لا تزال أجهزة الأمن اليمنية ودوريات من الشرطة والجيش تبحث عن الموظف الاميركي كينث وايت الذي يعمل في شركة "هنت" الاميركية للنفط في محافظة مأرب 180 كيلومتراً شرق العاصمة صنعاء اختفى اول من امس، وتتركز التكهنات على انه تعرض لعملية خطف من جانب عناصر قبلية مسلحة. واتهم مصدر حكومي جهات خارجية بالوقوف وراء عمليات الخطف التي يتعرض لها السياح والأجانب في اليمن لمصلحة العناصر "الانفصالية في الحزب الاشتراكي اليمني". ويلاحظ ان بين اكثر من مئة عملية خطف، منذ اواخر عام 1992، تنفرد حال خطف الاميركي وايت بأنها الأولى التي تعجز السلطات اليمنية فيها عن تحديد هوية الخاطفين ووجهتهم وموقع احتجاز الرهينة، واعتبرتها حتى مساء امس "حال اختفاء" غير معروفة الاسباب، وهذا ما اكده ل"الحياة" العميد صالح سميع محافظ مأرب، الا ان وزارة الداخلية اليمنية اتهمت "عناصر تخريبية ومأجورة" بالقيام بعمليات الاختطاف و"جهات خارجية" بالوقوف وراء تلك العناصر ودفعها لارتكاب مثل هذه الجرائم بهدف "تشويه سمعة اليمن والاضرار بمصالحه". وقال مصدر أمني في الداخلية في تصريح رسمي "ان تلك العناصر المأجورة بدأت عمليات الخطف عام 1993 لمصلحة العناصر الانفصالية في الحزب الاشتراكي واتبعتها بعمليات تفجير واغتيالات لتمرير مخطط الانفصال، بالاضافة الى تفجيرات انبوب النفط وسرقة السيارات التي تمت كلها لأهداف سياسية تخريبية معروفة". واعتبر المصدر الأمني مطالب من يرتكب مثل هذه الجرائم بأنها "للتغطية وذريعة لتبرير اعمال مدفوع ثمنها سلفاً"، مشيراً الى اعترافات تحتفظ بها الاجهزة اليمنية لمعتقلين بتهم ارتكاب جرائم الخطف. وسربت دوائر لها علاقة بالحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام انباء تتهم عناصر من "شركة لتوظيف الاموال" تقول انها تابعة للتجمع اليمني للاصلاح، بخطف الاميركي، ما يعكس حدة تأزم العلاقة بين "المؤتمر" و"الاصلاح". وقالت تلك الدوائر ان عناصر هذه الشركة خطفوا الاميركي للضغط على الحكومة وابتزازها لدفع تعويضات مالية كبيرة مقابل اراضٍ تدعي الشركة امتلاكها في عدن. ويقول المسؤولون ان ادعاءاتها باطلة وان السلطات القضائية سبق ان اتهمت مسؤولي الشركة بتقديم وثائق مزورة للحصول على اراضٍ تبلغ قيمتها بلايين الريالات.