أكد الدكتور أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس حسني مبارك ان مصر تعمل على اخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل بأنواعها، مشيراً الى أنه لكي يتحقق ذلك يجب أن يشمل الحظر الدول كلها بما فيها اسرائيل. وشدد الباز في حديث خاص لبرنامج "بيت العرب" في التلفزيون المصري مساء اول من امس على ان مصر ستطرح هذا المطلب عندما تبدأ المفاوضات المتعددة الاطراف المنبثقة عن عملية السلام في الشرق الاوسط التي ستعقد غدا في موسكو، مشيراً الى انه لا يمكن الحديث عن نزع السلاح من دون ان يكون في مقدم ذلك البحث عن سبل اخلاء المنطقة من اسلحة الدمار الشامل، وأخطرها السلاح النووي، والتفاهم على تصفية البرنامج النووي العسكري الاسرائيلي خلال مدة معينة. وأشار الى ان اسرائيل كانت تتذرع في السابق بأنها لا تستطيع ان تتخلى عن السلاح النووي بسبب مشاكلها مع الدول العربية والمخاطر التي تحيق بها نتيجة استمرار حالة الحرب. واضاف انه عندما تنتهي حال الحرب مع دول الطوق او دول الجوار الجغرافي المباشر، وهي مصر والاردن وسورية والفلسطينيون ولبنان، سيكون المجال مفتوحاً لأن تفكر اسرائيل، ومن الآن، في التوقيع على معاهدة منع انتشار الاسلحة وان توضح انها ستفكك برنامجها النووي العسكري خلال مدة زمنية معينة. وأكد الباز ان الحفاظ على التوازن أهم عنصر في اجراءات بناء الثقة بين اسرائيل والعرب باعتبار أن الاخلال بالتوازن يؤدي اما الى العدوان او التفكير في العدوان او يفتح باباً لسباق التسلح. وأعرب عن اعتقاده بأن سياسة الكيل بمكيالين الاميركية في ما يتعلق بالسلاح النووي الاسرائيلي ستتغير بعد ابرام اتفاقات السلام مع الاطراف العربية، وقال: "عندئذ لن تفلح اسرائيل في الترويج لمفهوم انها دولة صغيرة محاطة بمجموعة من الدول القوية العدوانية لأنه لا يمكن لأحد ان يصدق ان اسرائيل التي تحتل ارضاً عربية وتبني المستوطنات لا تستطيع الدفاع عن نفسها أو الدفاع عن امن مواطنيها، فالكل يعرف ان اسرائيل تستطيع ان تكون آمنة، ونحن لا نمانع في ان تكون آمنة". وعن مخاوف اسرائيل من العراق وليبيا وايران، قال ان احدا لا يستطيع ان يقول ان العراق قادر على حيازة اسلحة دمار شامل. اما بالنسبة الى ايران، فقال ان الرئيس محمد خاتمي اعلن في باريس ان بلاده لن تعارض اقامة سلام شامل في منطقة الشرق الاوسط بعد ان دخلت سورية المفاوضات. وتمنى الباز ان تسقط ايران دعاويها الاقليمية كعودة نغمة الخليج الفارسي مجددا، وقال: "نحن نريد أن تصبح ايران دولة شقيقة وعلى صلة طيبة بالاقطار العربية والا تكون بينها نزاعات او صراعات، ومن مصلحتنا الا تكون هناك اسلحة دمار شامل حتى في ايران نفسها". ودعا الباز إلى ضرورة اغلاق الملف النووي الاسرائيلي والدخول في مفاوضات جادة حقيقية مع الاسرائيليين وفقاً لجدول زمني متفق عليه وبمشاركة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واكد ان "عدم استجابة اسرائيل هذا المطلب يعد بمثابة دعوة لاطراف عربية وغير عربية للدخول الى النادي النووي لأنه ليس حكراً على الدول الخمس الكبرى فقط أو على العبقرية الاسرائيلية لأن الاسرائيليين نقلوا الخبرة من الخارج وسرقوا وهربوا خبرات ومواد من بلدان معروفة ويستطيع غيرهم ان يكون قادراً على ذلك". وأعرب عن اعتقاده بأن المؤسسة العسكرية الاسرائيلية ستميل بعد توقيع اتفاقات سلام مع سورية والانسحاب من لبنان الى ترجيح فكرة اخلاء المنطقة كلها من اسلحة الدمار الشامل والاقرار بأن الاقتراح المصري سيؤدي الى تحقيق الاستقرار والسلام والامان لشعوب الشرق الاوسط وليس للاطباق على رقبة اسرائيل.