فاجأ الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الاسرائيليين مجدداً امس حين اعلن ان اسر العقيد الاسرائيلي الذي يعمل مع الاستخبارات الاسرائيلية موساد، تم في لبنان، بعد استدراجه اليه، بينما كان يسعى الى اختراق احد كوادر الحزب المقربين من شخصية اساسية فيه. راجع ص7 وحيال رواية تضمنت "المعلومات الممكنة والمناسبة"، كشفها نصرالله عن طريقة اسر الضابط الحنان تينين بووين والذي قال ان "اسمه صعب"، لم يملك نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين بن اليعازر سوى ان يصف تلك المعلومات بأنها من نسج الخيال فانتازيا، معتبراً "ان لا علاقة بين وصف نصرالله والواقع..." لكنه عاد فقال: "تم اغراء تينين بووين بطرق مختلفة للمجيء الى لبنان وليست له علاقة بالموساد...". واذ تكرر الارتباك الاسرائيلي امس، فإن الاوساط القيادية في اسرائيل سعت الى نفي علاقته ب "موساد"، فيما كشف نصرالله انه اعترف في التحقيق معه بأنه يعمل معها وانه كان سابقاً قائداً للواء مدفعية ميدان وشارك في اجتياح لبنان العام 1982 وشارك في قصف العاصمة اللبنانيةبيروت. وشرح نصرالله لماذا وكيف تم استدراج "الحنان" الى بيروت ودخوله آتياً من بروكسيل بجواز سفر مزور... لم يعلن اين تم اسره، وكيف ومتى، بعد وصوله الى لبنان وهل دخل عبر المطار ام بطريق آخر، وهل قبض عليه في فندق ام على الطريق. لكنه قال انه دخل في شكل قانوني محتفظاً بالتفاصيل الباقية لنفسه. وفيما وجه الاسرائيليون الانظار نحو ايران وسورية، فدعا رئىس الموساد الاسبق شتباي شبيط المجتمع الدولي الى "الاهتمام للخطر الذي تشكله ايران ومعها سورية والا فلينتظر العالم مفاجآت كبيرة من ايران"، فإن نصرالله اكد ان "حزب الله" يتحمل "وحده مسؤولية العملية ولم يعلم احد بما حدث، لا أي جهة اقليمية ولا أي صديق او حليف". واضاف: "حتى ضمن حزب الله هناك مجموعة صغيرة جداً كانت على اطلاع على العملية. نحن وحدنا نتحمل مسؤولية احتجاز العقيد في الجيش الاسرائىلي وحاضرون لتحمل كل تبعات هذه المسؤولية". ووصف نصرالله الكلام على ان الجنود الاسرائيليين الثلاثة الذين سبق للحزب ان اسرهم في منطقة مزارع شبعا اللبنانيةالمحتلة قبل 10 ايام، صاروا في ايران كما ردد بعض الاشاعات بأنه "مزحة". وسأل: "ما الذي ينقصنا لنحتفظ بهم؟ يجب ان يصدقوا ان هناك جهة لبنانية قادرة على ان تفعل ما تشاء وتتحمل مسؤولية كل ما تفعله". ورد نصرالله على وابل من الاسئلة عن عملية اسر الضابط، وعن عملية التبادل بعدما اصبح في حوزة الحزب اربعة اسرى اسرائىليين بينهم الضابط. وكشف عن قناتين تعملان للتبادل، الامين العام للامم المتحدة كوفي انان و"قناة روسية وهناك قنوات اخرى قيد الاتصال". وتوجه الى امهات الاسرى الاسرائىليين لدى الحزب وعائلاتهم قائلاً: "ان حكومتكم لم تعمل حتى الآن في شكل جديّ لكشف مصيرهم ولا تزال تلعب وتراهن على ضغوط دولية وسياسية على حزب الله لظنها انها يمكنها الوصول الى نتيجة لاطلاق الجنود من دون مقابل. واقول لحكومة اسرائىل والامهات ان هذا الرهان خاسر ومضيعة للوقت، نحن حاضرون لنبقى سنة وخمس سنوات وعشرين سنة، لكننا لسنا حاضرين لأن نقدم اي معلومة عن مصير الجنود من دون مقابل يتعلق بسجناء احياء، لا بجثث شهداء وهي طبعاً ستكون جزءاً من اي صفقة". واضاف: "قلت لكل القنوات التي اتصلت بنا حتى الآن وأقول اليوم ان حزب الله لن يقدم أي معلومة الى أي جهة، صديقة كانت ام محبة ام عزيزة، عن مصير الجنود الثلاثة من دون مقابل من سجناء احياء". رون اراد خارج البحث وعن مصير الطيار الاسرائىلي رون اراد، قال: "صار لغزاً، الرجل ضائع وهذه حقيقة، لو لدينا معلومات عنه لتمكنا من حل الكثير من المشكلات، نحن لا نريد ان نحتجز احداً لمجرد الاحتجاز وعندما تتوافر لدينا معلومات يمكن ان نوظفها لاطلاق اي اسير، نسارع الى ذلك، انما أراد خارج إطار البحث. كانت هناك مساعي كثيرة وقلنا وقتئذ كل ما عندنا عن الموضوع". وأشار الى ثلاثة عناوين للتبادل قائلاً: "ان هناك سجناء احياء معروفين وهناك جثث الشهداء المحتجزة، ولا بد من كشف مصير المفقودين خصوصاً الذين شاركوا في عمليات ضد الاحتلال ولم يعرف مصيرهم او اولئك الذين فقدوا عام 1982 خلال الاجتياح الاسرائىلي للبنان". وأوضح ان "لا موعد محدداً للقاء انان وما اعرفه ان العالم كله، كما اهتم بالجنود الثلاثة، سيهتم بالعقيد. وهذه هي الحقيقة المهينة، اذ ان اسرائىل تخطف مئة عربي وتقتل عشرات الاطفال ولا احد يسأل عن الموضوع". وقال: "ان العقيد الاسير مثل الجنود الثلاثة مطروح للتبادل والهدف من وراء العملية انساني"، كاشفاً عن اتصالات عدة اجريت مع الحزب اول من امس من جهات تقوم بالتوسط و"ابلغناها ان الضابط من ضمن عملية التبادل". وأشار الى ان الالمان "لم يتصلوا بعد ونعتقد انهم ينتظرون طلباً اسرائىلياً"، ورداً على سؤال هل هناك وساطة فرنسية، قال: "لا استطيع القول ان وساطة عرضت حتى الآن ولكن قد يكون الفرنسيون في جو جس نبض". وفي اسرائيل خالف معلقون اسرائىليون بارزون موقف بن اليعازر، خصوصاً عقب استصدار الجيش امراً من المحكمة يمنع نشر تفاصيل اضافية عن الاسير وطريقة اسره. ونشرت كبرى الصحف الاسرائيلية صورة للعقيد، وحمّل بعضها ايران وسورية مسؤولية افعال "حزب الله". وكتب معلّق الشؤون العربية في صحيفة "معاريف" عوديد غرانوت "ان هدف "حزب الله" الذي يعمل بتنسيق تام مع ايران، عمل كل مستطاع من اجل دق المسمار الاخير في نعش عملية السلام وان خطف العقيد جاء، كما يبدو، لمساعدة المنظمة في طلب المزيد من اسرائىل في عملية تبادل اسرى".