إمام بضخامة ابن حنبل يضمر فتعاد صياغته في إهاب "سياسي" وفق توليفة قرائية انتقائية تلفيقية اجبرته على تدشين ذرائعية سلفية بزعمهم لتبتغي من ثم ادانته فتجريمه بآخرة ولو بعد حين من الدهر. صفاء بنقاء سلفية ابن حنبل يطاولها شيء من وضر التدنس بفعل من انتمى لمدرسته حمقاً فتبدو ثانية متلبسة بغبش "الغلو" في احمد لتجعل منه "اسطورة" في شأن التزيد في اخباره المناقبية تارة واخرى في ما خلعته عليه من ألقاب لا جرم ان لو طرقت سمعه لهجر اصحابها كصناعته مع المحاسبي والكرابيسي. عقل يثمنه الشافعي وحسبك به هكذا اذن هو عقل احمد فمن هو هذا ال"أحمد" الآخر الذي سلب حتى مقدمات الفقه في الاستدلال فبقي نصوصياً. لم يتجاوزوا به هذا القدر في ابتغاء الفهم وتفجير النصوص، ظاهرهم في ذلك بعض حنابلة لم يعرفوا لإمامهم قدره فاشتغلوا بالإنابة عنه قصراً في تغييب العقل جملة وتفصيلاً في سبيل تنقية منهج وذلك وفق دركهم الخداج للسلفية منهجاً. اذن فنحن ازاء فهوم ثلاثة ينتظمها: الهوى/ الغلو/ الجهل، الامر الذي يضطرني الى ادارة هذه كالكتابة على هذين المحورين: لئن اغتفرنا لابن جرير الطبري عدم ايراده خلاف احمد مع الثلاثة في كتابه "اختلاف الفقهاء" فانه لا يصح ان يكون الأمر نفسه من حيث الغفران هو ما نتعامل به مع الطحاوي في "اختلاف الفقهاء" والدبوسي في "تأسيس النظر" والنسفي في "منظومته" والعلاء السمرقندي في "مختلف الرواية" والأصيلي والغزالي وآخرين ممن كتب في الخلافيات واقتفوا اثر ابن جرير الطبري في عدم اعتبار خلاف احمد وان لم يتوافروا على الأسباب التي سوغت للطبري - منهجاً - ما صنع حين راح يمعن في التوكيد لمن شغبوا عليه فيقول: "… اما احمد فلا يعد خلافه. فقالوا له: فقد ذكره العلماء في الاختلاف، فقال: ما رأيته روي عنه ولا رأيت له اصحاباً يعول عليهم". وهذا النص من لدن الطبري دال على انه لم يكن ليبخس احمد حقه في الفقه، كما يظنه من يحتفل بهذا ممن يغتبط عادة في التنقص من احمد ومن مدرسته، وانما الذي اراده الطبري مجرد نفي كون احمد متبوعاً ليس غير هذا. وأيما قراءة خاطفة لتأريخية مذهب احمد تصدق مقالة الطبري ويكفيك في هذا معرفة العام الذي توفي فيه الطبري وهو 310ه والمذهب ابانها لم يتكون اقراء عطفاً على ان اول مختصر فقه المذهب كان من تأليف الخرقي المتوفى في العام 334ه وهذا وحده كاف لكشف مراد الطبري وسلامة متبغاه، وما كان من حق بعض الحنابلة ان يشغبوا عليه حتى وان اشتدت عليهم مقالته في استاذهم قال الذهبي: "وكانت الحنابلة حزب ابي بكر بن أبي داوود وقد وقع بينه وبين ابن جرير كلام فكثروا وشغبوا على ابن جرير وناله أذى ولزم بيته" سير اعلام النبلاء 14/277. وجاء ظلم الحنابلة له على لسان ابن خزيمة حين يقول: "ظلمته الحنابلة" ولم يكن امر الشغب على ابن جرير خصيصة انفرد بها الحنابلة وحدهم من دون غيرهم اذ ان الظاهرية مارست ذات الشغب ثانية وذلك حمية لشيخهم داوود في الناشبة بينه وبين ابن جرير حيث صنع الاخير سفره: "الرد على ذي الأسفار" أعجله ابن