دافوس، بروكسيل، موسكو - ا ف ب، رويترز - تأمل العواصم الغربية وفي مقدمها واشنطن، في الاستفادة من وجود ممثليها في موسكو للمشاركة في المحادثات المتعددة الاطراف المتعلقة بالشرق الاوسط، للتعرف على شخصية الرئيس الروسي بالوكالة فلاديمير بوتين ومحاولة اقناعه بوقف الحملة العسكرية في الشيشان، من دون الاضرار بالعلاقات بينها وبين موسكو. وتعتمد وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت على زيارتها لموسكو التي تبدأ اليوم الاثنين وتستمر الى الاربعاء، من اجل تكوين فكرة دقيقة عن شخصية الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين وخططه. وتلتقي اولبرايت مع بوتين صباح بعد غد الاربعاء في وقت تمر العلاقات الروسية - الاميركية في مرحلة حرجة بسبب الخلافات حول عدد من المواضيع، وفي مقدمها الحرب في الشيشان ونزع الاسلحة والحد من انتشار الاسلحة النووية وتعاون روسيا مع ايران وسياستها ازاء العراق، من دون الاشارة ايضا الى سلسلة معقدة من قضايا التجسس. واكد الناطق باسم الخارجية الاميركية جيمس روبن ان اولبرايت "ترغب في تكوين رأيها الخاص حول الطريقة التي يزمع بوتين اعتمادها طالما انه يشغل منصب الرئيس بالوكالة. وسنحكم عليه انطلاقاً من تصرفاته". كما اكد ان الحرب في الشيشان التي دعت واشنطن عبثاً الى وقفها، تحتل حيزاً كبيراً من المحادثات، مبدياً مخاوفه من نشوب خلافات جديدة، ذلك ان بوتين من انصار استخدام القوة. وعلى الرغم من الادانات الشفهية المتعددة، امتنعت الولاياتالمتحدة عن اتخاذ اجراءات عقابية ضد موسكو، ذلك ان عدداً كبيراً من المسؤولين الاميركيين يعتبرونها غير مفيدة في وقت تمر روسيا في مرحلة انتقالية حساسة على صعيدي الديموقراطية والانفتاح الاقتصادي. الأوروبيون وينسجم الموقف الاميركي مع موقف دول الاتحاد الاوروبي التي تريد القيام بجهود جديدة خلال الاسبوع الحالي لاقناع روسيا بوقف حملتها العسكرية في الشيشان، الا انها تريد ايضاً المحافظة على العلاقات مع روسيا خلال الفترة الصعبة التي تمر بها0 وسيقوم كريس باتن مفوض العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي وخافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد ووزير الخارجية البرتغالي خايمي غاما الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد، بمحاولة لتبديد الغيوم التي خيمت على العلاقات مع موسكو نتيجة الحرب في الشيشان. وقال مسؤولون من الاتحاد الاوروبي ان باتن وغاما وسولانا يأملون في ترتيب لقاء مع بوتين للاطلاع على نياته كما يريدون التحقق من اعتماد روسيا نهجاً ديموقراطياً وسياسة اقتصادية منفتحة. المقاومة الشيشانية وفي اي حال، لم يحقق القصف المكثف الحسم العسكري الذي كانت موسكو تصبو اليه في الشيشان، اذ يواجه الروس مقاومة مستمرة وشرسة في سعيهم للزحف الى وسط غروزني، ما يفتح الطريق امامهم الى الاحياء الوسطى التي كانت مسرحا لمعارك ضارية ابان حرب الشيشان السابقة 1994 الى 1996، انتهت بتقهقر مهين للروس. وتقول وسائل الاعلام في موسكو ان القناصة الشيشان في البنايات المرتفعة المحيطة بساحة مينوتكا يعرقلون تقدم القوات الروسية منذ 22 يوماً. ولم تنجح 002 طلعة تنفذها الطائرات الروسية يومياً، علماً انها اسفرت عن تدمير مقار قيادة شيشانية واهداف اخرى. كما لم تفلح محاولات روسية في اقناع اعداد كافية من المقاتلين الشيشان بالاستسلام.