بعد غياب أربعة أعوام عن الوقوف خلف كاميرات التلفزة، يعود المخرج يحيى العلمي من خلال مسلسل "خيال الظل" الذي كتبه عاطف البكري في أول تجربة تلفزيونية له. ويجسد الأدوار الرئيسية فيه كل من: فاروق الفيشاوي وتيسير فهمي وأحمد راتب وماجد المصري ونادين وداليا مصطفى ومحمد كامل وصفاء الطوخي ومحمد الشقنقيري وهشام عبدالله. ويقع المسلسل الذي تقرر عرضه في رمضان المقبل، في 23 حلقة، وتدور أحداثه على أربعة أصدقاء، ثلاثة شبان وفتاة، ولدوا معاً في حي الجمالية في القاهرة وارتبطوا ارتباطاً وثيقاً، وكمنت مشكلتهم في أن كلاً منهم كان ينتظر أن يأخذ الآخر زمام المبادرة. لكنهم يفترقون إثر موقف معين، فيهاجر أحدهم، أحمد الألفي فاروق الفيشاوي الى الولاياتالمتحدة بعد ما سلم حقوق أصحابه وأموالهم إلى ماهر محمد كامل الذي كان يعمل في وكالة أقمشة كبيرة يملكها والد الألفي، وكان يحس بنقص حيال "الشلة" يجعله يبالغ في خدمتهم، رغبة منه في أن يصبح صديقاً لهم، لكنهم عاملوه على أنه خادم، الأمر الذي ولّد عقدة لديه حيالهم، ودفعه إلى سلب أموالهم. وحمل هذا التطور "أحمد الألفي"، في غربته، ذنوب باقي أصدقائه لشعوره أنه السبب، خصوصاً بعدما اكتشف أن الأموال لم تصل إليهم، لكن أنانيته وخوفه من السجن، إذا عاد إلى مصر، جعلاه ينتظر ويحتمل الغربة، وفقدان الحب والإحساس بالذنب. أما صفية تيسير فهمي التي كانت على علاقة حب مع أحمد الألفي، فتسلل الشك إليها بعدما هجرها واستولى على الأموال وهرب، وتزوجت من آخر وبقيت في عذابها لشكها في حبيبها. وأما رمزي ماجد المصري فيدخل السجن بعدما حدثت جريمة قتل ويكون شكه في صديقه أكثر عذاباً من السجن. ويبقى الصديق الرابع هشام أحمد راتب الذي كان الحضن الدافئ لباقي أفراد المجموعة، فيصاب بالعمى خلال مدة الفراق، وكانت له ربيبة سماها "ليلى" أصبحت سنده في الحياة ووقع في مأزق أنه أحبها ولا يستطيع الاعتراف بهذا الحب لأنه بمثابة أب لها. وعندما يلتقي الأصدقاء الأربعة بعد غياب عشرين عاماً، يشرعون في استعادة ذكريات الماضي ليتوصلوا إلى أسباب الفرقة التي حدثت بينهم، في محاولة للبدء بحياة جديدة، فيصبح صراعهم طوال الوقت مع الماضي الذي ضيع الحاضر. ويحاولون الوصول إلى درجة من الوعي تجعلهم يفهمون أن كل حركة أو موقف محسوب على الإنسان، وكذلك بناء الحاضر الذي يتناسب والتحرك الى المستقبل لا إلى الخلف، وكيف يواجهون ظروف الحياة. خيال ظل ويقول المؤلف عاطف البكري ل"الحياة": "يصبح الإنسان خيال ظل لو أتخذ موقفاً في لحظة انفعال وقتية، وتخيل أن النتيجة ستكون وقتية ولا يحسب حساب التاريخ أو أن الموقف سيكون له أثر في الآخرين، سلباً أو إيجاباً، وهنا تفقد الشخصيات هويتها وتصبح مجرد رد فعل. ورد الفعل هو خيال الظل لأن ليس هناك انفصال بين الماضي والحاضر والمستقبل". وعن القضايا التي يتعرض لها العمل، يقول البكري: "نناقش مشكلات الوطن وكيف أن الفردية والأنانية يمكن أن تدمرا أي بناء أو تنمية... ويدعو العمل إلى ألا يكون الإنسان خيال ظل أو تابعاً لأحد، ويتساءل كيف يبدع في الحاضر؟ فالمجتمع المتقدم هو الذي يجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل". وعن المعاناة التي صادفته في كتابة أول عمل تلفزيوني له، يقول البكري: "كانت معاناة ظرفية لأن طريقة تفكيري تنحصر في السينما التي يقوم العمل فيها على التكثيف، في حين يعتمد المسلسل فلسفة التفريع، وكانت الميزة أن لديك من الوقت ما يجعل تفاصيل أي موقف لا تغيب عنك، من دون الحاجة إلى بتر شيء لحساب الزمن... من دون ان يعني هذا إطالة أو إطناباً".