داوود محمد برد صاغه مؤلفاً ووسمه ب: "الانتصا رعلى محمد ابن جرير" جاء به انتصاراً لوالده. الا انه لا يصح بأي حال التجني على ابن جرير فرميه من ثم من قبل خصومه بالرفض تارة واخرى بانحراف عقدي يخرجونه من اعتقاد اهل السنة وبخاصة في توحيد الأسماء والصفات وهو كما قال المحققون من اهل العلم بريء من محض الافتراء هذا والذي أجزم به ان أيما قارئ لديه اثارة من علم يدرك صواب هذه التبريئة من خلال النظر في تفسيره او في رسالته المسماة "رسالة التبصير في معالم الدين" او في كتابه الآخر، "صريح السنة". قال ابن كثير: "ونسبوه الى الرفض ومن الجهلة من رماه بالإلحاد وحاشاه من ذلك بل كان احد أئمة الاسلام علماً وعملاً بكتاب الله وسنّة رسوله وانما تقلدوا ذلك عن محمد بن داوود الفقيه الظاهري حيث كان يتكلم فيه ويرميه بالعظائم وبالرفض". البداية والنهاية 11/146. اما كيف طاوله الرفض فلاشتراكه مع الشيعي الجلد محمد بن جرير بن رستم في الاسم اذ اختلط على من لا يحسن التفريق بين من كان جده رستم وبين من كان جده يزيد. وأجدني اسهبت ههنا لكن لمقتضى يدركه من يعي جناية التعصب وفداحة ما يتمخض عنه من ظلم. ولنعد ثانية لمسوغات الطبري ومن اقتفى اثره في عدم ذكر خلاف احمد مع الثلاثة: ينضاف لما سلف بيانه، اشتغال احمد - وهو الغالب عليه - في السنة وانصرافه بالجملة عن الرغبة في الكتابة عنه بله يلح على تلامذته دائماً "لا تكتبوا شيئاً فاني اكره ان اكتب رأيي". ورأى مرة احدهم يكتب ومعه ألواح في كمه فقال له "لا تكتب رأيي لعلي اقول الساعة بمسألة ثم ارجع غداً عنها" طبقات الحنابلة ص17. وذات الانشغال الغالب عليه في السنة هو ما حدا بعلماء المغرب من نعت فقه احمد ب"فقه حديث" والسبب الذي خلت معه مؤلفاتهم كبداية المجتهد لابن رشد الحفيد، وأحكام القرآن للقرطبي وغيرهما من ذكر اقوال احمد، ومهما يكن من امر فانه ما ان اشتغل الحنابلة على اقوال إمامهم وتحريرها حتى أجمع متأخرو الفقهاء المشارقة منهم والمغاربة على إمامة احمد في الفقه كما اجمع المتقدمون - قبلاً - على إمامته في الحديث. واتقال شأني من ان اقف قبالة هؤلاء الأكابر لأن أمنحهم فقهاً او ان اسلبهم اياه وانما التعويل على من يضارعهم من مثل الشافعي الذي قال وقد اسرب بأحمد "خرجت من العراق فما خلفت بالعراق رجلاً افضل ولا اعلم ولا اتقى من احمد بن حنبل". قال البيهقي: انما قال هذا إمامنا ابو عبدالله محمد بن ادريس الشافعي عن تجربة ومعرفة منه بحال ابي عبدالله رحمهما الله" ابن عساكر 66/1. وقال الربيع بن سليمان قال لنا الشافعي: احمد إمام في ثمان خصال: إمام في الحديث وإمام في الفقه، و.. و.. وجاء على بقية الثمان. وبمثل هذا قال يحيى بن معين الطبقات لأبي يعلى 1/406. وهكذا قال الذهبي غير ان عبارته كانت أخص حيث قال عن احمد: "الحافظ الحجة كان إماماً في الحديث وضروبه، إماماً في الفقه ودقائقه إماماً في السنة وطرائقها…". ولو شئت لزدتك الا انه ليست من غاية هذه الكتابة تحشيد النقول فحسب وان كان هذا هو علي أهون