اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الجمعة ان سفير بلاده لدى الولاياتالمتحدة, الذي استدعته انقره بعد قرار تبنته لجنة في الكونغرس الاميركي حول "ابادة" الارمن, سيعود "الاسبوع المقبل" الى ممارسة مهامه. وقال اردوغان للصحافيين "سأرسله مجددا الى الولاياتالمتحدة الاسبوع المقبل". من جهة اخرى اوضح اردوغان انه سيشارك في القمة الدولية حول الامن النووي التي ستعقد في 12 و13 نيسان/ابريل في العاصمة الاميركية. واوضح اردوغان ان عودة السفير التركي نميك تان ستتم قبل زيارته مؤكدا ان "هذه التطورات ايجابية" في العلاقات الثنائية التي شابها توتر بسبب قرار النواب الاميركيين. واعرب عن الامل في ان "تتواصل هذه التطورات الايجابية ايضا خلال نيسان/ابريل" في اشارة الى 24 من هذا الشهر الذي يصادف ذكرى مذابح الارمن في 1915-1917, اذ درج رؤساء الولاياتالمتحدة في هذه المناسبة على توجيه رسائل كانت تخلو من عبارة "الابادة". واثار اوباما السنة الماضية غضب الجالية الارمنية عندما تجنب الحديث عن "الابادة" في رسالته السنوية رغم انه تعهد عندما كان مرشحا الى الرئاسة بالاعتراف بالابادة اذا انتخب. وقد استدعت تركيا سفيرها في واشنطن في الرابع من اذار/مارس بعد تصويت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي على قرار يدعو الرئيس الاميركي باراك اوباما الى ان "يصف بشكل دقيق التصفية المنهجية والمتعمدة لمليون و500 الف ارمني" في عهد السلطنة العثمانية ب"الابادة". وكان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو قال الاحد لنظيرته الاميركية هيلاري كلينتون ان وقف القرار قبل التصويت عليه في مجلس النواب سيشكل خطوة "هامة جدا لازالة الانعكاسات السلبية" الناجمة عنه على العلاقات التركية الاميركية. وقالت كلينتون بعد مصادقة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب على هذا القرار غير الملزم, "اننا لا نعتقد انه من الضروري ان يتبنى الكونغرس برمته هذا القرار". ويعتبر الارمن ما تعرضوا له من مذابح ونفي بين 1915 و1917, عملية "ابادة" اودت بحياة اكثر من مليون ونصف مليون ارمني, بينما لا تعترف تركيا بهذه العبارة وتقول ان عدد القتلى لا يتجاوز 300 الف او 500 الف, وانهم لم يسقطوا في حملة تصفية بل ضمن الفوضى التي عمت السنوات الاخيرة من السلطنة العثمانية. وقد تبنى كل من فرنسا وكندا والبرلمان الاوروبي عبارة الابادة.