تبنت لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب في إسرائيل اقتراح أحد أركانها، النائب عزمي بشارة، رفع مذكرة دولية حول الاعتداءات الدموية على الجماهير العربية في إسرائيل والعمل على عقد جلسة مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، والمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية في الأحداث الأخيرة، إضافة إلى "طلبنا توفير حماية دولية قانونية لجماهيرنا العربية كأقلية قومية في البلاد". وكان بشارة بعث برسالة بهذه الروح إلى أنان، لم يتلق بعد أي رد عليها، وذلك في أعقاب سقوط 12 شهيداً فلسطينياً من المواطنين العرب في إسرائيل برصاص الشرطة في الأيام العشرة الأخيرة. واستمر الانفلات اليهودي أمس أيضاً ضد مواطنين عرب فتعرض العديد منهم لاعتداءات والقيت زجاجات حارقة أتت على ثلاثة منازل عربية في حي يهودي جنوب تل أبيب واضرمت النار في عشرات المحلات التجارية التي يملكها مواطنون عرب في بلدات يهودية، كذلك اشعلت إطارات وأغلقت مداخل بلدات عربية، ووقعت اشتباكات بين مواطنين عرب ويهود، خصوصاً في المدن المختلطة كحيفا وعكا ويافا والرملة واللد، وسجلت اعتداءات على مقدسات إسلامية في هذه المدن. وعلمت "الحياة" أن أعضاء لجنة المتابعة رضخوا لضغوط وزراء إسرائيليين فتخلوا عن إعلان الاضراب في البلدات العربية لتجنب صدامات لا تحمد عقباها، علماً بأن أجهزة الأمن، على اختلافها، أبلغت رئيس الحكومة ايهود باراك مخاوفها من تحول الشرارة في البلدات العربية إلى "حريق هائل" أو إلى "حرب أهلية"، كما ارتأت صحيفة "معاريف" أن تكتب في صدر صفحتها الأولى أن باراك ومثله رئيس الدولة موشيه كتساف، توجها إلى المواطنين اليهود والعرب بضرورة ضبط النفس للحفاظ على "النسيج الاجتماعي القائم منذ 52 عاماً"، على حد قول باراك. كما أعلن باراك أنه "يولي مشكلة عرب إسرائيل أهمية قصوى بل إنها تتصدر سلم أولوياته". وانتدب باراك وزير العلوم في حكومته متان فلنائي ليرأس طاقم طوارئ خاصاً لتهدئة الأوضاع بين المواطنين العرب واليهود، فأمضى فلنائي يوم أمس في الناصرة واجتمع مع ممثلي لجنة المتابعة بهدف التباحث في سبل إعادة الحياة إلى طبيعتها. تجدر الاشارة إلى أن شرطة إسرائيل قامت في اليومين الأخيرين، للمرة الأولى منذ اندلاع الأحداث، باعتقال مثيري شغب من اليهود. وقالت إن مجموع المعتقلين بلغ 582 منهم 215 من اليهود والباقون من العرب. ومدد أمس اعتقال العديد من هؤلاء.