القدس المحتلة، واشنطن - أ ف ب، رويترز -حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الاسرائيليين من الانعكاسات السلبية لرفض اتفاق سلام مع سورية على اسرائيل وصورتها في العالم. وقال في مقابلة مع صحيفة "معاريف" ان مثل هذا الرفض "يزعزع وحدتنا وقوتنا الداخلية كما انه يضعف موقف اسرائيل في الخارج". وأضاف: "اذا اعلنا اننا لا نريد اتخاذ قرارات صعبة ولا التوصل الى اتفاق، فان احدا لن يرغمنا على ذلك ولا حتى الرئيس الاميركي بيل كلينتون، لكن خطوة كهذه لن تمر من دون عواقب". واعتبر ان احد المكونات الرئيسية لقوة اسرائيل يتمثل في انها تعلن "استعدادها لدفع ثمن التوصل الى سلام شرط الحصول على الضمانات الامنية الضرورية لكن الجانب الآخر العرب ليس كذلك"، واذا تبين يوما لمراقبين موضوعيين ان الطرف الآخر هو الذي يؤيد ارساء سلام عادل وان اسرائيل هي التي ترفض، قد ندفع ثمن ذلك". وكرر باراك ان مشاركة الرئيس حافظ الاسد في مرحلة متقدمة من المفاوضات لا بد منها. واضاف: "انني مقتنع بأنه عندما يصل الأمر الى الحسم، لا يمكن اتخاذ القرارات من دون مشاركة الرئيس الاسد. لا شك ان لقاء سيعقد معه في نهاية الامر وسنتصافح، ومن دون ذلك لن نتوصل الى اتفاق، ليس لأننا سنعاقب سورية لرفضها لقاء قمة، بل لأنه سيكون تبين ان الشروط لم تتحقق". واشنطن من جهة اخرى تراجع الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن عن قوله ان سورية "ليست ديموقراطية". وأوضح ان على دمشق، شأنها شأن اسرائيل، ان تأخذ الرأي العام لديها في الاعتبار عندما تستأنف مفاوضات السلام في الولاياتالمتحدة الاسبوع المقبل. وكان روبن صرح الاربعاء بأن الحكومة السورية "ليست ديموقراطية بأي معنى للكلمة"، وانها تستمد سمعتها من معارضتها للسلام مع اسرائيل. وكان المعنى الضمني لتصريحات روبن ان الوفد السوري الى المفاوضات مع اسرائيل، الذي رأسه وزير الخارجية فاروق الشرع لا يواجه محاسبة من الرأي العام بالشكل الذي يحاسب به باراك الذي وعد بعرض اي اتفاق على استفتاء شعبي. وزاد روبن: "ندرك ان الرأي العام عامل في سورية، ولعلني لم أقل الاربعاء ذلك بوضوح كما ينبغي". وحرص على توضيح ان حكومة الولاياتالمتحدة لا تفهم ان سورية غير مهتمة بالرأي العام فيها، وقال: "ربما لم اوضح بدقة كما ينبغي ادراكنا ان كلا الجانبين سيكون عليه الاهتمام بوسائل التشجيع على ردود فعل مواتية... اذا قدر لهما التوصل الى هذا الاتفاق".