لا تزال مواقف بكركي المتعلقة بمسألة الوجود السوري في لبنان محور ردود فعل تداخلت مع الاستحقاق الحكومي المرتقب، في وقت نفذ اهالي المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية اعتصاماً على الطريق المؤدي الى القصر الجمهوري. وقال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط: "كان في الامكان تفادي البيانات التي ردت على بيان البطريرك الماروني نصرالله صفير وندائه للدخول في حوار منطقي ورصين على اعتراضاته واعتراضات أخرى". وأضاف: "في حفل في بلدة مجدلبعنا قضاء عاليه "ما كان يلزم بيانات من اليمين والشمال والشرق الغرب لأنها لا تعطي الأجواء المريحة". وأكد ان "الحوار الهادئ أفضل والنقاش السياسي الهادئ أفضل". ووصف النائب سامي الخطيب مضمون بيان المطارنة الموارنة ب"الجيد". وقال: "لا يمكن إلا ان نقدره وننحني امام موضوعيته وجديته"، مسجلاً عليه "مأخذين هما: التوقيت والاشارة الى الوجود السوري". واعتبر ان "مقولة ان لبنان أنشئ بسبب المسيحيين صحيحة ولكنه لم ينشأ لهم وعليهم ان يشاركوا الجميع في القرار السياسي وحكم البلد". ورأى النائب المنتخب فؤاد السعد ان "بكركي تنقل ما يعانيه الناس"، متمنياً ان "يؤدي البيان الى ولوج باب الحوار السليم". واعتبر ان "للوجود السوري ايجابيات عدة وعندما نبحث به وبمستقبله علينا ان نبحث في كل قطاع على حدة: الوجود الأمني والعلاقات الاقتصادية والسياسية". ودعا رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين من مقر اقامته في فرنسا الى "تشكيل حكومة سياسية تحقق أكبر مشاركة وتُعنى بتعميق المصالحة الوطنية على أسس الوفاق الوطني والتمسك بالثوابت اللبنانية وفي طليعتها احترام العلاقة الأخوية المميزة بين لبنان وسورية وتلازم المسار بينهما". واعتبر "ان الانتصار الذي حققه لبنان في جنوبه كان نتيجة التضامن العربي معه ووقوف سورية وجيشها الى جانبه في معركة التحرير"، قائلاً: "نحن لا ننسى تضحيات سورية وجيشها في لبنان ومبادراتها المتكررة للمحافظة على وحدته وانقاذه من الحرب الفتنة"، مشدداً على "ضرورة بناء الثقة بين اللبنانيين وتعميق المصالحة الوطنية، وبناء الثقة بين المجموعات السياسية في لبنان". ونفذ أهالي المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية مسيرة على الطريق العام المؤدي الى القصر الجمهوري حاملين صور بعض المعتقلين مطالبين بالافراج عنهم. وأفاد بيان للأهالي انه "تم اعتراض المسيرة وأقفلت الطريق لمدة ساعتين بعدما افترش الأهالي الطريق، ولم يتمكن الأهالي من مقابلة رئيس الجمهورية كونه كان خارج قصر بعبدا، فتم التفاهم على اختيار ثمانية أشخاص لمقابلة المسؤولين وقابلوا العقيد جورج خوري في وزارة الدفاع وأبلغهم انه مكلف شخصياً معالجة الموضوع مع اللجنة". وأكد الأهالي مطالبهم "الاعتراف الرسمي بوجود لبنانيين معتقلين في سجون سورية والطلب من الدولة اللبنانية نشر لائحة بأسماء المعتقلين وأماكن وجودهم والتهم الموجه ضدهم ومقابلة رئيس الجمهورية شخصياً لتثبيت الاعتراف الرسمي بقضيتهم". واتفق على رفع المطالب الى رئيس الجمهورية لتحديد موعد اللقاء وفك الاعتصام على أمل تنفيذ المطالب".