ربط المصالح الاقتصادية المشتركة بين ايران والسعودية وأثرها المباشر على تعزيز التطور في العلاقات السياسية بين البلدين، يعتبر ابرز دلالات الاجتماع الثاني للجنة الاقتصادية السعودية - الايرانية الذي بدأ في طهران أول من أمس. وتنظر طهران باهتمام الى زيادة تبادل الوفود الرسمية بخاصة ان تطور العلاقات له دور في ايجاد اجواء ايجابية في منطقة الخليج وبقية العالم الاسلامي، وهو ما اكده الرئيس محمد خاتمي خلال استقباله أسامة بن جعفر الفقيه وزير التجارة رئيس الجانب السعودي في اللجنة الاقتصادية المشتركة، اذ شدد على ان "تحقيق التفاهم بين الشعبين والحكومتين يُعدّ انجازاً مهماً". وشدد على التعاون والحوار، مؤكداً ضرورة ان تلعب العلاقات الاقتصادية والتجارية والصناعية والعلمية دور الداعم للعلاقات الثقافية والسياسية. ووصف وزير التجارة السعودي علاقات بلاده مع ايران بأنها "اخوية وعريقة ومتجذرة"، واعتبر تعاون طهرانوالرياض في منظمتي المؤتمر الاسلامي و"أوبك" نموذجاً جيداً للتعاون الثنائي. وعبّر الجانب السعودي عن رغبة التجار والقطاع الخاص في السعودية في التعاون مع التجار والقطاع الخاص في ايران، وشدد الجانبان على توقيع اتفاقات ومذكرات تفاهم اقتصادية. وأعلن وزير التجارة الايراني محمد شريعتمداري ان اكبر معرض تجاري ايراني في الخارج سيقام الشهر المقبل في جدة، كما ينظم معرض لدول مجلس التعاون الخليجي في ايران. وأضاف ان التبادل التجاري بين ايران والسعودية بلغ 150 مليون دولار العام الماضي، مشيراً الى استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع الرياض في التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة وقطاعات المياه والكهرباء والقوة العاملة، مشدداً على رفع العوائق امام غرف التجارة، بينما دعا وزير التجارة السعودي الى تهيئة الأرضية امام القطاع الخاص بالتعاون مع بنك التنمية الاسلامي وسائر البنوك الخاصة، كي تتعزز فرص تبادل البضائع وتنفيذ المشاريع الصناعية. كما أكد ضرورة تطوير التعاون في المجالات الفنية والثقافية والاعلامية وفي قضايا الشباب والرياضة.