مصر هي رابع دول افريقية تشارك في بطولة القارات لكرة القدم على كأس الملك فهد، وسبقتها ساحل العاج ونيجيريا وجنوب افريقيا في الاعوام 92 و95 و97. ولم يحقق أي منها مركزاً افضل من الرابع، الامر الذي يلقي عبئاً ثقيلاً على المصريين لإعادة الصورة الجميلة للكرة الافريقية من خلال مشاركتهم في النسخة الرابعة التي تنطلق السبت المقبل في المكسيك. ويملك المنتخب المصري اكبر ماضٍ واقدم تاريخ افريقياً وعربياً. ودخلت الكرة الى مصر بواسطة جنود الاحتلال البريطاني عام 1882 واستقرت طويلاً في الاسكندرية، في مكان النادي الاولمبي حالياً، وانتقلت بعدها الى القاهرة ومارسها المصريون للمرة الاولى عن طريق فريق "ناشد افندي" في السنوات العشر الاخيرة من القرن الماضي. ويستحق حسين حجازي لقب رائد اللعبة لانه حمل عى عاتقه مهمة تكوين اول فريق وطني في السنوات العشر الاولى من القرن الحالي، وهزم عدداً من الفرق البريطانية وجلب شعبية ضخمة للعبة. أسس الاتحاد المصري عام 1921، وهو العام الذي انطلقت فيه مسابقة كأس مصر ثم نجح في اقامة اول مسابقة للدوري عام 1914. وحجازي، الذي كان اول لاعب افريقي وعربي يحترف في اوروبا عندما لعب عام 1912 مع نادي هدرسفيلد الانكليزي، قاد المنتخب في مباراته الدولية الرسمية الاولى ضد ايطاليا في اولمبياد انتورب 1920 حيث خسر المصريون 1-2، لكنهم فازوا بعد يومين ودياً على يوغوسلافيا 4-2 في بلجيكا. ومصر هي اول دولة افريقية عربية تشارك في كأس العالم وتأهلت الى نهائيات 1934 في ايطاليا وخسرت مباراتها الاولى امام هنغاريا 2-4، وشاركت في الدورات الاولمبية اعوام 20 و24 و28 و36 و48 و1952، وفازت بكأس الامم الافريقية عامي 57 و1959. الطريق الى المكسيك تأهل المنتخب لبطولة القارات بعد فوزه بكأس الامم الافريقية 1998. احتل "الفراعنة" المركز الثاني في مجموعتهم في الدور الاول بعد المغرب وفازوا على موزمبيق 2- صفر وعلى زامبيا 4- صفر وخسروا من المغرب صفر-1، وفي الدور ربع النهائي تعادلوا مع ساحل العاج سلباً وفازوا بركلات الترجيح 5-3، وفازوا في نصف النهائي على بوركينا فاسو 2- صفر، وهزموا جنوب افريقيا 2- صفر في المباراة النهائية. ونال حسام حسن قائد المنتخب لقب الهداف برصيد 7 اهداف متساوياً مع الجنوب افريقي بينيديكت ماكارثي. وضم المنتخب الذي فاز بتلك البطولة 14 لاعباً من المشاركين في بطولة القارات المقبلة، ما يشير الى احتفاظ المدير الفني محمود الجوهري بتشكيلته الاساسية لاكثر من 20 شهراً. اللائحة اختار الجوهري 20 لاعباً بينهم 11 من المحترفين هم وفقا لترتيب الارقام التي سيحملونها في البطولة: نادر السيد حارس مرمى بروج البلجيكي 1 وابراهيم حسن مدافع الاهلي 2 ومحمد عمارة مدافع هانزا روستوك الالماني 3 وهاني رمزي مدافع ولاعب وسط كايزرسلاوترن الالماني 4 وسمير كمونة مدافع كايزرسلاوترن 5 ومدحت عبدالهادي مدافع كوجالي سبور التركي 6 ومحمد يوسف مدافع دينيزلي سبور التركي 7 وياسر رضوان مدافع ولاعب وسط هانزا روستوك 8 وحسام حسن مهاجم الاهلي 9 وعبدالستار صبري لاعب وسط باوك سالونيكي اليوناني 10 وياسر ريان لاعب وسط الاهلي 11 وهادي خشبة لاعب وسط الاهلي 12 وعبدالحميد بسيوني مهاجم الزمالك 