واشنطن- د ب أ - سيقاسم الكلب "بادي" والقطة "سوكس" الرئيس الاميركي بيل كلينتون حياته في البيت الابيض بعد انتقال زوجته هيلاري للإقامة في نيويورك. وبدأ الرئيس كلينتون رسمياً حياة العزوبية، عندما اصطحب السيدة الاولى إلى منزلهما الجديد في شاباكوا، وهي ضاحية من ضواحي نيويورك المميزة تبعد خمسين كيلومتراً عن مانهاتن، حيث تأمل هيلاري من هناك في انتهاج مسيرتها السياسية الخاصة بها كعضو منتخب في مجلس الشيوخ، خصوصاً وأن هذا الانتقال يعتبر شرطاً للترشح عن نيويورك. وعلاوة على كون الحدث إعلامياً ووطنياً، يجعل من بيل وهيلاري أشهر زوجين منفصلين في العالم، فهو كذلك حدث تاريخي، حيث أن هذه هي المرة الاولى التي تغيب فيها زوجة رئيس أميركي عن البيت الابيض أثناء فترة ولايته، وذلك منذ الولاية الاولى للرئيس وودرو ويلسون الذي تزوج مرة ثانية إبان فترة حكمه في العام 1915. وخلال الاسبوع الماضي انطلقت عربات النقل المحملة بالاثاث وأدوات المنزل من البيت الابيض والمنازل السابقة لأسرة كلينتون متخذة طريقها إلى المنزل الجديد الذي يرجع تاريخه إلى عهد الاستعمار الهولندي والذي يضم حمام سباحة، ويبلغ ثمنه 7.1 مليون دولار. وتوقفت العربات هناك يوم الاربعاء الماضي تاركة بيل كلينتون وهيلاري، يفرغان بمساعدة دوروثي رودهام والدة هيلاري، الامتعة حيث عثرا على أغراض لم يرياها منذ عشرين عاماً، كتلك الطاولة التي كانا اشترياها بعد زفافهما بقليل العام 1975. وذكر الناطق باسم البيت الابيض أن التقدم في محادثات السلام الاسرائيلية - السورية المنعقدة في شيبردزتاون فرجينيا، أتاح لكلينتون فسحة من الوقت للنوم في نيويورك للمرة الاولى ضمن ليالي وعطلات نهاية أسبوع عدة يخطط الرئيس الأميركي لقضائها هناك. ويبتسم كلينتون المسرور قائلا: "إن هذا هو أول منزل نحصل عليه منذ كانون الثاني يناير العام 1983، أي منذ سبعة عشر عاماً، عندما انتقلنا إلى قصر الحاكم في ليتل روك". وتدخلت هيلاري في الحديث في وقت لاحق قائلة: "إنه أمر مسل للغاية بالنسبة لنا، أن نستطيع عمل ذلك مرة أخرى بعد هذا الوقت الطويل". وفي بلد تقضي عاداته أن يستقبل الجيران القادمين الجدد بالبسكويت ووجبات الضيافة الخفيفة، اضطرت أسرة كلينتون إلى الخضوع لانغلاق محكم فرضه عليها رجال الشرطة والكلاب المدربة وعملاء جهاز المخابرات الذين جهزوا المبنى بأحدث وأدق الاجهزة الامنية، فيما بقي الصحافيون منتظرين خارج المنزل الفخم. ومن المتوقع أن تبقي أجهزة الاعلام الزوجين تحت مجهرها لبعض الوقت حيث أنه بعد الرئاسة المضطربة لكلينتون، ما زالت التكهنات قائمة بشأن ما إذا كان للانفصال المكاني أسباب أخرى غير طموحات هيلاري المهنية. وبذل المتحدث الرئاسي جهداً كبيراً للتأكيد على أن المنزل الجديد هو في الواقع منزل أسري وأن كلينتون سيقيم ويستقر فيه بعد انتهاء ولايته في مطلع العام المقبل. أما تشيلسي، ابنة الرئيس كلينتون، فهي تنوي متابعة دراستها في جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا. ومن المتوقع أن تقوم بالمزيد من الرحلات المتكررة والمتقاربة للساحل الشرقي لتكون مع والدها، إلا أنها ذكرت أيضاً انها لا تعتزم تولي دور "بديلة السيدة الأولى". وكنتيجة لذلك، فإن "سوكس" قطة تشيلسي و"بادي" كلب كلينتون البني اللون، والذي وصفته بعض وسائل الاعلام ساخرة في ذروة فضيحة مونيكا، بأنه أكثر الأصدقاء ولاء ووفاء لكلينتون، سيكونان الوحيدين في البيت الابيض.