علامة استفهام ضخمة تركها المصريون أبطال افريقيا لكرة القدم حول مصير حملة الدفاع عن لقبهم في كأس الامم التي تنطلق في 22 الجاري في غانا ونيجيريا. المنتخب المصري فاز بصعوبة بالغة مساء أول من امس في اسوان على منتخب توغو المتواضع 2-1 في بداية مرحلته الاعدادية قبل السفر الى كانو لخوض مباراته الاولى ضد زامبيا في المجموعة الثالثة للبطولة الافريقية... وشهدت المباراة غضباً عارماً من 10 آلاف متفرج هتفوا بكل قوة مطالبين بعودة المدرب الوطني محمود الجوهري لقيادة المنتخب في كأس الامم. ووضح جلياً الاثر السلبي للخلاف الحاد الذي نشب طوال الاسبوع الماضي بين الفرنسي جيرار جيلي المدير الفني الجديد وانور سلامة المدرب العام الذي استقال قبل يومين. اختار جيلي تشكيلة غريبة للمنتخب المصري في البداية، ولم تضم سوى ثلاثة من اللاعبين الذين خاضوا المباراة الدولية الاخيرة ضد السعودية في كأس القارات، وهم هاني رمزي ومحمد عمارة واحمد حسن ودفع بمجموعة كبيرة من اللاعبين الجدد أمثال ابراهيم سعيد وايمن عبدالعزيز ومحمد فاروق واحمد صلاح حسني وسيد عبد الحفيظ واعاد اللاعبين نادر السيد ومحمد يوسف وطارق مصطفى وهادي خشبة الى التشكيلة الاساسية. وبدا واضحاً من الدقائق الاولى للمباراة غياب التفاهم بين لاعبي المنتخب المصري رغم تقهقر لاعبي توغو الى نصف ملعبهم ولجوئهم الى طريقة دفاعية كاملة، ولم يستفد المصريون من امتلاكهم الدائم للكرة وعجزوا عن اختراق الدفاع، وجاء هدف مصر الاول برمية من غير رام عندما أرسل ياسر رضوان الظهير المتقدم كرة عرضية في الدقيقة العاشرة وحاول المدافع اغورو ابعادها لحظة خروج الحارس لكنه اودعها المرمى بسبب الفزع الذي اصابه من وجود حسام حسن خلفه، ورد القائم التوغولي هدفاً مؤكداً لمحمد فاروق في الدقيقة 20 من تمريرة رائعة لحسام ورد الحارس ابلاسو تسديدة قوية لفاروق. ادخل جيلي نجمه حازم امام في الشوط الثاني، واعتقد الكثيرون ان الاهداف المصرية ستتوالى ولكن العكس هو الذي حدث، فقد صحا منتخب توغو وهاجم بقوة واستغل ابي سينغو خطأ فادحا من المدافع المصري هاني رمزي في الدقيقة 55 وانفرد بالمرمى وراوغ الحارس نادر السيد وأودع الكرة في الشباك الخالية. وتسببت الجماهير المصرية التي هتفت للجوهري في ارتباك شديد للاعبي مصر، وعجز محمد عمارة الظهير الايسر عن استغلال الكثير من الكرات في الجناح الايسر، وجاء نزول سيد عبد الحفيظ مكان هادي خشبة في الدقيقة 70 بمثابة الشرارة التي اشعلت المباراة، وتفوق الفراعنة بقوة وذهبت الكرة من اللمسة الاولى لعبد الحفيظ بجوار القائم مباشرة وتبعتها اكثر من تسديدة لحسام وحازم واحمد صلاح بين يدي الحارس او فوق العارضة. وفي الدقيقة 85 تنفس المصريون الصعداء بهدف الفوز الذي احرزه عبد الظاهر السقا برأسه من ضربة ركنية أرسلها عبد الحفيظ، ووقف الحظ حائلاً امام هدف ثالث لحسام الذي خاض مباراته الدولية الرقم 133 واصبح على مسافة 10 مباريات فقط من معادلة الرقم القياسي العالمي للسويدي رافيلي والالماني ماتيوس. ولجأ المدافع سانيان الى العنف لايقاف خطورة حسام، فكان نصيبه انذارين ثم بطاقة حمراء وخرج مطروداً . ورغم الفوز اعلنت جماهير اسوان غضبها على المنتخب بعد المباراة. ويلعب المنتخب المصري اليوم مباراة ودية ثانية ضد نظيره الغابوني في اسوان ايضا قبل سفره الى ابيدجان للعب ودياً ضد ساحل العاج، وسيعطى جيلي الفرصة الليلة للاعبين الذين غابوا عن مباراة توغو، وهم عصام الحضري وطارق السعيد وحسام عبدالمنعم ومحمد جودة وعبدالحليم علي وعبداللطيف الدوماني، ويغيب عبد الستار حمدي الذي احترف اخيراً في بنفكيا البرتغالي وسمير كمونة المصاب.