رخصت وزارة التعليم العالي لست كليات أهلية في السعودية في تشرين الثاني نوفمبر 1993، إلا أن بداية عهد التعليم الجامعي الأهلى لم تر النور إلا في هذا العام الدراسي وبالتحديد في مطلع الشهر الجاري. وبرزت الحاجة إلى افتتاح كليات خاصة تقدم خدمة التعليم للراغبين فيه من الجنسين، نتيجة لمحدودية القدرة الاستيعابية للجامعات الحكومية القائمة وهي 8 جامعات من بينها خمس فقط مفتوحة للبنات و13 كلية تربية مخصصة للطالبات تستوعب مجتمعة ما نسبته 60 في المئة فقط من إجمالي المتقدمات سنوياً. فتحت كليتان أهليتان مقرهما مدينة جدة - غرب السعودية - أبوابهما مطلع الشهر الجاري أمام خريجات الثانوية العامة للمرة الأولى في تاريخ التعليم السعودي. وبدأت كل من كليتي عفت ودار الحكمة استقبال الطالبات الراغبات في الالتحاق بأحد الأقسام التي أتاحتها إدارتا الكليتين. ومبدئياً، حصرت كلية عفت تخصصاتها في رياض الأطفال وعلوم الحاسب الآلي، فيما وفرت كلية دار الحكمة للملتحقات بها ثلاثة أقسام اشتملت على كل من التعليم الخاص وإدارة نظم المعلومات والتصميم الداخلي. ويتوقع أن تساهم هاتان الكليتان برفع نسبة الملتحقات بالتعليم الجامعي في السعودية بنحو 10 في المئة خلال السنوات الخمس الأولى على تدشينهما. وستعني بداية عهد التعليم الأهلى في السعودية، إلزام الطلاب أو الطالبات الراغبين في إكمال تعليمهم الجامعي في مثل هذه المؤسسات، دفع أقساط دراسية تراوح بين 40 و56 ألف ريال 10667 و14933 دولاراً سنوياً خلال الفترة التي تسبق التخصص، وتختلف بعد ذلك باختلاف نوعية الدراسة المختارة وعدد الساعات المسجلة في كل فصل دراسي. كلية عفت يُعتبر التعليم الجامعي الأهلي في السعودية حلماً قديماً للأميرة عفت - حرم الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود - عملت على تحقيقه منذ سنوات عدة بدءاً بإنشاء مدارس دار الحنان الشهيرة الخاصة للبنات ووصولاً إلى افتتاح الكلية بداية العام الدراسي الجاري، مروراً بتأسيس مركز خدمة المجتمع. وحددت الكلية عدداً من الشروط للالتحاق بها جاء في مقدمها تمكّن الطالبة من اللغة الانكليزية وبالتالي اجتيازها لاختبار التوفل الخاص بإجادة اللغة الانكليزية تحدثاً وكتابة لمن تُعد هذه اللغة ثانية لديهم، بحد أدنى 500 نقطة. ولتسهيل الأمور على الطالبات، عقدت الكلية اتفاقاً مع الغرفة التجارية الصناعية في مدينة جدة لإتاحة التقدم للامتحان عن طريقها بصورة دورية. وعلى رغم عدم اشتراط الكلية لحصول الطالبة على نسبة معينة في شهادة الثانوية العامة لتتمكّن من الالتحاق بها، إلا أن النجاح بنسب "معقولة" في مواد معينة من أهمها اللغة الانكليزية والمواد التي لها علاقة بالتخصص المختار، هو شرط مهم إلى حد ما - على حد قول أعضاء تدريس في الكلية. وتطمح المسؤولات في الكلية إلى زيادة التخصصات إلى خمسة أساسية هي الترجمة والصيدلة والعلوم والطبية والمساندة، إلى جانب التخصصين الحاليين وهما رياض الأطفال