما بدأت ايران تحركاً سياسياً وشعبياً واسعاً لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة قوات الاحتلال الاسرائيلي. ودعت طهران بوصفها رئيساً للدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الاسلامي الى عقد اجتماع عاجل لوزراء خارجية دول المنظمة، فيما استقبل الرئيس محمد خاتمي وفد قيادة "حركة المقاومة الاسلامية" حماس، عشية تظاهرات في العاصمة الايرانية". واكد البرلمان الايراني وقوفه الى جانب الفلسطينيين والمقاومة، ورأى خامنئي في بيان ان "التظاهرات الضخمة للمسلمين في كل الانحاء تدعو قادة الدول الاسلامية الى فتح باب الجهاد، كخيار وحيد لإخراج المحتلين الاسرائيليين من الأراضي الفلسطينية المغتصبة، واعادة الفلسطينيين الى أرضهم وبيوتهم". وحمل على واشنطن من دون تسميتها، قائلاً ان ما يحدث في الأراضي الفلسطينية "فضح حماة اسرائيل". الى ذلك، دعت ايران الى اجتماع استثنائي عاجل لوزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الاسلامي، وقال حميد رضا آصفي الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية ان الرئيس خاتمي وجه الدعوة الى الأمين العام للمنظمة عزالدين العراقي للقيام بالاجراءات اللازمة لعقد الاجتماع في اسرع وقت، واتخاذ موقف اسلامي مشترك في مواجهة "الكيان الصهيوني"، ولحماية الشعب الفلسطيني. وعلمت "الحياة" ان خاتمي سيرسل مبعوثاً الى عدد من الدول العربية والاسلامية، وقد يكلف بهذه المهمة وزير الخارجية كمال خرازي. في غضون ذلك، واصل وفد قادة "حماس" محادثاته مع كبار المسؤولين في ايران، واكدوا "استمرار المقاومة والوحدة الوطنية الفلسطينية". لكن "حماس" فوجئت بلقاء الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك في باريس. وقال احد قادة الحركة موسى أبو مرزوق ل"الحياة": "حماس فوجئت كما الشعب باللقاء بين المجرم باراك، وياسر عرفات، في هذا الوقت، اذ يطلق الرصاص على صدور شعبنا، ولا تزال الدماء تنزف". واعتبر ان "الانتفاضة ستبقى مشتعلة اذا لم تتخذ السلطة الفلسطينية قراراً بوقفها. وحرصت "حماس" على الابتعاد عن فتح اي ملف خلاف مع السلطة الفلسطينية، وهو ما عكسته مواقف أبو مرزوق، وكذلك مواقف خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، والذي نفى ان تكون "حماس" طالبت باستقالة عرفات. وقال ان "موقف الحركة هو تعزيز الوحدة الوطنية". وحمل الرئيس محمد خاتمي على "حماة اسرائيل"، وانتقد السلطة الفلسطينية من دون ان يسميها، مستغرباً "تصورات الذين يتخيلون امكان قيام تسوية مع الكيان الغاصب والقمعي". وذكر ان "ايران والمقاومين الفلسطينيين ليسوا دعاة حرب بأي شكل، وانما يريدون سلاماً مستقراً يعتمد على أبسط الحقوق الانسانية والدولية". وشدد على ان "السلام يتحقق عندما لا تتم حماية الظالم ولا بقمع المظلوم".