بغداد - "الحياة"، أ ف ب - انتقدت صحيفة "الثورة" الناطقة بلسان حزب البعث، بعنف، وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين، واصفة تصريحاته الاخيرة بشأن العراق ب"الوقحة" و"غير مقبولة". ويأتي هجوم "الثورة" رداً على تصريحات الوزير الفرنسي في لقاء له مع عدد من الصحافيين الاميركيين تحدث فيه عن العراق والحصار والمأزق الذي وصل اليه مجلس الأمن حول هذا الموضوع، على هامش الدورة الرابعة والخمسين للجمعية العامة للأمم المتحدة. واعتبرت الصحيفة ان "أقل ما توصف به تصريحات فيدرين انها غير مقبولة لأنها شبيهة بلغة زميليه مادلين اولبرايت وروبن كوك". واصفة إياها ب"الوقحة" و"المفتقرة الى اللياقة والتهذيب، ومتعارضة كل التعارض مع ما هو شائع، خطأ او صواباً، من تعاطف فرنسا مع قضية العراق". واعتبرت الصحيفة حديث فيدرين "تدخلاً سافراً مرفوضاً في شؤون العراق الداخلية"، وغيرلائق بوزير خارجية دولة كبرى يتحدث مسؤولوها بغير الأفكار التي تحدث بها فيدرين وغير اللغة التي استعملها في التعبير عن هذه الافكار. ورداً على قول الوزير الفرنسي "يمكن ان يصبح العراق تهديداً جديداً، اذا لم تكن هناك اجراءات ملائمة"، قالت الصحيفة ان "هذا الزعم أكذوبة اميركية - صهيونية سافرة، لأن العراق هو المهدد وليس العكس". وأضافت الصحيفة "أننا نعتقد ان تصريحات فيدرين هذه لا تعبر عن جوهر العلاقات العراقية - الفرنسية، لأن عدداً كبيراً من الساسة والبرلمانيين والمثقفين الفرنسيين الشرفاء يرفضونها، ولكننا لسنا على استعداد للتغاضي عنها". وهذه هي المرة الاولى التي تهاجم فيها صحيفة عراقية فرنسا منذ حوالي عام، خصوصاً وان البلدين يقيمان علاقات جيدة. وكان الرئيس العراقي صدام حسين وجّه سلسلة جديدة من الانتقادات الشديدة اللهجة للسياسة الاميركية ازاء العالم بوجه عام والعراق بوجه خاص متهما الولاياتالمتحدة بأنها "عدوة الشعوب". ونقلت الصحف العراقية أمس فحوى حديث اجراه الرئيس العراقي مع مجموعة من المؤرخين والباحثين العراقيين جاء فيه ان "السياسة الاميركية، ولا اقول الشعوب الاميركية، عدوة الشعوب، وعدوة الأمم، وعدوة الاستقلالية، وعدوة الشخصية القومية الوطنية المستقلة في العالم وليس في الأمة العربية فحسب". وأشار الرئيس صدام حسين الى انه سبق ان قال "ان اميركا ستنتهي الى ان تتجزأ، ولم نقل بأن هذا سيحصل في منظور قريب". واوضح ان هذا الاستنتاج والتكهن مبني على ان السياسة الاميركية "مبنية على عدوانية اميركا وتصميم سياستها الخارجية على اساس المحافظة على مستوى معين من النمو الاقتصادي في اميركا تستلزم اثارة ازمات شتّى في العالم". وندّد صدام حسين بالموقف الاميركي المعادي لوقف معاناة الشعب العراقي جراء استمرار الحصار المفروض عليه وقال "ليس هناك طفل عراقي واحد حمل البندقية مع جيش العراق عندما كان في الكويت، وليست هناك امرأة عراقية حامل حملت السيف وقاتلت الى جانب الجيش العراقي عندما كان في الكويت". وتساءل "فلماذا يقتل اطفال العراق بالجملة؟ الجواب لأن الصهيونية تعادي الطفل العربي بالجملة ولأن نفوذ السياسة الصهيونية القوي موجود في اميركا الآن. ولأن المصالح الاميركية تصطدم بالشعب الحي في العراق".