وعلوم الحاسب الآلي التي تتبع لقسم أشمل هو وسائل الاتصال. وتبلغ أقساط الكلية 40 ألف ريال سنوياً 10667 دولاراً يتم دفعها على فصلين دراسيين، على أن يتم تحديد القسط السنوي بعد السنة الأولى بنوعية التخصص وعدد الساعات المسجلة. وكانت الأميرة عفت رغبت في افتتاح الكلية منذ البداية، وأسست مدارسها المخصصة للطالبات بنية الوصول في يوم ما إلى التعليم الجامعي والعالي، بحيث تتمكّن الطالبة من متابعة دراستها من مرحلة رياض الأطفال وصولاً إلى الشهادة الجامعية وربما الدراسات العليا في ما بعد. وبدأت إدارة المدارس فعلا بالاستعداد لافتتاح كلية منذ عدة سنوات، عن طريق تأسيس مركز خدمة المجتمع الذي يقدم تعليماً متوسطاً في مجموعة من المجالات الحيوية مثل اللغات والحاسب الآلي والفنون وغيرها. ويمكن للملتحقة بالمركز الحصول على شهادات معترف بها في التخصص الذي تختاره، وتتنوع الفترة الدراسية بين 4 أسابيع إلى عام، أوعامين بالنسبة للراغبات في الحصول على دبلوم متوسط. وتقوم إدارة الكلية في الوقت الحاضر بالعمل على تطوير المركز وإلحاقة بالكلية بحيث يضم مركزاً للتدريب تلتحق به طالبات الكلية اللواتي يحتجن إلى ساعات عملية لإنهاء دراستهن في تخصص ما. دار الحكمة صُممت الكلية بحيث يمكنها استيعاب 1500 طالبة في بدايتها، على أن يتم التوسع في المنشآت والتخصصات المتاحة بعد ذلك لزيادة القدرة الاستيعابية لديها. وبدأت الكلية هذا العام باستقبال طلبات الالتحاق بها للراغبات في التخصصات الثلاثة التي أتاحتها وهي التعليم الخاص وإدارة نظم المعلومات والتصميم الداخلي، وهي ذات التخصصات التي وجدتها إدارة الكلية مطلوبة أكثر من خلال استبيان وزعته على المدارس الثانوية للبنات على مدى عامين سبقا افتتاحها رسمياً. ووضعت الكلية اختبارات لقبول الطالبات فيها، يتم على أساس نتائجها تحديد ما إذا كانت الطالبة في حاجة للمرور بسنة تحضيرية تسبق دخولها للفرع المرغوب فيه، وتدرس الطالبة خلال هذه السنة مواد متنوعة أساسية وهي علوم الحاسب الآلي والعلوم الدينية التي وضعتها الكلية تحت اسم "إيمان وحياة"، واللغتين الإنكليزية والعربية ومادة مهارات دراسية. ويمكن للطالبة بعد ذلك تحديد رغبتها بين الدراسة لمدة أربع سنوات لنيل شهادة البكالوريوس، أو الاكتفاء بعامين فقط والحصول على دبلوم متوسط أو شهادة مشاركة. ويراوح عدد ساعات التخرج بين 132 و135 ساعة تعتمد على التخصص المختار، وحُددت الأقساط بمبلغ 56 ألف ريال نحو 15 ألف دولار يتم دفعها على قسطين في بداية كل فصل دراسي. وألحقت الكلية بها مركز إرشاد وتوجيه مهني يساعد الطالبة الملتحقة على تحديد مسارها الدراسي حسب ما يناسبها، إضافة إلى حاجة سوق العمل في السعودية في الفترة التي تتخرج فيها الطالبة. كما توفر الكلية فرص التدريب التي تؤهل الطالبة للحصول على القدرة العملية إلى جانب الأكاديمية حتى تستطيع الخروج إلى الحياة العملية وهي على أتم الاستعداد لمواجهة ظروف العمل المختلفة.