اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية جيمس روبن ان لجنتي تطبيع العلاقات والترتيبات الامنية السورية - الاسرائيلية بدأت قبل ظهر امس اجتماعاتها وان اللجان الاخرى ومنها "الحدود" و"المياه" ستبدأ اعمالها اليوم الخميس. واعرب روبن في مؤتمره الصحافي امس عن ارتياح اميركي لمسار المفاوضات السورية - الاسرائيلية برئاسة كل من وزير الخارجية فاروق الشرع ورئيس الوزراء ايهود باراك. ووصف اجواء المفاوضات في يومها الثالث بأنها كانت "ايجابية وبناءة وعملية" خصوصاً بعدما تمكن الرئيس بيل كلينتون الثلثاء الماضي من حل الاشكالية الاجرائية ومن جمع الشرع وباراك في مفاوضات ثلاثية. وأكد روبن انه رغم بدء المفاوضات الرسمية باجتماعي لجنتي تطبيع العلاقات والترتيبات الامنية، فان محادثات غير رسمية بدأت ايضاً حول المواضيع والقضايا الاخرى وخصوصاً حول موضوع الانسحاب من هضبة الجولان. وقال ان وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت اجتمعت، قبل ظهر امس، بباراك وعادت واجتمعت بعد الظهر مع الوزير الشرع. ولم يتوقع روبن ان تجتمع اللجان الاخرى امس. ونفى الانباء الاسرائيلية التي افادت ان الولاياتالمتحدة تدرس مع اسرائيل امكان عقد معاهدة دفاعية بعد تحقيق السلام. كما اكد ان قضية اللاجئين الفلسطينيين في سورية غير مطروحة للبحث في المفاوضات الحالية، كونها تابعة لمفاوضات المرحلة النهائية بين السلطة الفلسطينية واسرائيل. ولم يكن معروفاً حتى الآن متى ستعلق المفاوضات وان كان تردد انها ستتوقف بضعة ايام ربما بدءاً من مساء اليوم الخميس لمناسبة عطلة عيد الفطر ونهاية الاسبوع على ان تستأنف ربما مطلع الاسبوع المقبل. ولم يكن معروفاً ما اذا كان الوزير الشرع سيبقى في الولاياتالمتحدة ام يعود الى دمشق في حين يبدو ان باراك يدرس امكان عودته الى اسرائيل لاستقبال الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن والرئيس الحالي بالوكالة فلاديمير بوتين. من جهة اخرى قال وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع انه باق في شيبردزتاون الى ان "نستنفد كل الجهد المطلوب لتحقيق التقدم في اطار انجاز السلام العادل والشامل" في الشرق الاوسط. ونقل مصدر سوري الى "الحياة" قول الشرع ايضاً: "مادامت هناك حاجة للعمل فإن الوفد السوري موجود". وتوقع المصدر أن تستمر المحادثات نحو عشرة ايام. وكانت مصادر اسرائىلية تحدثت عن احتمال مغادرة رئيس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك بلدة شيبردزتاون في عطلة نهاية الاسبوع، لكن الجانب السوري متمسك ب "البقاء والخوض في القضايا الجوهرية في اطار اتفاق السلام". واوضح مصدر سوري ل "الحياة" ان لجنتي "علاقات السلم العادية" و"الترتيبات الامنية" اجتمعتا امس في حضور رئيسي اللجنتين والوفد الاميركي، وكانت لجنتا "الحدود" و "المياه" اجتمعتا مساء اول امس. واشار المصدر الى ان الجانب السوري قام ب "مبادرة ديبلوماسية لتنسيق العمل بين اللجان اذ ان اللواء ابراهيم عمر يرأس لجنتي الحدود والترتيبات الامنية، الامر الذي يحول دون اجتماعهما في الوقت نفسه، ويعطي الأولوية لموضوع الحدود". واكدت المصادر ان لجنة الحدود "شرعت في رسم حدود الرابع من حزيران يونيو 1967 وليس مناقشتها". وتمكنت اللجان من اطلاق اجتماعاتها بعدما استطاع الرئيس الاميركي بيل كلينتون اقناع رئيس الوزراء الاسرائىلي ووزير الخارجية السوري بتجاوز "العقبة الاجرائية الاولى"، التي تتعلق ب "اختلاف اولويات" المفاوضات لكل من الطرفين السوري والاسرائىلي. وتجاوز الطرفان العقبة الاولى امام "اتفاق حول القضايا الجوهرية" الذي تسعى الادارة الاميركية الى انجازه في عدد من الجولات ليكون حلاً وسطاً بين "اعلان المبادئ" و"اتفاق السلام". راجع ص 3 ونجح الوزير الشرع في جعل لجنة الحدود في رأس اولويات عمل اللجان الاربع المنبثقة من المفاوضات بين الطرفين، قبل ان يستضيف الرئيس كلينتون رئيس الوزراء الاسرائىلي ووزير الخارجية السوري في "حفلة استقبال" حضرها خمسة اعضاء من كل من الوفود الثلاثة. وكان بينهم من الجانب السوري رئيس الاركان السابق اللواء يوسف شكور واللواء المتقاعد ابراهيم عمر ونائب رئيس المخابرات العسكرية اللواء حسن خليل ومعاون الوزير السيد مجيد ابو صالح والسفير السوري السابق في واشنطن وليد المعلم. وقالت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان الجانب الاميركي حرص على "احترام التقاليد الاسلامية" في الحفلة التي استمرت نصف ساعة غادر بعدها الرئيس كلينتون قبل ان تعقد لجنتان فنيتان اجتماعهما الاول. واوضحت المصادر ان المشاورات بين الاطراف الثلاثة ادت الى التوصل الى "حل وسط" يقوم على اساس عقد "اجتماع رمزي" لكل من لجنتي الحدود والمياه، بينما كان الجانب الاسرائىلي يطالب بعقد لجنتي الامن و"التطبيع" حسب تعريفه.