يدخل السعوديون مباراة الدور نصف النهائي امام كوريا الجنوبية في بطولة كأس الامم الآسيوية ال12 لكرة القدم المقامة حالياً في لبنان بمعنويات مرتفعة بعد فوزهم في مباراة القمة الخليجية على منافسهم التقليدي الكويت بالهدف الذهبي 3-2. وينتظر ألا يلجأ المدرب السعودي ناصر الجوهر الى تغييرات كثيرة في التشكيلة التي حققت الفوز الاخير، باستثناء امكانية اعادة اشراك المدافع عبدالله سليمان بدلاً من احمد خليل في حال شفائه من الاصابة. ويتخوف السعوديون من عدم انشغال اللاعبين عن مهمتهم المقبلة امام كوريا الجنوبية التي لن تكون سهلة بالتأكيد، بأفراح الفوز على الكويت. وتحتاج المهمة الجديدة الى بذل جهد مضاعف عنه في المباريات السابقة، ما يتطلب تركيزاً شديداً من اللاعبين على ارضية الملعب. وسبق للمنتخبين ان التقيا في نهائي البطولة ذاتها عام 1988 في الدوحة، وفاز المنتخب السعودي بركلات الترجيح 5-3. وسيتكفل محمد الدعيع بحراسة المرمى، وهو الذي قدم اداء ممتازاً طوال المباريات الماضية على الرغم من اهتزاز شباكه 6 مرات وامامه اكتشاف "الاخضر" الجديد صالح الصقري ومحمد الخليوي واحمد خليل واحمد الدوخي. وفي خط الوسط يتولى محمد نور وعمر الغامدي مهمة تغطية الظهيرين ومساندة الدفاع، الا انهما لا يزالان مقصرين في بعض الواجبات الدفاعية، ويعاونهما نواف التمياط، الذي لعب مباراة العمر امام الكويت وسجل هدفين احدهما الهدف الذهبي، ومحمد الشلهوب. وسجل كلاهما ستة اهداف، ما يكرس ظاهرة المساهمة الكبيرة للاعبي خط الوسط في تحقيق الانتصارين امام اوزبكستان والكويت على التوالي. وفي خط الهجوم يلعب مرزوق العتيبي وسامي الجابر جنباً الى جنب في مهمة تجسيد القوة الضاربة، والتي استعادت فاعليتها المفقودة في بداية البطولة. ويتوقع ان يعتمد اسلوب لعب المنتخب السعودي على خطة انتشار 4- 3- 1- 2، وسيتولى محمد الخليوي مهمة مراقبة الهداف الكوري لي دونغ - غوك الذي سجل اربعة اهداف حتى الآن، اما التغيير الاكبر فيمكن ان يشمل اختيار عبدالله جمعان اساسياً. وفي اطار التوقعات أكد مساعد مدرب المنتخب السعودي علي كميخ صعوبة مهمة منتخب بلاده امام كوريا الجنوبية. وأوضح "ان الاخير أخذ قسطاً اكبر من الراحة منه وأن استعداداته افضل للبطولة، كما يمتاز باللعب السريع والانتشار الجيد". وأضاف "أن نجوم "الأخضر" قادرون، بفضل قدراتهم ومهاراتهم العالية والمميزة، على تخطي عقبة كوريا في الطريق الى احراز الكأس وانني واثق بالفوز". وحول من يتمنى لقاءه في حال تأهله للمباراة النهائي، قال: "من لا يعترف بقدرات وإمكانات المنتخب الياباني فهو مكابر، لذا أتمنى أن نقابل الصين، وأن نحتفظ باللقب". وقال محمد الشلهوب 20 عاماً: "كسبنا تحدي التغلب على الكويتيين لأننا كنا الأفضل والأكثر سيطرة على غالبية مجريات اللقاء، وكنا مصممين على تحسين الصورة وإظهار الوجه الحقيقي للكرة السعودية ووفقنا في ذلك". واشار الشلهوب الى ان الفترة قصيرة بين الدورين ربع ونصف النهائي، "إلا أننا نتمتع بجهوزية كبيرة لخوض اللقاء". أما حارس القرن في آسيا محمد الدعيع، فأشار الى ان المنتخب الكوري صاحب خبرة كبيرة "لكننا تفوقنا عليه في أكثر من بطولة ودورة آسيوية سابقة، وسنسعى لتكرار هذا التفوق في طريقنا للابقاء على الكأس الآسيوية خضراء". من جهة اخرى، ترتكز خطة لعب المنتخب الكوري الجنوبي على صلابة القائد هونغ ميونغ - بو في خط الدفاع وتفاهمه الكبير مع الظهير السريع كانغ شول الذي يقوم بدور هجومي أيضاً. والاكيد ان السيطرة الكورية التي شهدتها بعض فترات المباراة أمام ايران خير دليل على براعة خط الوسط المؤلف من الرباعي المميز كيم تاي - يونغ ويونغ جونغ هوان وسيم جاي وون ونوجانغ - يون، فقد قدّم هؤلاء فواصل فنية رائعة وأظهروا سرعة كبيرة في الارتداد الى الدفاع. ويكمن الخطر الكوري الهجومي في الهداف الفذّ لي دونغ - غوك، بينما لا يزال الحظ يجانب شريكه سيول كي هيون الذي يتوقع أن يشارك بدلاً منه الجناح السريع لي يونغ - برو. قتال حقيقي وبالانتقال الى المباراة الثانية في الدور نصف النهائي بين المنتخبين الياباني والصيني، فتعتمد خطة لعب المنتخب الصيني على الذكاء والسرعة وفاعلية التحركات، علماً بأنه الأكثر افادة من الفرص التي تسنح له. وبرز الحارس جيانغ جين بشكل لافت في البطولة، ما جعل النقاد يرشحونه لنيل جائزة أفضل حارس، وعكس الدفاع مقومات الصلابة المثالية بقيادة فان زيي وزميليه سو ماوزين وتشن غانغ، وهو قادر على رفع التحدي القوي في مواجهة المهاجمين اليابانيين ناوهيرو تاكاهارا واكينوري نيشيزاوا. وبرز في خط الوسط لي تاي وكي هونغ، في حين يقود خط الهجوم الثنائي يانغ تشن ولي مينغ، واللذان يتميزان بالسرعة الفائقة والتسديدات الصاروخية ما سيحتّم على الحارس الياباني كاواغوتشي البقاء حذراً طوال فترة اللقاء. من جهتها، تعتبر التشكيلة اليابانية متكاملة باشراف مدرب قدير هو الفرنسي فيليب تروسييه الذي جعل من الكرة اليابانية الأقوى آسيوياً منذ توليه مهمته في 1998. الحارس كاواغوتشي يملك خبرة كبيرة وظهرت خبرته وثقته خلال أدائه في البطولة، وخط الدفاع، الملقب ب "الجبهة الثلاثية"، التي يكوّنها موريوكا و هاتوري وناكازاوا، أثبت علو كعبه خلال المباريات وخصوصاً في لقائي السعودية والعراق. ويوفر خط الوسط الدعم الدفاعي والمواكبة الهجومية المثالية بقيادة هيروشي نانامي في مهمة صانع الالعاب، والذي كان احترف الموسم الماضي في فريق فينيتشنزا الإيطالي. اما القوة الضاربة الهجومية فتتمثل في الثنائي تاكاهارا ونيشيزاوا من دون أن ننسى الموهوب أونو الذي شارك بديلاً خلال المباريات.