هيمن التصور الذي نشرته "الحياة" السبت الماضي عن مواقف الجانبين السوري والاسرائىلي في "وثيقة العمل" التي سلمها الرئيس بيل كلينتون الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع، على عمل الصحافيين في المركز الصحافي في شيبردزتاون، الامر الذي دفع الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن الى التحدث مع معظم الصحافيين لتوضيح الصيغة التي نشر فيها التقرير. وكانت "الحياة" نشرت السبت الماضي مواقف سورية واسرائىل في مجالات الحدود وترتيبات الامن وعلاقات السلم العادية والمياه، واعتبرتها "توقعات" لما تحتويه الوثيقة التي جاءت في سبع صفحات قبل ان يقدم باراك والشرع ملاحظاتهما عليها الى كلينتون. وفيما انشغلت وسائل الاعلام الاسرائىلية بتحليل "الوثيقة" بعد نفي مسؤولين اسرائيليين ان يكون باراك التزم "الانسحاب الى الحدود الدولية" كما توقعت "الحياة"، فإن اسئلة عدة وجهت الى روبن في المؤتمر الصحافي اول من امس عن دقة ما جاء في الصحيفة. وسئل روبن عن رأيه في مدى دقة ما نشر وهل التزم الاسرائىليون الانسحاب الى حدود الانتدابين البريطاني والفرنسي، فاجاب: "بالنسبة الى تقرير "الحياة" اشجعكم على قراءته بدقة قبل الوصول الى استنتاجات ... دعوني اميز بين امرين: لا شك ان مواقف الجانبين صار متعارفاً عليها في هذه المفاوضات في وسائل الاعلام والتعليقات سواء ما يتعلق بالموقف السوري او الموقف الاسرائيلي. اعتقد ان البعض قرأ تقرير "الحياة" بشكل مختلف عن ذلك وكأنه يتضمن وثيقة العمل الاميركية عن الموقفين السوري والاسرائىلي. وكما تعرفون فإن ترجمة التقرير تجري الآن وسيكون هناك نقاش أعمق عن ذلك". وتابع: "لكن ما استطيع تأكيده ان وصف موقفي الطرفين، خصوصاً ما يتعلق بموضوع الحدود، ليس كما جاء في الوثيقة. قرأت الوثيقة وقرأت تقرير "الحياة" الذي يختلف عن الوثيقة في موضوع الحدود". وعن صدقية التقرير قال: "اذا اردتم اعطاء صدقية بدرجة صفر او مئة في المئة فهذا الامر عائد لكم ... لا شك ان حكمة عرفية تبلورت في الفترة الاخيرة لدى بعض الاعلاميين لتوقع مواقف السوريين والاسرائىليين، ويمكن اعتبار التقرير ضمن هذا السياق. واعرف ان بعض الحكمة العملية ينطبق على ذلك ويكون متشابها مع الحقيقة". واستدرك بأن "ذلك مختلف عن القول بأن وثيقتنا تتضمن وصفاً لمواقف الطرفين كما جاء في "الحياة". هذا ليس في الوثيقة كما قرأتها وفهمتها، ولا شك ان ما جاء في التقرير تضمن مناقشات اللجان الرسمية وغير الرسمية". وعن موضوع الحدود، قال روبن ان التقرير لم يكن "دقيقاً في وصف مواقف الطرفين في شأن الحدود". وبعد الانتهاء من المؤتمر الصحافي، حمل الناطق باسم وزارة الخارجية ترجمة حرفية باللغة الانكليزية لتقرير "الحياة" وجال به على طاولات الصحافيين. وكان يركز على ان التقرير قال "يتوقع ان تكون الخلافات كالآتي" من دون الاستناد الى مصدر رسمي من اي طرف. وسأل معظم المراسلين الاجانب مراسل "الحياة" سؤالين: هل تحدثت الى مصدر سوري؟ وهل اطلعت على الوثيقة؟، وكان الجواب ان روبن نفسه لم ينف "التشابه".