يبدأ اليوم التنافس "بشكل غير رسمي" للفوز برئاسة المجلس الوطني الاتحادي البرلمان في الامارات، بعدما أعلن رسمياً في أبوظبي امس عن تشكيل المجلس في دورته الثانية عشرة. واصدر رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مرسوماً اتحادياً بتشكيل المجلس الوطني الاتحادي في دور انعقاد الفصل التشريعي الثاني. وباعلان هذا المرسوم تبدأ عملياً معركة التنافس بين أعضاء المجلس الأربعين للفوز برئاسة المجلس في دورته الجديدة التي تستمر عامين، وان كانت المعركة محسومة لرئيس المجلس في دورته السابقة محمد بن خليفة الحبتور. وستأخذ معركة التنافس شكلها الرسمي بعدما دعا رئيس الدولة المجلس للانعقاد وعقد جلسته الافتتاحية التي تحدد فيها الحكومة سياساتها العامة تجاه القضايا المحلية والاقليمية والدولية، وفتح الباب أمام أعضاء المجلس للترشح لرئاسة المجلس ومنصبي نائب الرئيس وهيئة المجلس. وتؤكد مصادر المجلس الوطني ان الحبتور، وهو عضو في المجلس الوطني عن امارة دبي، يحظى بتأييد قوي للترشيح لرئاسة المجلس في الدورة الجديدة، بعدما أظهر في الدورة السابقة قدرة على تسيير أعمال المجلس والتعامل مع القضايا الوطنية بالتعاون مع الحكومة. غير أن حسم موضوع الرئاسة لمصلحة الحبتور لا يمنع أعضاء آخرين من ترشيح أنفسهم لرئاسة المجلس الوطني الاتحادي، خصوصاً ان تشكيلة المجلس الجديد حملت 15 عضواً جديداً يدخلون المجلس للمرة الأولى. ويعتبر التغيير في تشكيلة المجلس للدورة الجديدة هو الأوسع منذ سنوات عدة، إذ طاول نسبة 37.5 في المئة من أعضائه ال40، كما انه الأسرع في الاعلان عن تشكيله بعد شهر فقط من انتهاء ولاية المجلس الأخير. وتبرز أهمية هذا التغيير في أن بعض الحكومات المحلية تدخل بشكل واسع هذه المرة لتغيير أعضائه أو ممثليه في المجلس الذي يتم تشكيله بالتعيين، وبواقع ثمانية أعضاء لكل من امارتي أبوظبيودبي وستة أعضاء لكل من امارتي الشارقة ورأس الخيمة وأربعة اعضاء لكل من امارات ام القيوين وعجمان والفجيرة. وجاء التغيير شاملاً ومفاجئاً لممثلي امارة الفجيرة الأربعة في الدورة السابقة وتعيين أربعة أعضاء جدد، فيما غيرت امارة الشارقة خمسة من أعضائها من أصل ستة أعضاء، وغيرت امارة دبي أربعة من الأعضاء واحتفظت بعضوية أربعة آخرين بينهم رئيس المجلس السابق، وغيرت امارة أم القيوين عضواً واحداً واحتفظت بعضوية ثلاثة آخرين، فيما احتفظت امارة أبوظبي بعضوية أعضائها الثمانية وامارة عجمان بأعضائها الأربعة. وعدا تغيير 15 عضواً من أعضاء المجلس السابق لم تحمل التشكيلة الجديدة للمجلس في دورته الجديدة أي جديد لجهة زيادة عدد أعضاء المجلس، وبقيت المرأة بعيدة عن عضويته رغم الكثير من الحديث عن كون المرأة الاماراتية مؤهلة لدخول المجلس على غرار وجودها في مراكز حكومية متقدمة. وكرس المرسوم باختيار أعضاء المجلس الوطني الاتحادي الاماراتي للدورة المقبلة الابقاء على طريقة الاختيار بالتعيين من جانب الحكومات المحلية. ويتمتع المجلس الوطني الاتحادي بمهمة استشارية "غير تشريعية"، اذ تعرض عليه مشاريع القوانين قبل اقرارها والمصادقة عليها من الحكومة ورئيس الدولة ويشارك بشكل عملي في صياغتها والموافقة عليها. ويحق للمجلس الوطني، بناء على طلب اعضائه، استدعاء الحكومة أو وزرائها للمثول أمامه وشرح السياسات والخطط الخاصة بها. وكثيراً ما تتعرض الوزارات لنقد قوي من أعضاء المجلس الوطني من دون أن يكون له دور ملزم للوزارات في تغيير خططها وبرامجها أو محاسبتها، وهو ما يقع ضمن اختصاصات ديوان المحاسبة. ويلعب المجلس الوطني الاتحادي دوراً في تمثيل الامارات في الاتحادات البرلمانية الاقليمية والعربية والعالمية لطرح قضايا الامارات والدفاع عنها.