بدأ البحث الجدي بتشكيل حكومة وحدة وطنية في اسرائيل برئاسة ايهود باراك تضم الكتل البرلمانية كافة، عدا العربية، بعدما اعلنت جميع الاحزاب اليمينية امس دعمها الخطوات التي اتخذتها الحكومة. والتقت الاحزاب اليسارية مع اليمينية والمتطرفة في تحميل الس سلطة الفلسطينية ورئيسها ياسر عرفات مسؤولية "التصعيد" وفيما عزت بعض الاحزاب التدهور الى عجز عرفات والسلطة عن الامساك بزمام الامور، رأت احزاب اليمين ان قرار الرئيس الفلسطيني اطلاق عدد من معتقلي حماس كان السبب في تصعيد العمليات العسكرية ضد اسرائيل. وانضمت الوزيرة دالية ايتسيك ورئيس الائتلاف اوفير بينس الى الداعين الى تشكيل حكومة وحدة وطنية او، على الاقل، اقامة هيئة طوارئ عليا، ودعت اصوات داخل ليكود زعيم الحزب ارييل شارون الى تلبية دعوة باراك الى الانضمام الى الحكومة. وطالب معظم السياسيين باراك بالرد القاسي على عملية رام الله، واعتبرها افرام سنيه، نائب وزير الامن، عملية خطيرة لا يمكن ان تبقى من دون رد مناسب. ودعت النائبة ليمور ليفنات ليكود الى التخلي عن سياسة ضبط النفس لاستعادة قوة الردع الاسرائيلية. ودعا وزير الخارجية السابق ديفيد ليفي الى توحيد القوى لمواجهة "احرج المواقف التي تتعرض لها اسرائيل منذ قيامها". واضاف: "علينا العمل على رفع معنويات المواطنين وان نثبت ان الدولة وجيش الدفاع الاسرائيلي لم يعودوا أسيري حلم تحقيق السلام، اذ أضحى هذا الحلم كابوساً". وحذّر ليفي من امكان مواجهة اسرائيل لجبهة عربية موحدة مما يستدعي تشكيل حكومة وحدة وطنية فوراً. واذ اكتفى رئيس الحكومة بوصف ما حصل في رام الله ب"حادث خطير جداً" وان "اسرائيل تعرف ما يجب عمله" قال نائبه بنيامين فؤاد بن اليعازر ان "عملية السلام لفظت انفاسها الاخيرة ونحن الآن في حال حرب مع الفلسطينيين". واضاف ان عرفات "اختار طريق الحرب وعلينا الاستعداد لمواجهة اعمال العنف التي سينفذها فلسطينيون". وراح مئير شيطريت، احد اقطاب ليكود، الى ابعد من ذلك حين طالب، صباح امس، قبل وقوع عملية رام الله باراك بدعوة ارييل شارون "حالاً الى حكومته وتسليمه وزارة الامن لأن الفلسطينيين والعالم العربي لا يفهمون إلا لغة القوة". وكررت قوات الامن طلبها من الاسرائيليين اخذ الحيطة والحذر بسبب معلومات استخباراتية تفيد بعمليات عسكرية وشيكة جداً قد ينفذها فلسطينيون. ووصفت هذه القوى الاجواء الحالية شبيهة بتلك التي سادت عشية العمليات التي شهدتها مدن اسرائيل في شباط وآذار فبراير ومارس 1996 وقتل فيها عشرات الاسرائيليين. وحذّرت وزارة الخارجية الاسرائيليين من السفر الى الاردن ومصر والمغرب، فيما الغى غالبية اليهود برامجهم لقضاء ايام عيد العرش يبدأ غداً في الفنادق.