} أدى اعلان تأهيل وزارة الحج في السعودية 230 شركة وطنية تتولى خدمات المعتمرين ونشر القائمة الاولى منها بواقع 194 شركة الى ارتفاع اسعار بيع الاراضي والدور القديمة في مكةالمكرمة الى ما يزيد على الضعفين وسط حركة تطوير عقاري شاملة وتنافس بين الشركات ذات الملاءة المالية للاستحواذ على اكبر عدد من المواقع المتميزة. يضاف الى ذلك عمليات الاستقطاب للوسطاء والسماسرة بهدف تأمين الاعداد الكافيه من المعتمرين في عمليات تعاقدية مباشرة بين الشركات الوطنية وممثلياتها في الدول الاسلامية وغير الاسلامية. يتوقع المراقبون في السعودية بدء "حرب اسعار" لشراء العقارات في مكةالمكرمة بين الشركات المؤهلة للعمل في قطاع العمرة "لأنها تريد ان تؤمن مع نهاية السنة الاولى فرص الاستمرار والمنافسة بعيداً عن قانون العرض والطلب في السوق العقارية"، وتتبع ذلك منافسة شرسة بين شركات الخدمات التي تبحث عن تعاقدات رسمية تؤمن لها زيادة ارباحها من جانب وتعزز فرص منتجاتها في السوق المحلية من جانب آخر الامر الذي يرجح حدوث تغيرات جذرية في الاوساط الاستثمارية في المدينة المقدسة. ونتج عن التغيير الشامل في الواقع الاستثماري تبديل في استراتيجية الاستثمار العقاري لملاك العقار في مكةالمكرمة اذ اخذت المفاوضات بينهم والشركات الاستثمارية ابعاداً لم تكن مقبولة من قبل بين السكان مثل الاتفاق على استثمار الارض او الدور بالصورة التي يريد المستثمر مقابل عوائد مادية تؤمن في اقل تقدير قيمة تأجير المساكن للحجاج والمعتمرين بمتوسط قيمة ثلاث سنوات في السنوات الخمس الاولى على ان تزيد النسبة سنوياً بواقع ثلاثة الى عشرين في المئة، وتراوح فترات الاستثمار بين عشر و25 سنة. وعلى رغم ان الحكومة السعودية اوقفت البناء في منطقة الدائري الاول للمسجد الحرام منذ سنوات فإن هناك بعض الاستثناءات التي يتطلع اليها المستثمرون لتغيير الاستراتيجية التي بني عليها القرار وفق تنظيم خاص يحدد الارتفاعات والارتدادات على سبيل المثال فقط خصوصاً ان اخذت تجربة الأعوام الاولى لفتح الباب امام المعتمرين على مدار السنة ابعاداً ايجابية. تتنافس الشركات الاستثمارية وبعض كبار رجال الاعمال على عدد من الدور القديمة القائمة اما لإعادة ترميمها من الداخل او لازالتها واعادة بنائها بما يتوافق مع توجهاتها. ومعلوم ان جغرافية مكةالمكرمة تختلف عن سواها من المدن المحيطة بها، فالمسجد الحرام يقع وسط وادٍ كبير تحيط به الجبال من كل جانب وان تفاوتت في احجامها وارتفاعاتها وانحداراتها وجميعها تطل عليه تقريبا، بنيت مساكنها بصورة دائرية الى حد ما حول المسجد الحرام الذي يعد مركزها، واستطاعت الحكومة السعودية ان تنظم المساكن المحيطة بالحرم تنظيماً دقيقاً من خلال مراحل التوسيع التي ادخلت على الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام، وتم الحفاظ على الشكل العام للمدينة في البناء من الدائرة الاصغر حول المسجد الى الدوائر الاكثر اتساعاً في المناطق التي تتبعها. الأسعار ويقول عقاريون التقتهم "الحياة" ان معدلات العمليات الاستثمارية التأجير والبيع والشراء تنامت في الفترة الاخيرة بصورة كبيرة، تبودلت فيها المعلومات عن مواقع استثمارية لم تكن معروفة من قبل تعود وثائق ملكيتها الى مواطنين من عهد الدولة التركية بعضها وهمي وبعضها الآخر "مفاجآت لم تكن متوقعة واسعارها خيالية ايضاً". ويضيف العقاريون ان الصراع يشتد بين الشركات الاستثمارية في المنطقة من الدائري الثاني ويقل تدريجاً باتجاه الاحياء البعيدة في الدائري السادس ويقدر العقاريون انفسهم الزيادة في اسعار بيع المتر المربع في خضم التغيير الذي تشهده مكة بما يراوح بين 27 و33 في المئة على الاسعار التي كانت سائدة العام الماضي. وبلغ متوسط سعر المتر المربع العام الماضي في الدائري الاول بين 80 و115 الف دولار تؤثر فيها المساحة الاجمالية كلما زادت ارتفع السعر والعكس بالعكس، ونادرا ما يجد المستثمرون مساحات استثمارية تؤمن لهم حاجاتهم، فيما تباين السعر في الدائري الخامس بين اربعة وعشرة الاف دولار للمتر المربع. وساهم التنافس على شراء مئة متر مربع في الدائري الثاني للمسجد الشهر الماضي في زيادة السعر بواقع 40 في المئة وبيعت المساحة ب2.26 مليون دولار 8.5 مليون ريال. وقال الدكتور عمر باقعر استاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز ان تقديرات عوائد الاستثمارات العقارية في مكةالمكرمة تراوح بين 12 و14 في المئة حتى الآن على رغم ان العوائد مجزأة في المدينة الى جزئين الاول في الاصل والثاني في العائد النقدي، فيما يرجح الاقتصاديون في السعودية زيادتها تدريجاً في السنوات الخمس المقبله بنسب متفاوتة تبدأ من 2.5 الى سبعة في المئة وربما تزيد. ويتوقع خبراء الاقتصاد والعقار في السعودية زيادة كبيرة للاستثمارات العقارية في المدينة لمواجهة الزيادة العددية المتوقعة في المواسم على مدار العام سواء للعمرة او للحج. سكان مكةالمكرمة وتشير الدراسات الى احتمال ان يصل عدد سكان مكة الكرمة وحدها في المواسم بعد خمسين عاماً الى اكثر من 9.4 مليون نسمة على اساس عدد سكان المدينة 4.6 مليون والحجاج والزوار 4.8 مليون. وتصل قيمة الاستثمارات العقارية الموجودة فيها حتى الان عشرة بلايين دولار فيما تشير التقديرات الى استثمارات متوقعة بقيمة ستة بلايين دولار في السنوات الخمس المقبله. يشار الى ان مكةالمكرمة المشهورة بانها حاضرة الحجاز ولها من الاسماء نحو عشرين اسما من بينها ام القرى وبكة ودار المقامة وبيت الله الحرام وقبلة المسلمين وغيرها يؤمها المسلمون سنوياً من مختلف بقاع الارض لاداء مناسكهم، وتعد المدينة واحدة من المدن الاكثر استقبالاً للزوار على مدار السنة خصوصاً في الأعوام الاخيرة، وهي مقسمة الى ست دوائر، وفيها نحو عشرين مخططاً سكنياً.