بعد أقل من 24 ساعة على صدور البيان الختامي لقمة شرم الشيخ الذي قرأه الرئيس الاميركي بيل كلينتون وتضمن من بين ما تضمن، وقفاً فورياً لاطلاق النار، اطلق جنود الاحتلال الاسرائيلي نيران بنادقهم الكاتمة للصوت في اتجاه المتظاهرين الفلسطينيين. ومنذ ساعات صباح امس توجه المئات من الشبان وطلبة المدارس الى مستوطنة "كفار داروم" وسط القطاع قرب مدينة دير البلح، والى حاجز بيت حانون "ايرز" شمال القطاع، ورجموا جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة تعبيراً عن مواصلة الانتفاضة، ورفض قرارات شرم الشيخ. وأصر جنود الاحتلال على خرق الاتفاق، ومواصلة اطلاق النار في اتجاه رؤوس الشبان وصدورهم في محاولة لإيقاع ضحايا كثر في صفوفهم، ورفض الالتزام بقرارات شرم الشيخ ايضاً، فسقط أحدهم شهيداً. وبلغت حصيلة المواجهات والصدامات التي دارت في محيط مستوطنة "كفار داروم" نحو 40 جريحاً، تم تحويل 20 منهم الى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، جروح أربعة منهم غير مستقرة حسب الدكتور معاوية حسنين المدير العام لقسم الاستقبال في المستشفى، فيما تم تحويل الباقين الى مستشفى ناصر في خانيونس. وفي محيط حاجز "ايرز" سقط الشهيد موسى شحادة عيد 52 عاماً الرائد في قوات الأمن الوطني في المنطقة الشمالية من القطاع، وهو من مخيم البريج وسط القطاع، جراء استنشاقه الغاز المسيل للدموع بكثافة. ونقل الى مستشفى العودة في مخيم جباليا نحو 35 مصاباً في الاشتباكات التي دارت عند الحاجز، اصيب نحو 30 منهم بالاغماء والاختناق جراء استنشاق الغاز، فيما أصيب خمسة آخرون بالرصاص المعدني المغطى بطبقة رقيقة من المطاط. ووقعت مواجهات وصدامات عند مستوطنة "كفار داروم" مع المستوطنين، الذين خرجوا من المستوطنة الى الشارع الرئيسي، الذي يفصل بين شقيها، ويربط شمال القطاع بجنوبه، واطلقوا النار في اتجاه المتظاهرين، ومنعوا سيارات المواطنين من المرور على الطريق الحيوية جداً بالنسبة اليهم. وفي خانيونس وقعت مواجهات بين مئات الشبان وطلبة المدارس في محيط مستوطنتي "نفيه دكاليم" و"جنى طال" الواقعتين غرب وشمال مخيم خانيونس، ما أدى الى اصابة عدد منهم بجروح، فيما أصيب العشرات بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، الذي اطلقه جنود الاحتلال بكثافة. الى ذلك، شيعت جماهير غفيرة في جنازة رسمية وشعبية جثمان الشهيد نبيل خاطر 42 عاماً النقيب في قوات الأمن الوطني الفلسطيني، الذي استشهد عند حاجز "ايرز" مساء أول من امس برصاصة أطلقها جنود الاحتلال اخترقت صدره وخرجت من ظهره، الى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء شرق مدينة غزة. وتمثل أول خرق لقرارات قمة شرم الشيخ في مدينة رفح، في قصف جنود الاحتلال منزل المواطن محمد جميل قشطة بعدد من الصواريخ من نوع "لاو"، ما أدى الى اصابة ثلاثة شبان بجروح، فيما أصيب رابع بعيارات نارية اطلقها الجنود من سلاح كاتم للصوت. وبعد يوم كامل على انتهاء القمة في شرم الشيخ شوهدت الدبابات والمجنزرات التي أدخلتها قوات الاحتلال الى قطاع غزة مع اندلاع انتفاضة الاقصى، على ما هي عليه، ولم تتحرك من مواقعها، ولم تسحبها سلطات الاحتلال، وتعيدها الى حيث كانت قبل 28 ايلول سبتمبر الماضي كما تم الاتفاق عليه.