واشنطن، انقرة - أ ف ب - امتنع الرئيس الاميركي باراك اوباما ليل الجمعة – السبت، عن وصف المجارز التي ارتكبتها الامبراطورية العثمانية في حق الارمن عام 1915 بأنها «ابادة»، واتبع التقليد الديبلوماسي لبلاده بإصدار بيان في يوم ذكرى مجازر الارمن في 24 نيسان (ابريل) تضمن وصف عمليات القتل بأنها «احدى اكبر الفظائع التي ارتكبت في القرن العشرين». وأعلن اوباما انه غير نادم على استخدام عبارة «ابادة» خلال حملته الانتخابية، فيما اعتمد عدد ضحايا المجازر الذي يبلغ 1.5 مليون ضحية والذي تعترض عليه انقرة، على غرار استخدام كلمة «ابادة»، علماً ان التسمية الارمنية لهذه المجازر هي «ميدس يغيرن» اي «النكبة او المصيبة الكبرى». وقال الرئيس الاميركي ان التصالح مع الماضي افضل طريقة للاتراك والارمن للمضي قدماً، والعمل لتجاوز «التاريخ المؤلم بصدق وانفتاح وبشكل بناء». وفيما بدا ان اوباما خضع لضغوط تركيا، الحليفة الكبرى لبلاده التي تجري حالياً محادثات مصالحة مع ارمينيا، اتهمته الجالية الارمنية في الولاياتالمتحدة بانه نكث بالوعود التي قطعها حين كان مرشحاً للرئاسة، بالاعتراف بحقيقة حدوث ابادة في حال انتخب. وقال براين اردوني، المسؤول في منظمة الأرمن، ان «نكث اوباما لوعوده لا يؤثر في مسألة الاعتراف بالابادة، مقللاً من صدقية الولاياتالمتحدة حين يتعلق الامر بمنع وقوع حملات ابادة». وتعتبر مسألة الابادة الارمنية قضية بالغة الحساسية على الصعيد الديبلوماسي. ويمارس الارمن ضغوطاً للحصول على اعتراف بأن المجازر وعمليات التهجير التي ارتكبت بين عامي 1915 و1917 كانت حملة ابادة، ويؤكدون انها اودت بحياة 1.5 مليون شخص. لكن تركيا تعترف بأن بين 300 و500 الف شخص قضوا في الفوضى التي عمت السنوات الاخيرة من عمر الامبراطورية العثمانية وليس في حملة ابادة، وترفض اطلاق صفة «الابادة» التي اقرتها فرنسا وكندا والبرلمان الاوروبي. وهددت عام 2007 بسحب دعمها اللوجستي الثمين للعمليات في العراق، اذا تبنى الكونغرس الاميركي نصاً يعترف بان المجازر «ابادة». في المقابل، اكدت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي التي تدافع عن اعتبار المجازر «ابادة» ان «الادارة الاميركية تأخرت كثيراً في الاعتراف بإبادة الارمن». وأضافت: «اذا كنا نجهل التاريخ، فسنكرر اخطاء الماضي. الابادة في رواندا ودارفور تذكرنا بأنه يجب ان نبذل جهوداً اضافية كي لا تتكرر مجدداً». وقال براين اردوني المسؤول في منظمة الأرمن في الولاياتالمتحدة ان «صدقية الولاياتالمتحدة ضعيفة حين يتعلق الامر بمنع وقوع حملات ابادة». وردت وزارة الخارجية التركية على بيان اوباما بأن بعض مقاطع الرسالة الاميركية السنوية في ذكرى المجازر الارمنية «غير مقبولة»، معتبرة ان وصف فظائع الاحداث يعود الى المؤرخين. اما الرئيس التركي غل فقال في صوفيا: «لا اوافق على نقاط عدة. قتل مئات الآلاف من الاتراك والمسلمين أيضاً عام 1915. يجب أن نتشاطر اوجاع جميع الذين فقدوا حياتهم».