بدافعٍ حب وإثبات الوجود، جمعت فكرة إنشاء حضانة تهتم بالأطفال الصغار أربع فتياتٍ سعوديات ، لاحظن أنها تلبي حاجة عددٍ كبير من النساء العاملات، مستفيداتٍ أيضاً من جوارهن للحرم المكي في استقبال الأطفال الذين تجد عائلاتهم في فكرة إيداعهم في الحضانة إزاحةً للعبء، وأماناً من الضياع. وتستقبل الحضانة التي تتربع في شقة ٍمجاورةٍ للحرم صمم لها باب خارجي منفصل منذ عامٍ ونصف هو عمر عملها بعد أن كانت مجرد فكرة، الأطفال الرضع من عمر 30 يوماً وحتى أربع سنوات. وقالت إحدى المشرفات على الحضانة نهى الزبيدي ل«الحياة»: «إن الفكرة انطلقت من حاجة الأمهات العاملات اللائي يفضلن إيداع أبنائهن في حضانةٍ تعمل بها سعوديات متخرجات من رياض الأطفال، أن لهم الآن ما يقارب العام والنصف يستقبلن الأطفال الرضع من شهر حتى أربع سنوات». وأضافت: «نحن قريبون من الحرم المكي ولا يفصلنا عنه سوى مسافة عشر دقائق وفي فترة رمضان، خصصنا الحضانة للزوار والمعتمرين وبأسعارٍ رمزيةٍ، بالرغم من أن الفئة المستهدفة لدينا هي النساء العاملات، ولكن قربنا من الحرم جعلنا نستفيد من الجهتين». وأشارت الزبيدي إلى أن الحضانة كانت تعمل على مدار 24 ساعة في رمضان، وتؤكد: «حينما يتصل أهالي الأطفال سيجدون موظفات الحضانة على أتم استعداد»، أما الإقبال فكان من مناطق متنوعة في السعودية، ومن دولٍ أخرى كالإمارات وعمان والأردن والمنطقة الشرقية من الوطن، إذ يبدأ العمل باتصالهم للإبلاغ عن قدومهم بأطفال، ومن ثم تبقى عاملات الحضانة في حالة انتظار لهم. وزادت : «زاد انتشارنا عن طريق الانترنت، وهو ما دل كثيراً من الناس إلينا، واصفة أن إقامتهم بشقة دور أرضي تم تجهيزها لتكون مناسبة كما أن لها باباً خارجيً منفصلاً». واستطردت بالقول :«تقدمنا بطلب تصريح من وزارة الشؤون الاجتماعية لكن للأسف حتى الآن لم يصلنا منهم رد برغم أننا أتممنا الشروط والطلبات كافة، من دورة مياه مناسبة للأطفال، وست غرف، وتوفير ممرضة، أو التعاقد مع مستوصف قريب وهو الخيار المناسب لنا، إذ سبق أن كان لدينا طفل ارتفعت درجة حرارته، وحين قمنا بالاتصال بهم وصلوا إلينا على الفور في أقل من سبع دقائق».