دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك اسرائيل الى "وقف كل أعمال العنف ضد الشعب الفلسطيني الشقيق". وأكدا في بيان أذيع في عمان والقاهرة بعد محادثاتهما في شرم الشيخ أمس، "رفضهما لغة التهديد والعنف التي من شأنها تصعيد الوضع والقضاء على آمال السلام والاستقرار في المنطقة". وشددا على "ضرورة بذل كل جهد ممكن لتهدئة الأوضاع وإعادة عملية السلام الى مسارها الصحيح". وأوضح البيان ان العاهل الأردني والرئيس المصري أجريا اتصالاً هاتفياً بالرئيس ياسر عرفات في غزة "جرى خلاله بحث الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والجهود المبذولة عربياً ودولياً لإنهاء حال العنف واجواء التوتر". موسى وقال وزير الخارجية السيد عمرو موسى بعد القمة المصرية - الأردنية في شرم الشيخ أمس ان الرئيس حسني مبارك والملك عبدالله الثاني "ناقشا الأوضاع وما تتضمنه القمة العربية المقبلة من مواضيع، بالإضافة الى الاتصالات العربية". وذكر موسى ان "ما يحدث في الأراضي العربية المحتلة ومنها رام الله، جزء من الموقف الخطير الذي تتعرض له أراضي السلطة الفلسطينية والأراضي المحتلة"، وأعرب عن أمله بأن "يتوقف استخدام اسرائيل القوة، وما يصاحبها من عمليات ضد الشعب الفلسطيني"، مشيراً الى أن هذا كان أحد المواضيع الرئيسية في قمة شرم الشيخ. وكرر ان من الضروري "وقف الأعمال العسكرية وإحلال الهدوء وانسحاب القوات الاسرائيلية حتى يمكن أن نعمل لإحياء عملية السلام بطريقة يمكن أن تقود إلى اتفاق". وشدد على عدم وجود عملية سلام في الظروف الحالية. ونبه الى ان "الاردن دولة عربية لها مصالح مباشرة باعتبارها الجار المباشر لكل من فلسطين وإسرائيل"، وتحدث عن تقارب الموقفين المصري والاردني. ونفى أن تكون هناك دعوات عربية للتصعيد باتجاه الحرب، ورداً على سؤال هل هناك سقف معين للخيارات المطروحة أمام القمة العربية في ظل الاعتداءات الاسرائيلية، قال موسى: "دعونا ننتظر القمة". ووصف الأمين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد قصف القوات الاسرائيلية المدن الفلسطينية ومقر الرئاسة الفلسطيني بأنه "خطير جداً"، وقال ل"الحياة" ان الجامعة "تتابع الهجمات الاسرائيلية التي تدمر عملية السلام برمتها". ونفى ما نسب إليه عن قمة ثلاثية قريبة تضم السعودية وسورية ومصر. وكان مبارك اجتمع أمس في شرم الشيخ مع وزير الخارجية البريطاني روبن كوك وبحضور وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسي واللورد ليفي المبعوث الخاص لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير. وأوضح موسى ان الوزير كوك "استمع الى وجهة النظر المصرية كما عبر عنها مبارك والشروط التي يجب توفيرها سلفاً لتنقية الاجواء تمهيداً لاستئناف المفاوضات". وأكد ان "السياسات التي انتهجتها اسرائيل ألحقت ضرراً بالغاً ولا بد من وقف الاعمال الاسرائيلية". واعرب كوك عن ادانته أعمال العنف التي وقعت في الاسبوعين الماضيين معبراً عن "حزنه العميق ازاء الخسائر في الارواح". قلق أردني الى ذلك أعرب مسؤول أردني رفيع المستوى أمس عن قلقه من احتمال ان يؤدي الوضع المتفاقم في الأراضي الفلسطينية الى القضاء على كل ما أنجز في مفاوضات الوضع النهائي وتقويض أسس التسوية السلمية برمتها. وقال ل"الحياة" قبل مغادرة العاهل الأردني الى شرم الشيخ ان "اتساع العنف ليشمل عرب اسرائيل، أحدث ضرراً كبيراً على صعيد الدعم الذي كانت تتمتع به عملية السلام داخل المجتمع الاسرائيلي، وهذا الوضع قد يؤدي الى شلل كامل على صعيد قدرة الحكومة الاسرائيلية على تنفيذ استحقاقات عملية السلام". وشدد على أن "الأولوية يجب أن تعطى لوقف العنف الاسرائيلي ضد الفلسطينيين، وتهدئة الأوضاع تفادياً لاحتمال فقدان الثقة لدى الجانبين، الى درجة قد تؤدي الى اجهاض كل ما انجز على صعيد التسوية السلمية في المنطقة". ونبه الى ان اسرائيل "قد تعمد الآن الى اتخاذ موقف أكثر تشدداً من مسألة حق العودة للاجئين الفلسطينيين"، والذي كانت قدمته خلال مفاوضات كامب ديفيد.