تصاعدت الاشتباكات القبلية - العرقية في نيجيريا وامتدت آثارها الى الوسط التجاري لمدينة لاغوس، العاصمة التجارية للبلاد، فيما اكدت مصادر طبية في لاغوس ان اكثر من مئة شخص قتلوا خلال الاشتباكات التي بدأت الاحد الماضي بين قبيلتي هاوسا ويوروبا. لاغوس - ا ف ب، رويترز - افاد شهود ان قوات الشرطة شبه العسكرية اطلقت اعيرة نارية في الهواء تحذيراً، في وسط لاغوس امس، ما حدا باصحاب المتاجر الى المسارعة في اغلاق ابوابها. وافادت مصادر اخرى ان اشتباكات دارت في ايدوموتا وهي المنطقة المحيطة بمقر البنك المركزي النيجيري. وافاد شهود ان المهاجمين هم افراد عصابات تسكن في المنطقة ومعظمهم شبان عاطلون من العمل، استغلوا الاشتباكات الدائرة منذ الاحد، بين قبيلتي اليوروبا والهاوسا للقيام باعمال سرقة ونهب. وجاء ذلك في وقت توقع مصدر في الصليب الاحمر طلب عدم نشر اسمه، ان تفوق الحصيلة النهائية لضحايا الاشتباكات القبلية في ضواحي لاغوس المئة قتيل. وكانت حصيلة سابقة اعدتها وكالة "فرانس برس" استناداً الى شهادات مختلفة، افادت ان 92 قتيلاً سقطوا في لاغوس و9 آخرين في ايلورين على بعد نحو 300 كيلومتر شمال المدينة. وكلف الصليب الاحمر بانتشال الجثث ومساعدة الجرحى بعد المواجهات العنيفة بين الهاوسا المتحدرين من شمال البلاد، واليوروبا المنتشرين في الجنوب الغربي. وامرت سلطات ولاية لاغوس الجيش مساء اول من امس، بالانتشار في طرقات المدينة. وتركزت المواجهات القبلية الاعنف في حي اجونغلي حيث نشرت قوات من الشرطة تساندها هليكوبترات لتهدئة مسلحي اليوروبا. ولجأ الآلاف من الهاوسا سكان الحي الرجال والنساء والاطفال، الى ثكنات الشرطة والجيش هرباً من هجمات اليوروبا الذين تذرعوا بأنهم يطاردون عصابات مسلحة. وقال سكان ان الاشتباكات اندلعت في ضاحيتي ألابا واوريلي، عقب انتهاء حظر تجول ليلي الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي. وكانت عناصر من حركة مؤتمر شعب اودوا الراديكالية الذي انشئ في 1994 للدفاع عن حقوق اليوروبا، بدأت مطاردة الهاوسا في مقاطعة اجورا مساء الاحد، رداً على مواجهات وقعت في اليوم نفسه في ايلورين حيث قتلت الشرطة الكثير من عناصر الحركة. وكان حوالى مئة شخص قتلوا في اقليم كانو الشمالي، معظمهم من الهاوسا، في مواجهات بين الجانبين العام الماضي . ومعلوم ان لاغوس مدينة كبيرة يسكنها عشرة ملايين شخص، وفيها ضواحٍ تؤوي غالبية من قبائل اليوروبا الذين يسيطرون على منطقة الجنوب الغربي، وضواحٍ اخرى تؤوي قبائل الهاوسا والفولاني المسلمة في شمال البلاد. والحرب الحالية هي الاحدث في سلسلة من اعمال العنف العرقية التي اجتاحت نيجيريا منذ انتهاء الدكتاتورية العسكرية عام 1999.