اعتبر البطريرك الماروني نصر الله صفير أن «نعمة الله تعمل في نفوس المؤمنين عملاً قد لا يفهمه الناس في حينه، لكنهم سيفهمونه لاحقاً». وأشار خلال عظته الاسبوعية في بكركي أمس، الى أن «الكثيرين من المؤمنين يظنون أنهم قريبون من الله، وهم بعيدون منه كل البعد. فيما سواهم يعتقدون أنهم بعيدون من الله، وهم قريبون منه كل القرب، شرط أن يستجيبوا لداعي النعمة التي تعمل دائماً في قلوب المؤمنين». واستقبل صفير عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية جورج عدوان الذي رأى ان «الفرصة متاحة اليوم امام الاكثرية والاقلية لوضع جهودهما معاً من اجل ان يؤمنوا للمواطن الحياة اليومية». وبحث عدوان مع صفير موضوع الغاء الطائفية السياسية، مؤكداً أن «تكوين لبنان يقوم على التعددية، وعندما نتحدث عن الغاء الطائفية السياسية نكون نتعارض مع تكوينه واساس قيامة لبنان»، وآملاً بأن تكون «هذه الصفحة انطوت وننصرف للعمل من اجل انهاض وطننا». وعن نظرته الى زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري دمشق، قال عدوان: «نريد علاقات جيدة تخدم مصلحة البلدين وتكون منظمة بين الدولتين. وكل زيارة ينبغي ان تكون رسمية اي أن يكون لها برنامجها وجدول اعمالها. هناك نقاط عالقة بيننا وبين سورية تتعلق بترسيم الحدود والمفقودين وبالسلاح الفلسطني خارج المخيمات، وبرأيي اي زيارة يرغب مسؤول القيام فيها عليها ان تحمل هذه الملفات وتكون مبرمجة». وحول زيارة رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون سورية، قال: «القوات اللبنانية تريد العلاقات مع سورية بين دولتين لا بين افراد، ونظراً الى التجارب الماضية لا تحبذ كثيراً العلاقات بين افرقاء وسورية»، وأضاف: «اذا هناك افرقاء يرغبون في اقامة علاقات شخصية ومباشرة مع سورية اتمنى ان توظف هذه العلاقات لحل المشاكل العالقة بين الدولة اللبنانية والدولة السورية للتوصل خصوصاً الى ترسيم الحدود، واذا استطعنا ان نستعيد قانونياً لبنانية مزارع شبعا بورقة من السوريين، سنخرج اسرائيل ونشكل عليها ضغطاً كبيراً من المجتمع الدولي». ولفت الى أنه «اذا كان هناك من اجتماع يتطلب وجود وزير العدل مثلاً (في عداد الوفد المرافق للحريري في زيارته سورية)، فبكل تأكيد يذهب كوزير عدل، هذا ما نطلبه، واي علاقة بين الدولتين القوات اللبنانية تشجعها، والقوات اللبنانية جزء من هذه الحكومة، وهي تدعم علاقة سورية - لبنانية ندية بين الدولتين». ورأى عدوان ان «التوقيت الذي طرحت به الامور (الاستنابات القضائية السورية) بامكانه فتح باب للحديث عن الخلفيات السياسية والسرعة التي تمت في هذه القضية وفي هذا التوقيت بالذات، والذي برأيي لا يبشر سياسياً بطوي صفحة من العلاقات التي كانت سائدة في السابق». واعتبر أن «الوضع المسيحي لم يعد بحاجة الى مصالحات، فنحن والعماد عون لدينا آراء سياسية متعددة، لا خلاف بيننا اطلاقاً، لكل منا مشروعه السياسي يعمل له، ونظرته لكيفية العمل السياسي في لبنان، هناك خلاف في المشاريع السياسية وهذا امر طبيعي. اما في ما يتعلق بالنائب سليمان فرنجية، فنحن نعتبر ان هناك صفحة طويت الى غير رجعة، وتبقى اليوم الترجمة في الصورة لهذا الامر او اللقاء لهذه المصالحة، برأينا المصالحة حدثت فعلاً عندما طوينا صفحة الماضي وقررنا التعاطي بالسياسة كل بحسب نظرته الى الامر». وكان صفير التقى وفداً من المجلس الوطني ل «ثورة الارز» برئاسة الامين العام طوني نيسي. وشكر الوفد في بيان له «للبطريرك الموقف اللافت الذي أدلى به من القصر الجمهوري في بعبدا بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ذلك الموقف الذي حسم، منذ اليوم الاول لمناقشة البيان الوزاري، الموقف المسيحي الرسمي من وجود السلاح غير الشرعي وانتشاره خصوصاً ذلك المسمى، من طريق الخطأ او من طريق الانهزام سلاح المقاومة»، منتقداً الهجمة التي تعرض لها صفير.