افتتح النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز أمس مركز الملك عبدالعزيز للدراسات الاسلامية في جامعة بولونيا في ايطاليا. وكان الأمير سلطان موّل انشاء المركز على نفقته. وهو التقى على هامش زيارته القصيرة الى بولونيا مع وزير الدفاع الايطالي الجديد سيرجيو مارتيلا، وأكدا خلال محادثاتهما "عمق العلاقات بين البلدين"، واستمرار الاتفاق العسكري السعودي - الايطالي. وقال الأمير سلطان "إننا نسير في ظل هذا الاتفاق حسب ما تقتضيه المصلحة وتسمح به ظروفنا وظروفهم". وعلمت "الحياة" ان الوزير الايطالي سيزور السعودية في شباط فبراير المقبل لتفعيل التعاون العسكري بين البلدين. وأكد الأمير سلطان الذي غادر ايطاليا الى المغرب في زيارة خاصة ان "الاسلام دين تعايش وتعامل" تلفت تعاليمه الى "كل المحاسن، "فما من خير الا دلّ عليه وما من شر إلا حذر منه". وركز على ان الاسلام جاء بتوجيهات ساهمت في إثراء المجتمع الانساني ونظمت علاقات الانسان الاجتماعية تنظيماً دقيقاً". وتوقع ان يسهم مركز الملك عبدالعزيز للدراسات الاسلامية في تصحيح كثير من المفاهيم المشوهة عن الاسلام لدى غير المسلمين، والتي نشأت بفعل ممارسات خاطئة من جانب بعض المنتمين للإسلام. واعتبر في كلمته في افتتاح المركز ان قيام جامعة بولونيا بإنشاء المركز "خطوة موفقة ونقلة حضارية اثلجت الصدور وأورثت الرضا في النفوس"، لافتاً الى ان "هذه الجامعة العريقة ادركت بحكم مكانتها العلمية والفكرية ما للإسلام من فضل كبير على البشرية جمعاء، بما قدمه من عطاء ثري انار لبني الانسان طريق التقدم، وأوضح معالم الرقي عبر ما حواه كتاب الله الكريم وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام من رصيد متكامل من المبادئ والأحكام، التي تنظم حياة الانسان وتقوده الى طريق الحق والهدى وتنأى به عن مزالق الضلالة". وأكد الأمير سلطان ان "من فضل الله وتوفيقه ان اراد للمملكة العربية السعودية الخير والفلاح فألهم ولاة الأمر فيها الى اتباع نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم وانتهاج الشريعة الاسلامية دستوراً ربانياً تنهل من احكامه وتعمل بتعاليمه". وشدد على ان المملكة "اصبحت رائدة بحمد الله في تطبيق الشريعة الاسلامية وإبراز الجوانب العملية الشاملة لأحكامها في كل جوانب الحياة وأصبحت منهجاً شاملاً وأسلوب حياة، الأمر الذي تحقق معه وعد المولى عزّ وجل بالعطاء والمنّ والإفضال، فكان ان أفاء على بلادنا الخير العميم والأمن الراسخ، وأصبحت المملكة نموذجاً فريداً بين دول العالم، جمعت بين الاصالة والتمسك بأساس العقيدة الاسلامية والتحضر والأخذ بأسباب المدنية ومعطيات العصر في تناغم فريد يعكس شمولية الاسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان". وأشار الأمير سلطان في مؤتمر صحافي الى ان "الحكومة السعودية تصرف البلايين على المراكز الاسلامية والمدارس الاسلامية ومدارس ومعاهد اللغة العربية في كل انحاء العالم، وهذا يحتاج الى رعاية، اذ ان الاشراف على هذه المراكز والمدارس والمعاهد يعود الى اكثر من جهة، ولكن اذا تفرقت المسؤوليات اصبحت النتيجة ضعيفة، ولذلك فإن المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية في السعودية، وهو المسؤول بموجب تخصصاته التي صدرت من المقام السامي، عن جميع الأعمال الاسلامية، سيسعى قريباً الى ايجاد آلية تنظم رعاية هذه المراكز ومتابعتها سواء ما كان منها قائماً على دعم الحكومة السعودية أو على دعم الدول الاسلامية". وأوضح الأمير سلطان ان المملكة حريصة على ان تتعاون الدول الاسلامية في اشرافها على المراكز والمعاهد الاسلامية في العالم، وأن تتبنى هذه الدول التعاون ورعاية المصالح المشتركة لدول العالم الاسلامي حتى نمنع ما قد يحدث من تناحر بين الدول الاسلامية ممثلة في المراكز الاسلامية. وركز على انه "ليس من مصلحة الاسلام ان يكون الممول لشؤونه وقضاياه جهة واحدة، فالاسلام وجد ليكون للجن والانس وليس للبشر فقط فكيف بفئة منهم، وكلنا مشاركون في هذه الدعوة ودعمها وتصحيح المفاهيم عنها".