اجرى الرئيس بيل كلينتون، امس، على انفراد، محادثات مفاجئة مع وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع، تركزت على صيغ استئناف المفاوضات السورية - الاسرائيلية. وقال مسؤول في مجلس الأمن القومي ان الاجتماع استمر نحو الساعة وتناول "وضع المسار السوري ومراجعة افضل الطرق لتمكين العملية من المضي قدماً"، لكنه اوضح "ان المطلوب مزيد من العمل" للتوصل الى نتيجة ايجابية. وكان الوزير الشرع حضر الى واشنطن من نيويورك حيث يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وينتظر ان يلقي اليوم كلمة سورية. وقال المسؤول الاميركي ان الاجتماع الذي تم تحضيره خلال اليومين الماضيين، يأتي بعد محادثات اجرتها وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت في نيويورك مع كل من الوزير الشرع ووزير خارجية اسرائيل ديفيد ليفي، وطرح موضوع زيارة الوزير الشرع للبيت الأبيض خلال الاجتماع مع اولبرايت الأسبوع الماضي. وأضاف المسؤول ان "من الواضح ان الرئيس كلينتون مهتم بتحريك المسار السوري الى امام وانه كان على اتصال مع المسؤولين السوريين والاسرائيليين لاستئناف المفاوضات، وان لقاءه مع الوزير الشرع يصب في هذا الاتجاه". وذكّر المسؤول بأن كلينتون سبق وأعلن ان العمل من اجل السلام في الشرق الأوسط هو احد اولويات اهتمامه حتى انتهاء ولايته. وقال ان الاجتماع تم في خلوة "رأساً الى رأس". ومعلوم ان كبار المسؤولين الاميركيين يعملون منذ اسابيع للتوصل الى "صفقة" تؤمن موافقة الجانبين السوري والاسرائيلي على استئناف المفاوضات. وترغب سورية في الحصول على اعتراف الولاياتالمتحدة بوجود "وديعة" تركت لديها خلال المفاوضات السابقة التي توقفت في شباط فبراير 1996. والمعروف ان "الوديعة" تتضمن التزام رئيس وزراء اسرائيل السابق اسحق رابين بالانسحاب الى خط 4 حزيران يونيو 1967 وكذلك ورقة مبادئ، وأهداف الترتيبات الأمنية. وتوجد الورقتان لدى الادارة الاميركية. وذكرت مصادر مطلعة ان الجانب الاميركي لم يقل انه لا يعترف ب"الوديعة" لكنه لم يعلن عنها، علماً بأن هناك فرقاً بين الاعتراف والاعلان. وأضافت المصادر ان الجانب الاميركي يبذل الآن جهوداً لايجاد صيغة بديلة من الاعتراف بالوديعة تكون في الوقت نفسه مقبولة من الجانبين السوري والاسرائيلي. وبعد محادثات البيت الأبيض عاد الوزير الشرع الى نيويورك حيث اجرى بعد الظهر محادثات جديدة مع الوزيرة اولبرايت استكمالاً للاجتماع مع الرئيس كلينتون. من جهة اخرى أ ب قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك انه يرفض البحث في ما ستؤدي اليه المفاوضات مع سورية من نتائج قبل ان تبدأ المفاوضات. وقالت الوكالة انه اعلن ذلك الاثنين الماضي في لقاء مع مستوطنين في الجولان حضروا احتفالاً بعيد يهودي، وقال لهم ان "الكرة في ملعب سورية: عليها ان تقدم تعهداً بشأن الأمن مقابل تعهد بشأن الانسحاب". وأكد مكتب باراك انه قال للمستوطنين: "انظروا، عندما نعرف ماذا سيكون عليه موقف الرئيس السوري حافظ الأسد من الارهاب، ولبنان، والمياه. والانذار المبكر وترتيبات الأمن… يمكننا عندئذ فقط ان نقوم عمق الحل الوسط الجغرافي برغم انه سيكون مؤلماً". وأضاف: "أقول بألم انه لا توجد حلول سهلة بشأن مرتفعات الجولان، واذا حصل ترتيب ديبلوماسي، فانه سيكون مؤلماً جداً". الى ذلك، أ ف ب، أعلن نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افرايم سنيه امس ان اسرائيل تستبعد "انسحاباً احادي الجانب" من لبنان. وكانت الاذاعة الاسرائيلية بثت امس ان قادة الجيش الاسرائيلي يضعون خططاً للانسحاب وفقا لإتفاق أو من جانب واحد.