أنقرة، واشنطن - "الحياة" - رحبت أنقرة بقرار الكونغرس الأميركي إلغاء التصويت على مشروع قرار يعترف فيه بإبادة الأرمن في تركيا عام 1915، ويدين الدولة العثمانية من دون أن يحمّل الجمهورية التركية أي مسؤولية عن تلك المجازر. ووضع الكونغرس مشروع القرار "على الرف" لفترة غير محددة، مما يبقي احتمالات العودة اليه مستقبلاً. وعلى رغم ان الخطوة تمت بطلب من الرئيس بيل كلينتون، فإن أوساطاً في واشنطن اعتبرتها نجاحاً ل"اصدقاء اسرائيل"، مشيرة الى ان أنقرة لجأت الى هؤلاء طلباً للمساعدة. ورأى رئيس الوزراء التركي بولنت اجاويد ان الخطوة تظهر "قيمة" بلاده لدى الولاياتالمتحدة، كما تعكس ثقل أنقرة وقوّتها. وبعث برسالة شكر الى كلينتون كتب فيها: "سنذكرك دائماً على أنك صديق للشعب التركي"، واعداً بتطوير العلاقات "الاستراتيجية" بين البلدين. واعترف وزير الخارجية التركي اسماعيل جيم باحتمال تعرض بلاده للموقف ذاته مجدداً، لكنه اضاف: "علينا ألا نضخّم مثل هذه الأمور مستقبلاً"، في اشارة الى بعض الصحف المحلية التي كانت اتهمت الأميركيين ب"الخيانة". ونشرت صحف اخرى أن التهديدات التركية لعبت دوراً في الضغط على الكونغرس، لكن مصادر الخارجية التركية أكدت ل"الحياة" أن "ما اتخذته أنقرة من قرارات تجاه العراق لا علاقة له بهذه القضية". وكانت انقرة هددت بمنع الطائرات الأميركية من استخدام قاعدة انجرليك لتطبيق الحظر الجوي على العراق، وهددت بإلغاء صفقة لشراء طائرات هليكوبتر اميركية قيمتها 4.5 بليون دولار. وبدا ان الرئيس الاميركي تعرض لضغوط شديدة دفعته الى توجيه رسالة خطية الى رئيس مجلس النواب دنيس هاسترت، والاتصال هاتفياً بالأخير أكثر من مرة، طالباً سحب مشروع الاعتراف بإبادة الأرمن من التصويت، معللاً ذلك بأسباب تتعلق بالأمن القومي، كون تركيا "شريكاً" في الحلف الاطلسي.