لم تحد برودة الجو من تدفق عشرات الآلاف من عشاق كرة القدم في مصر الى الشوارع والميادين الرئيسية في القاهرة والاسكندرية حاملين اعلام مصر بعد الفوز على زامبيا 2- صفر في كانو. وزاد من حجم الفرحة أن احداً لم يكن يتوقع النتيجة بعد الهزيمتين المتتاليتين لمصر امام ساحل العاج صفر-2 وتوغو صفر -2 في ختام اللقاءات الودية. وتفاءل الملايين بالفوز في المباراة الافتتاحية، وهي النتيجة ذاتها التي حققها المصريون على موزمبيق في افتتاح نهائيات 1998 في بوركينا فاسو عندما أحرزوا اللقب الثمين. وتحول الحديث من النظرة القاتمة والتشاؤم الكامل حول مستقبل مصر في البطولة، الى ضرورة احتلال المركز الاول في المجموعة لتفادي مواجهة نيجيريا الرهيبة في ربع النهائي. ودهش الجميع من التغييرات الضخمة التي ادخلها المدرب الفرنسي جيرار جيلي على تشكيلة منتخب مصر ومراكز اللاعبين، حيث أعاد هادي خشبة لاعب الوسط المدافع الى مركز الظهير الحر، ورجح كفة اللاعبين المحليين والصاعدين على النجوم المحترفين، فأشرك 6 من لاعبي الاهلي والزمالك في التشكيلة الاساسية مقابل 5 فقط من المحترفين، ودفع بأربعة لاعبين تقل اعمارهم عن 23 عاماً هم ابراهيم سعيد واحمد صلاح حسني وطارق السعيد وأيمن عبدالعزيز، فأجادوا جميعاً وضمنوا اماكنهم في التشكيلة الاساسية للمباراة المقبلة ضد السنغال. ولم يتأثر المنتخب المصري بغياب نجميه الموقوفين حازم امام وعبدالستار صبري، ويعود الاول في مباراة الجمعة ضد السنغال، ويلعب الثاني ضد بوركينا فاسو في ختام لقاءات مصر في الدور الاول. نجم المباراة واستحق الصاعد احمد صلاح حسني المولود في 11 تموز يوليو 1979 والمحترف في شتوتغارت الالماني لقب نجم المباراة الاول وفقاً لادائه الايجابي المثمر والفعال. واحمد، نجل لاعب الاهلي القديم صلاح حسني، ادى دوره بامتياز دفاعاً وهجوماً رغم نقص الدعم من لاعبي الوسط والدفاع، وقام بدور المحطة عند استلام الكرة والاحتفاظ بها تحت ضغط شديد من مدافعي زامبيا، ونجح في انتظار وصول زملائه القادمين من الخلف والتمرير السليم اليهم او المراوغة، وهو الامر الذي اعطى استحواذا زمنياً أطول للكرة لمصلحة المصريين وخفف العبء المستمر على الدفاع في الشوط الثاني، واكمل احمد صلاح فاعليته بصنع الهدف الثاني بمجهود فردي بارع وسدد كثيراً على المرمى، وتحمل الخشونة والعنف حتى سقط مصاباً في الدقيقة 87 واستبدل بزميله عبدالحليم علي. ويأتي الحارس المتألق نادر السيد ولاعب الوسط الموهوب طارق السعيد - ريفالدو الكرة المصرية - والتوأم المخضرم حسام حسن الذي احرز هدفه الثاني في النهائيات وابراهيم حسن العائد بعد غيبة 8 سنوات الى الامم الافريقية، في الصف الثاني من حيث الاجادة. رقم قياسي ودخل ياسر رضوان تاريخ كرة القدم المصرية والافريقية لان هدفه في مرمى زامبيا كان الهدف الرقم ..1 لمصر في نهائيات الامم الافريقية، وهو رقم قياسي لاعلى عدد من الاهداف يحرزه اي منتخب في تاريخ النهائيات. الطريف ان ياسر رضوان سجل طوال تاريخه في الامم الافريقية هدفاً واحداً وجاء في الدور الاول عام 1998، وحققه في شباك زامبيا ايضاً. وكان الراحل رأفت عطية افتتح الاهداف المائة لمصر في شباط فبراير 1957 في المباراة الاولى في تاريخ الامم الافريقية في الخرطوم، وسجله من ركلة جزاء في مرمى منتخب السودان... واحرز مصطفى رياض الهدف الفضي - الرقم 25 - لمصر في مرمى اثيوبيا في اكرا عام 1963... واضاف حسن شحاته الهدف الذهبي - الرقم 50 - في مرمى الكونغو في القاهرة عام 1974... وسجل طاهر ابو زيد الهدف الماسي - الرقم 75 - في مرمى موزمبيق في القاهرة عام 1986