تفاعل موضوع المكالمة الهاتفية التي جرت بين رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي والزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ودارت تساؤلات عن دوافع الزيارة التي طلب القذافي القيام بها الى مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسيل. وفي حين اكدت المفوضية الأوروبية ان المكالمة كانت مبادرة من الزعيم الليبي، قال مصدر ديبلوماسي ان "توقيت المكالمة ومضمونها لم يكونا متوقعين". وقال ل"الحياة" ان المحادثة تعد مؤشراً جديداً لتطبيع العلاقات بين ليبيا والبلدان الأوروبية بعد بدء المسار القانوني لحل أزمة "لوكربي" في هولندا ورفع الاتحاد الأوروبي الحظر الاقتصادي عن طرابلس في بداية الخريف الماضي. ورأى المصدر أن مبادرة القذافي "قد تكون تعكس رغبته في التعاطي في شكل ايجابي مع التغيرات والقضايا المطروحة في نطاق مسيرة السلام في الشرق الأوسط وخطة الشراكة الأوروبية - المتوسطية". وأكد الناطق باسم المفوضية بيتر غيلفورد ان برودي ابلغ البلدان ال15 الاعضاء في الاتحاد الأوروبي، ليل الأربعاء - الخميس، مضمون المكالمة الهاتفية التي اجراها مع الزعيم الليبي خلال عطلة عيد الميلاد. وقال غيلفورد ان القذافي هو الذي "بادر بإجراء المكالمة وتقديم اقتراح زيارته مقر المفوضية في بروكسيل". وذكر برودي في رسالته الى الدول الاعضاء انه رد على طلب الزعيم الليبي زيارة بروكسيل بأن الموضوع "يُبحث فيه عبر القنوات الديبلوماسية المعهودة". وتتجه الأنظار الآن الى رد فعل البرتغال الرئيسة الحالية للاتحاد. ولا يستبعد ان تتمهل في إصدار رد الى حين موعد اجتماع مدراء الشؤون السياسية للبلدان ال15 في الثامن عشر من الشهر الجاري في بروكسيل. وأوضح برودي انه دعا القذافي، خلال المكالمة، الى تأكيد موافقته رسمياً على "مكاسب مسيرة برشلونة" وفق الوعود التي قدمتها الحكومة الليبية الى وفد الترويكا الأوروبية في ايلول سبتمبر الماضي.