وذلك لاستفاضته في حق احمد. وقبل ان اتجاوز هذا المحور أفطن القارئ بهذه المجملات المتعلقة بفقه احمد وان كانت تستدعي التفصيل غير انها الكتابة الصحافية ومقتضياتها، اما المجملات فهي: أولاً: احمد اكثر موافقة للشافعي من غيره وأصوله بأصوله اشبه منها بأصول غيره وكان يبالغ في الثناء على الشافعي ولا غرو فهو شيخه وكثيراً ما يرجح أصول مذهبه، وأحمد لما ان التقاه في صدر حياته تعلم منه ضوابط الفهم الصحيح للكتاب والسنة، والمقابلة بين الأصول ومعرفة الناسخ والمنسوخ ولذا فقد كان يعظم شيخه الشافعي والحكايات في هذا أشهر من أن تورد. ثانياً: عنايته بقراءة محمد بن الحسن الشيباني، وها هو لما ان سؤل مرة: من أين لك هذه المسائل الدقيقة؟ فأجاب قائلاً: هي من كتب محمد بن الحسن. وقد كان احمد كثيراً ما يردد: كنا نعيب على اهل الرأي حتى قرأنا كتب محمد بن الحسن. ثالثاً: اجتمع له الفقهان وهو بهما الإمام - وفق تعبير الشافعي والذهبي - إمامة فقه الاسناد والإمامة في فقه المتن، يقول بكر ابو زيد: "ولا غرابة كان فقهه فقه دليل وإلا فكيف يفقه النص من لا يعرف منزلة سنده؟". رابعاً: التروع الى التشدد وأخذ الناس مأخذ المنع بإطلاق تم الصاقه بأحمد ومذهبه وراحت هذه التهمة في الناس مسلك الأمثال فالوصم بالحنبلية تطال كل احد يشتم منه نزوعاً الى الشدة فهل ان احمد ومذهبه كان كذلك؟ اوجز الإجابة - أنموذجاً - بالآتي: قال ابو زهرة: اتفق الناقلون لفقهه والذين درسوا فقه غيره على انه اوسع الأئمة فتحاً لباب الشروط. وقد قال قبلاً ابن تيمية: "ليس في الفقهاء الاربعة اكثراً تصحيحاً للشروط من احمد وعامة ما يصحح احمد من العقود والشروط فيها تنبيه بدليل خاص من اثر وقياس ولكنه لا يجعل حجة الأولين مانعاً من الصحة ولا يعارض ذلك بكونه يخالف مقتضى العقد أو لم يرد به نص وكان قد بلغه في العقد والشروط من الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ما لم يجده عند غيره من الأئمة". ويضيف أبو زهرة: ومنها نرى احمد اخصب الأئمة فقهاً في باب العقود والشروط اوسعها رحاباً وان علمه بالآثار كان يسعفه بآثار تفتح الباب للاشتراك في عقود ظن غيره ممن لا يعلم السنة كما يعلمها انه لا اثر فيه وان دراسته للآثار جعلته يفهم ان منطق الفقه الاثري يوجب الاطلاق دون التقيد والاباحة دون المنع حتى يقوم دليل به". فأي شيء ينقم به على احمد اذا كان غيره من الفقهاء يغلق الأبواب وهو يمعن في فتحها تيسيراً ورفعاً للحرج وأنظره ان رغبت ثانية في كتاب "الطهارة" بل ان من انعم نظره في كتب المفردات في المذهب رأى فيها ما يتفق والمقاصد الشرعية المعتبرة كان فيها احمد فقيه نوازل ومستجدات. خامساً: قال اسحاق بن راهوية: "كنت اجالس بالعراق احمد بن حنبل ويحيى بن معين وأصحابنا فكنا نتذاكر الحديث من طريق وطريقين وثلاثة فيقول يحيى من بينهم: وطريق كذا؟ فأقول: اليس قد صح هذا باجماع منا؟ فيقولون: نعم فأقول: ما مراده؟ ما تفسيره؟ ما فقهه؟ فيقفون كلهم الا احمد بن حنبل" ابن عساكر 1/71 وهذا ما المحت اليه تواً من اقتداره في تفجير دلالة النصوص الميزة التي يعز ان تظفر بها عند مجايليه. وثمة أشياء تندغم في هذا السياق اضرب عنها صفحاً رغبة في ان اجيء على الكتابة في المحور الآخر من دون ان أسهب. مفردات العقل في معجم احمد متظافرة وبسياقات ترغمني على الجزم بأن ما تكتنفه من دلالات قريبة او بعيدة ستفجأ وتفجع من يوجس من هذه المفردة خيفة ويتربص بأصحابها دوائر التصنيف المقيت هذا سيكون بإزاء الطائفة التي لم تنقل حظاً من فقه المنهج السلفي سيما جعجعة في الانتماء وملاحاة دون فقه راشد. اما الفرقة الاخرى فتصاعد في غلواء الاستكبار - ومن ثم - يعز عليها ان كل هذا عند ابن حنبل وهي من اطرته من قبل في منظومتها القرائية وفق انساق معارفيه تنعتها في سبيل الازدراء بالنصوصية الحرفية العاجزة من دون ادنى استثمار للآليات العقلية حتى وإن كان نصاً صحيحاً في مقابل عقل صريح. قال الخطابي: "فساد كل صناعة من كثرة الادعياء وقلة الصرحاء". وأياً كانت هاتان الرؤيتان من حيث اشتراكهما في غائية المصادرة والإلغاء فإن ابن حنبل غير ذلك الذي قدّا له لبوساً وفق مقاسهما وليس وفق مقاسه هو. قال محمد بن الفضل الفراء: "سمعت ابي يقول حججت مع احمد بن حنبل فنزلت في مكان واحد معه فخرج باكراً وخرجت معه فدرت المسجد فلم أره في مجلس ابن عيينة ولا غيره حتى وجدته جالساً مع اعرابي فقلت: يا ابا عبدالله تركت ابن عيينة وجئت الى هذا؟ فقال لي: اسكت انك ان فاتك حديث بعلو وجدته بنزول وإن فاتك عقل هذا اخاف الا تجده، ما رأيت احدا افقه في كتاب الله من هذا الفتى، قلت: ومن هذا؟ قال: محمد ابن ادريس". لم يكن زهد احمد - وهو من عناية بالسنة - بعلو الاسناد الا نظير عقل ظفر به لدى فتى قال عنه في ما بعد "ما فهمنا استنباط اكثر السنن الا بتعليم الشافعي ايانا لولا الشافعي ما عرفنا فقه الحديث"، "كان الفقه قفلاً عى اهله حتى فتحه الله بالشافعي" قدم "علينا نعيم بن حماد فحضنا على طلب المسند، فلما قدم الشافعي وضعنا على المحجة البيضاء". وثمة نصوص لأحمد في حق شيخه - ينظر هذا في توالي التأسيس للرازي وفي مناقب الشافعي للبيهقي - ما أحسبني بكبير حاجة لإبانة دالها وهي الناصة على احتفال احمد بالنظر العقلي بله اشتغاله به وليس هذا محض افتراء فإن ابن تيمية وقد شقت عليه جناية من لم يفقه شأن احمد في الكلام والنظر العلقي فأنشأ في سبيل تحقيق هذا الموقف قوله: "قال ابو حامد. وقال أحمد بن حنبل لا يفلح صاحب الكلام أبداً ولا تكاد ترى احداً نظر في الكلم الا وفي قلبه دغل"، قال: "وبالغ فيه حتى هجر الحارث المحاسبي مع زهده وورعه بسبب تصنيفه كتاباً في الرد على المبتدعة وقال ويحك الست اولاً تحكي بدعتهم ثم ترد عليهم؟ الست تحمل الناس بتصنيفك على مطالعة البدعة والتفكر في تلك الشبهات فيدعوهم ذلك الى الرأي والبحث؟" قلت - القائل ههنا ابن تيمية: هجران احمد للحارق لم يكن لهذا السبب الذي ذكره أبو حامد وانما هجره لأنه كان على قول ابن كلاب الذي وافق المعتزلة على صحة "طريق الحركات" وصحة "طريق التركيب" ولم يوافقهم على نفي الصفات مطلقاً... وهذا هو المعروف عند من له خبرة بكلام احمد من اصحابه وغيرهم من علماء اهل الحديث والسنة. وأبو حامد ليس له من الخبرة بالآثار النبوية والسلفية ما لأهل المعرفة اولئك الذين يميزون بين صحيحه وسقيمه ولهذا يذكر في كتبه من الاحاديث والاثار الموضوعة والمكذوبة ما لو علم انها موضوعة لم يذكرها. وأحمد قد رد على الجهمية وغيرهم بالأدلة السمعية والعقلية وذكر من كلامهم وحججهم ما لم يذكره غيره بل استوفى حكاية مذهبهم وحججهم اتم استيفاء ثم ابطل ذلك بالشرع والعقل... وان احمد لم ينه عن نظر في دليل عقلي صحيح يفضي الى المطلوب بل في كلامه في اصول الدين في الرد على الجهمية وغيرهم من الاحتجاج بالأدلة العقلية على فساد قول المخالفين للسنة ما هو معروف في كتبه وعند اصحابه ولكن احمد ذم الكلام المخالف للكتاب والسنة والكلام في الله بغير علم، واستدل احمد بقوله تعالى: "قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منه وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وان تقولوا على الله ما لا تعلمون". وأحمد اشهر وأكثر كلاماً في اصول الدين بالأدلة القطعية نقلها وعقلها من سائر الأئمة لأنه ابتلي بمخالفي السنة فاحتاج الى ذلك والموجود في كلامه من الاحتجاج بالأدلة العقلية على ما يوافق السنة لم يوجد مثله في كلام سائر الأئمة لكن قياس التمثيل في حق الله تعالى لم يسلكه احمد لم يسلك فيه الا قياس الأولى... والمقصود: ان احمد يستدل بالأدلة العقلية على المطالب الإلهية اذا كانت صحيحة انما يذم ما خالف الكتاب والسنة او الكلام بلا علم والكلام المبتدع في الدين... وهو لا يكره - اذا عرف معاني الكتاب والسنة - ان يعبر عنها بعبارات اخرى اذا احتيج الى ذلك بل هو قد فعل ذلك...". ابن تيمية، نقض التأسيس 1/445 و2/547، ودرء التعارض 7/147 - 148 - 149 - 155 - 156. ولكم وددت ان استفيض في النقل عنه فبهي نكفى - وليس ثمة تثريب - مؤنة سقم فهوم لا تحسن غير جلبة يعتورها الشطح الأمر الذي معه اساءت الى امام بحجم احمد ولست استريب في حسن المقاصد لغالبهم غير ان الحسن في المقاصد وحده لا يحيل الخطأ صواباً كما ان الغلط على احمد ليس امراً حادثاً بل ان هؤلاء المتأخرين كانت لهم سابقة في فئام غلطوا على احمد في جملة من مسائل عوّل عليها المتأخرون اذكر منها باجمال: - غلط من افرط في تحقيق قوله في هجر المبتدعة. - غلط من زعم ان في تكفير اهل البدع روايتين عن احمد واحدة بكفرهم والاخرى عدم كفرهم وان الصواب في ما عرف عن احمد انما هو التفصيل. - غلط من نسب اليه تكفير المرجئة والشيعة المفضّلة. - غلط من حكى عنه القول بأن الداعية الى البدعة لا تقبل توبته. - غلط من سوى بين الخوارج والبغاة وجعلهما بمعنى واحد وأوهم كلامه ان ذلك من مذهب احمد. وغيرها كثير الا اني لست أبتغي من هذا الا مجرد التدليل فحسب. * عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة، فرع القصيم، اختصاصي في الثقافة الاسلامية.