} بدأ المستشار الألماني غيرهارد شرودر زيارة للبنان أمس، في إطار جولة تقوده الى الأردن وسورية واسرائيل والأراضي الفلسطينية. وهو أكد في القاهرة، محطته الأولى، ان الدور الأوروبي الرئيسي في الشرق الأوسط يتمثّل في تقديم المساندة الاقتصادية لجهود السلام التي تقودها الولايات وصل الى بيروت أمس المستشار الالماني غيرهارد شرودر في زيارة يُتوقع ان تُركّز على تطورات المنطقة وجنوب لبنان في ضوء الانسحاب الاسرائيلي منه وبقاء مزارع شبعا محتلة. وكان رئيس الحكومة السيد رفيق الحريري وعدد من الوزراء في استقبال المسؤول الألماني لدى وصوله الى مطار بيروت آتياً من القاهرة. وعلمت "الحياة" ان شرودر ركز في محادثاته مع الحريري على جمود العملية السلمية، وطرح اسئلة متعلقة بطريقة إعادة تحريكها الى جانب البحث في تعزيز العلاقات وقضية ترحيل اللبنانيين من ألمانيا. وشدد الحريري على الشراكة الاوروبية ودورها في العملية السلمية، مؤكداً ان تعثر المفاوضات على كل المسارات "يقع على عاتق اسرائىل". وبالنسبة الى احتمال ممارسة المانيا دوراً في اتمام عملية تبادل الاسرى بين لبنان واسرائىل، قال الحريري ل "الحياة" ان "هذا الموضوع لم يطرح على بساط البحث وان المستشار الالماني تجنب الخوض فيه". لكن مصادر ديبلوماسية غربية اكدت ل "الحياة" ان "تحريك الوساطة الالمانية في ملف الاسرى يطرح عادة عبر القنوات الديبلوماسية" وليس في المحادثات الرسمية. واستقبل رئيس الجمهورية اميل لحود مساء شرودر وأكد له ان "شعوب المنطقة لن تعيش باستقرار وأمان" ما لم يُبن السلام على استعادة الحقوق العربية العادلة. وفي القاهرة، عقد شرودر محادثات أمس مع الدكتور عصمت عبدالمجيد، الامين العام لجامعة الدول العربية. وأبلغ الصحافيين بعد اللقاء انهما اتفقا على ضرورة وقف الاشتباكات بين القوات الاسرائيلية والفلسطينيين واعادة عملية السلام الى مسارها. ونقلت عنه وكالة "رويترز": "يود الامين العام عبدالمجيد ان يرى مشاركة أكبر من الاوروبيين ليس للحلول محل الولاياتالمتحدة وانما لتكملة جهودها". ويقول كثيرون من العرب ان الولاياتالمتحدة منحازة لاسرائيل، وطالب بعضهم وبينهم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بدور اوروبي اكبر في مفاوضات السلام. وقال المستشار الالماني ان حضور خافيير سولانا، منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي، قمة شرم الشيخ التي عقدت هذا الشهر يوضح ان اوروبا مستعدة للقيام بدور في جهود السلام. غير انه استطرد قائلاً: "اوضحت ان اهتمامنا سيظل مركزاً على الدعم الاقتصادي لتعزيز الاستقرار". وأضاف ان الدور الرئيسي لأوروبا في الشرق الأوسط يظل متمثلاً في مساندة اقتصادية لجهود السلام بقيادة الولاياتالمتحدة. واثنى شرودر في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء المصري السيد عاطف عبيد على دور مصر في تعزيز السلام في المنطقة. وفي دمشق، قالت مصادر ديبلوماسية ل "الحياة" ان الجانبين السوري والالماني سيعلنان على هامش زيارة شرودر "الترحيب باعادة جدولة الديون" المستحقة على سورية. واوضحت ان "الاتفاق النهائي سيوقع خلال اسابيع الاّ في حال حصول مفاجأة". وأضافت "ان الطرفين توصلا الى اتفاق من حيث المبدأ على اعادة جدولة الديون خلال زيارة معاون وزير المال الالماني كوخ فيرز قبل ثلاثة اسابيع، لكن بعض الامور الفنية تحتاج مفاوضات اضافية". وعلمت "الحياة" ان "الاتفاق المبدئي" نصّ على اعتراف برلين ببعض الوثائق المضادة التي قدمها الجانب السورية وقيمتها تجاوزت 150 مليون دولار بعد اقرار دمشق بالديون العائدة الى المانياالشرقية السابقة وقيمتها نحو 500 مليون دولار، اي ان الجانب السوري سيدفع في النهاية خلال 20 سنة مع فترة سماح قدرها خمس سنوات نحو 360 مليون دولار من ديون المانياالشرقية ونحو 260 مليون مارك الماني من ديون المانيا الغربية. ويأتي حل مشكلة الديون الالمانية في اطار مساعي سورية لحل متأخرات قروضها الخارجية. وهي توصلت الى تسوية مع البنك الدولي بقيمة 500 مليون دولار وفرنسا 8،1 بليون فرنك وايران بقيمة 500 مليون دولار. وفي هذا المجال، اصدر الرئيس الاسد أمس مرسوماً لتشكيل "المؤسسة العامة لمصرف الاستثمار" بهدف "استيعاب التدفق النقدي الجديد الآتي من الاستثمارات وتأمين حاجات المستثمرين المصرفية في شكل ميسر وسهل".