اعتبر النائب العربي في الكنيست الدكتور عزمي بشارة ان تشكيل حكومة طوارئ في اسرائيل "أصبح أمراً واقعياً وممكناً نتيجة لأمرين اساسيين هما أولاً عدم مقدرة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك على الحكم بعد نهاية الشهر الجاري من دون أكثرية برلمانية مع انعقاد الكنيست، وثانياً نتيجة التقارب السياسي والفكري بين باراك وزعيم المعارضة الاسرائيلية ارييل شارون في كل ما يتعلق بمواجهة الموضوع الفلسطيني، بعدما تبين ان الشعب الفلسطيني لن يقبل بمبدأ الفصل الديموغرافي بناء على الشروط الاسرائيلية". وتحدث بشارة الى "الحياة" في الدوحة حيث يشارك في ندوة القدس العالمية، عن موقف اليمين الاسرائيلي الذي يدعو الى الفصل من دون اتفاق مع الفلسطينيين وبشروط اسرائيلية، ورأى ان هذا الآن توجه مشترك بين شارون وباراك، مشيرا الى انه ليس بالضرورة ان تكون حكومة الطوارئ مستقرة على المدى البعيد، اذ تمر بمرحلة ثم يتحين اليمين فترة سانحة لاجراء انتخابات. واعرب عن اعتقاده بان هذه الحكومة مهما كانت تركيبتها فهي في الدرجة نفسها من السوء لجهة سياستها. وهل ستحاول اسرائيل اعادة احتلال مدن فلسطينية، والى أين يتجه سيناريو الاحداث في هذه المرحلة، أجاب: "اسرائيل لن تعيد احتلال بعض المدن الفلسطينية لأن هذا يكلف ثمناً غالياً وهي غير جاهزة الآن لدفع هذا الثمن، وحتى الآن هي قادرة الى حد ما على التعامل مع الانتفاضة لأنها تكلف الفلسطينيين فقط ثمناً، لكن اذا ما طبقت اسرائيل خطة فصل من طرف واحد فلا استثني ان تعيد احتلال بعض المناطق وتخلي مناطق اخرى بموجب خطة أمنية يتفق عليها شارون وباراك". وقال انه في حال اتفاق شارون وباراك على احتلال بعض المناطق واخلاء مناطق اخرى بموجب خطة أمنية متفق عليها فإن هذا سيكون "من أجل السيطرة على المجال الحيوي باللغة الاسرائيلية للمستوطنات والسيطرة على محاور الطرق والإشراف عليها، وهذا قد يدفع إسرائيل الى اعادة احتلال بعض المواقع وليس المدن وربما احتلال أطراف من المدن". وشدد على انه يجب الاستعداد لذلك. وعن مستقبل اتفاقات السلام في ظل الظروف الحالية وهل يتوقع تجاوزها في الفترة المقبلة، قال انه "لا توجد اتفاقات سلام بل توجد معاهدة اوسلو وهي اتفاق مبادئ لا اتفاق سلام، كما يوجد اتفاق للمرحلة الانتقالية انتهى مفعوله". وشدد على انه "لا يوجد اتفاق سلام لحل دائم بين الفلسطينيين والاسرائيليين وبالتالي إذا استمر الوضع الحالي فسنعود الى نقطة الصفر، لأن اتفاق المبادئ انتهى واتفاق المرحلة الانتقالية غير ساري المفعول ونحن في مرحلة صراع"، مؤكدا انه اذا "استمر هذا الأمر من دون حل فنحن سنتوصل الى ذلك الى تلك النقطة". وسئل عن موقف فلسطينيي ال 48 العرب في اسرائيل في ظل الظروف الحالية، فقال انهم جزء من الشعب العربي الفلسطيني، لكن واقعهم هو في داخل اسرائيل بمعنى انهم في اطار المواطنة الاسرائيلية، لذلك يحاولون ان يوازنوا بين الصراع الوطني القومي وبين حقوق المواطنة اليومية وهي قضاياهم الحياتية المعيشية اليومية. ولفت الى "اننا شهدنا اخيرا تطويرين اساسيين، الأول هو ازدياد الوعي الوطني والقومي لدى هذا الجزء من الشعب العربي الفلسطيني والأمة العربية وتفاعله المباشر مع الانتفاضة والشعب الفلسطيني ضد الظلم ولاءات باراك، كما شهدنا من ناحية اخرى موقفاً اسرائيلياً يتعامل مع هذا الجزء من الشعب الفلسطيني بنسف النسيج الذي بني في السابق والتعامل معه كعدو، وذلك ناتج عن العنصرية وبنية الدولة العنصري القائم الذي لم يتغير". واعرب عن اعتقاده بان هذه البنية لا تتجه نحو التحول الى دولة ديموقراطية علمانية، وانما بدأت اسرائيل باستيراد الفصل العنصري. ورأى ان هذا وضع يشكل نذيراً لنشوء نوع من نظام الفصل العنصري الابارثيد وقد يؤدي الى تضييق المساحة بين الضفة والقطاع والعرب في الداخل وتوسيع الفجوة بين العرب في الداخل ودولة اسرائيل.