أحكم الفرنسي جيرار جيلي المدير الفني الجديد لمنتخب مصر لكرة القدم قبضته على الفريق قبل أيام من انطلاق نهائيات كأس الأمم الافريقية بعدما تمكن من إرغام مساعده المصري أنور سلامة على الاستقالة الاسبوع الماضي... ونجح الفرنسي سريعاً في اكتساب الثقة والحب بين كل لاعبي المنتخب المصري بعد أن اقترب منهم كثيراً، وأسند الى حسام حسن كابتن الفريق مهمة الوسيط بين الجهاز الفني واللاعبين لحل مشاكلهم سريعاً. "الحياة" حاورت جيلي هاتفياً قبل سفر المنتخب المصري الى ابيدجان وتحدثت معه حول نهائيات كأس الأمم الافريقية وفرصة الفراعنة في الاحتفاظ بلقبهم ورؤيته للمنافسة الشرسة التي ستدور رحاها بين 22 الجاري و13 شباط فبراير المقبل. الحوار مع جيلي اتسم بالصراحة وعابه الاجابات القصيرة والمقتضبة من المدرب الفرنسي، ونورد هنا ردود المدرب دون ذكر الاسئلة. - فترة إعداد المنتخب المصري للبطولة ليست قصيرة كما تقول الصحافة المصرية... بدأنا في 25 كانون الأول ديسمبر الماضي، أي قبل 27 يوماً من البطولة، وهي فترة كافية جداً ولاعبو مصر اصحاب خبرات واسعة على الصعيد الافريقي و75 في المئة من اللاعبين شاركوا في النهائيات الافريقية من قبل. إلى ذلك فإن نصف الفريق من المحترفين في أوروبا، وهيكل المنتخب ثابت منذ فترة بشكل يضمن التجانس، ولم أكن في حاجة الى تغيير الهيكل لمجرد التغيير و إثبات الوجود. - المباريات الودية ليست مقياساً، والفوز الصعب على توغو 2-1 لا يعني أننا في حال سيئة والفوز الكبير على الغابون 4-صفر لا يعني أننا في حال ممتازة. استفدت من المباراتين لرؤية اللاعبين الجدد وتنفيذ اساليب خططية معينة. - منتخب مصر لديه فرصة كبيرة في الاحتفاظ بلقبه، وهو من المنتخبات القوية في البطولة، ويتمتع لاعبوه بعناصر نجاح كثيرة، ولكن الاداء الفردي ونقص التركيز خلال المباراة هما أكبر عيوب لاعبي مصر في الوقت الحالي. - لا خلاف على أن النهائيات الافريقية 2000 ستكون أقوى وأصعب من النهائيات الماضية 1998 في بوركينا فاسو. الاسباب كثيرة وابرزها عودة نيجيريا الى الساحة بعد غيابها عن الدورتين الماضيتين، ونيجيريا هي الدولة الاقوى في افريقيا خلال كأس العالم والدورات الاولمبية في التسعينات، ووجود كل الدول الافريقية القوية نيجيريا وغانا وساحل العاج وجنوب افريقيا وزامبيا والكاميرون وتونس والمغرب ومصر تجعل المنافسة صارخة. ويزيد من صعوبة البطولة اقامتها في نيجيريا وغانا ما يجعل اللعب ضد أي منهما أمراً بالغ الصعوبة. - لا يمكن التكهن باكراً بهوية المنتخب الذي سيحرز اللقب، وفي البطولات الكبرى يكون التوفيق أحد عناصر الترجيح الكبرى، وفرنسا عندما فازت بكأس العالم 1998 على ملاعبها احتاجت الى الحظ لتتخطى ايطاليا بضربات الترجيح في ربع النهائي. - كنت أتمنى وجود المدافع الصلد سمير كمونة في صفوف الفريق في كأس الأمم، ومشاهدتي له في النهائيات الماضية وفي كأس القارات الأخيرة أكدت لي أنه مدافع ممتاز وهداف أيضاً، ولكن الاصابة الشديدة في وجهه حالت دون اشتراكه. - غياب النجم المحترف عبد الستار صبري عن فترة الاعداد لارتباطه بناديه البرتغالي الجديد بنفيكا لم يؤثر سلباً على المنتخب لأن صبري موقوف أساساً عن مباراتي مصر الاوليين في الدورة وكان ضرورياً تجهيز التشكيلة الاساسية للأمم الافريقية في غيابه، وستكون لديه الفرصة في الاسبوع السابق للدورة ثم خلال ايامها الأولى للانسجام مجدداً مع زملائه. - اللاعبون الجدد المنضمون الى المنتخب هم الأحسن في الوقت الحالي على الصعيد المحلي ومنتشرون بين الخطوط الاربعة في الفريق: عبد الواحد السيد حارس المرمى، وابراهيم سعيد وطارق السعيد في الوسط، وسيد عبد الحفيظ وأيمن عبدالعزيز ومحمد جودة في الوسط ومحمد فاروق وعبدالحليم علي في الهجوم... ووجود 8 لاعبين جدد لا يهز الخبرة في المنتخب لأنهم ليسوا أساسيين جميعا في تشكيلة الفراعنة، والمحترفون هم العنصر الرئيسي في هيكل المنتخب مع الهداف المخضرم حسام حسن. - لا غنى للمنتخب عن حسام حسن، ولا أريد الحديث عن مشكلته مع مدربه في الأهلي، ولكنني أراه واحداً من أحسن اللاعبين في العالم، وهو نموذج للمهاجم الذي يتمناه أي مدرب. - لن أتحدث عن أنور سلامة، ولا عن مشكلته أو استقالته، ولا أريد الحديث أيضاً عن راتبي الذي يراه المصريون كبيراً.