13 وحازم امام لاعب وسط ومهاجم اودينيزي الايطالي 14 وعبدالظاهر السقا مدافع انتالي سبور التركي 15 وعصام الحضري حارس مرمى الاهلي 16 واحمد حسن لاعب وسط كوجالي 17 وحسام عبدالمنعم مدافع ولاعب وسط الزمالك 18 وخالد بيبو مهاجم الاسماعيلي 19 ووليد صلاح الدين لاعب وسط ومهاجم الاهلي 20. ولم تضم تشكيلة المنتخب الفائز بكأس افريقيا الاخيرة ابراهيم حسن وهادي خشبة وعبدالحميد بسيوني وحسام عبدالمنعم وخالد بيبو ووليد صلاح الدين. ويلعب المنتخب ضمن المجموعة الاولى في مكسيكو ضد بوليفيا الاحد والمكسيك الثلثاء والسعودية الخميس. استعداد طويل ويعد المنتخب المصري اكثر المنتخبات، مع المكسيك، استعداداً للبطولة حيث دخل اللاعبون في معسكر فور نهاية المسابقات المحلية استمر لأكثر من شهرين. وعلى مدار 15 شهراً خاض المنتخب المصري 15 مباراة ودية وفاز على بلغاريا 3-1 وبلجيكا 1- صفر وتعادل مع ساحل العاج وكوريا الجنوبية سلباً ومع النروج 1-1 وزيمبابوي 1-1 واستونيا 2-2 ومقدونيا 2-2 وكرواتيا 2-2 وخسر من جنوب افريقيا 1-2 واليابان صفر-1 والمكسيك مرتين صفر-3 وصفر -2. واخيراً لعب مرتين ضد نيوزيلندا في المكسيك وتعادل 1-1 ثم فاز في الثانية 1- صفر. ولا ينظر الجوهري الى النتائج العادية على انها نهاية المطاف وبررها دائماً بأنها مجرد تجارب لاعداد الفريق والوصول الى احسن العناصر وافضل التشكيلات. لكن الاداء لم يرق مطلقاً الى المستوى العالي الذي قدمه المصريون في نهائيات بوركينا فاسو، وكان الفوز على بلغاريا 3-1 في هونغ كونغ وعلى بلجيكا 1- صفر في ملعبها بمثابة مسكنات لتهدئة جماهير الكرة المصرية التي تنتظر بطولة القارات بشغف لتتعرف على المستوى الحقيقي لمنتخبها. اصابة حسام اعتمد الجوهري على المهاجم حسام حسن في كل المباريات الرسمية والودية التي خاضها من 1997 من دون اتاحة الفرصة لأي مهاجم بديل ولو في المباريات الودية غير المهمة. وكان حسام دائماً عند حسن الظن، وسجل 80 في المئة من اهداف المنتخب في كل المباريات التي خاضها خلال العامين الماضيين. لكن المخاوف التي اشار اليها الخبراء حول ضرورة وجود بديل لحسام تحققت في مباراة مصر وكرواتيا الودية في سيول الشهر الماضي. فبعد ان واصل حسام تألقه كالعادة واحرز هدفي مصر بقدمه اليمنى ثم رأسه وتقدم منتخبه 2- صفر ورفع رصيده الى 61 هدفاً دولياً، وهو رقم قياسي مصري وافريقي، وقع المحظور مع بداية الشوط الثاني وتعرض لاصابة بالغة ووضعت قدمه في الجص لمدة شهرين. ورغم انه نزع الجص قبل ايام وبدأ تدريبات اللياقة البدنية الا ان التدريب بالكرة بدا صعباً. ورغم تأكيدات الجوهري والاطباء على امكان مشاركة حسام في المباريات الاخيرة في بطولة القارات بعد استبعاده من تشكيلة المنتخب امام بوليفيا، الا أن احتمالات مشاركته تبدو ضعيفة جداً. ولا يوجد في مصر مهاجم ثان يحل مكان حسام، والفارق شاسع بينه وبين البديلين عبدالحميد بسيوني وخالد بيبو ما دفع الجوهري الى تجربة المدافع ياسر رضوان امام نيوزيلندا وفشلت التجربة. ويركز الجوهري على اللعب بأسلوب جديد 4-3-3-1 لضمان تركيز دفاعي اكبر مع الاعتماد على الهجوم الخاطف باستغلال سرعة احمد حسن ومهارة عبدالستار صبري وحازم امام.