عقد الرئيس حسني مبارك جلسة محادثات مع الرئيس ياسر عرفات في مدينة الاسكندرية امس، عبّر بعدها عرفات عن رضاه بما تم تحقيقه في اطار تنفيذ اتفاق شرم الشيخ واي 2 وعن تفاؤله بالخطوات المقبلة. وأبدى الجانب المصري تفاؤلاً في خصوص تنفيذ اتفاق شرم الشيخ والمسار الفلسطيني - الاسرائيلي كاملا. ورأى المستشار السياسي للرئيس المصري الدكتور اسامة الباز "مؤشرات اولية الى إمكان تحقيق تقدم على المسار السوري - الاسرائيلي في الاشهر المقبلة". واطلع عرفات الرئيس المصري على نتائج لقائه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الخميس الماضي، وأبلغه آخر تطورات عملية السلام على المسار الفلسطيني خصوصاً في ما يتعلق بمفاوضات الوضع النهائي في ضوء اتفاق شرم الشيخ. وصرح عرفات عقب المحادثات: "لقد استمعت الى نصائح الرئيس مبارك الغالية التي تساعدنا مساعدة كبيرة جداً في عملية التفاوض". وقال قبل مغادرته مصر متوجهاً الى مطار شانون في ايرلندا حيث التقى رئيس وزرائها بيرتي اهيرن قبل مواصلة سفره الى نيويورك حيث سيلقي كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة ثم يلتقي الرئيس بيل كلينتون، ان السلطة الفلسطينية تسلمت مساحة من الاراضي تعادل 400 كيلومتر مربع "وهذه الخطوة لا بأس بها وستتلوها إن شاء الله، كما هو معروف، الدفعة الثانية والنبضة الثانية، والنبضة الثالثة… هذا غير الانسحاب الثالث الذي سيكون متوازياً مع مفاوضات المرحلة النهائية". واوضح الرئيس الفلسطيني ان كلمته امام الجمعية العامة "ستكون مختلفة عن العام الماضي بالنظر الى اختلاف اجواء السلام في عهد رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو عن الوضع في ظل الحكومة الاسرائيلية الحالية برئاسة باراك" التي قال "اننا صنعنا معها اتفاق شرم الشيخ الذي بدأ تنفيذه باطلاق دفعة من الاسرى وتسلم نحو 400 كيلومتر مربع كنبضة اولى". وعبر عرفات عن رضاه عن تنفيذ الجانب الاسرائيلي للمرحلة الاولى من الاتفاق، قائلاً: "الجانب الاسرائيلي نفذ النبضة الاولى تنفيذاً دقيقاً وجيداً. ونحن نتابع مع اسرائيل ذلك الموضوع والمواضيع الاخرى بشكل جيد". واشار الى ان لقاءه الرئيس الاميركي "يحمل افكاراً جديدة وسأبحث معه في التفاصيل بكل دقائقها". الى ذلك قال الباز الذي حضر لقاء مبارك - عرفات إنه بعد توقيع اتفاق شرم الشيخ "اصبح المجال مفتوحاً، واصبح من الواجب تحقيق تقدم على المسار السوري لأن اسرائيل يمكن ان تكون اكتسبت صدقية اكثر بالبدء في تنفيذ الاتفاق والسير في خطوات التنفيذ بصدقية حتى الآن". وأكد ان المسار السوري "من المسارات المهمة ومن الضروري تحقيق تقدم فيه"، غير انه اشار الى "اننا ما زلنا في انتظار مؤشرات اكثر وضوحاً في هذا الصدد". وقال "إن الحديث حتى الآن يتناول نقاطاً معينة هنا وهناك، ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع سيلتقي وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في الولاياتالمتحدة على هامش انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة، حيث تضطلع الولاياتالمتحدة بدور في التعرف على مواقف وآراء الطرفين من القضايا المطروحة او المسائل التي لا بد من البت فيها قبل بدء المفاوضات". وأشار الى ان هناك "حديثاً يدور عن مبعوثين هنا وهناك واشخاص يعبرون عن جهات معينة او انفسهم ويقومون بجس النبض في الجولات الاستطلاعية. لكن من السابق لأوانه تحديد ما اذا كان هناك مجال للتفاؤل حالياً. ونظل نأمل بحدوث تقدم على المسار السوري - الاسرائيلي من دون ابطاء". وأكد ان بلاده "تهتم بالتنسيق مع الشقيقة سورية ولن تتردد في بذل أي جهد اذا حبذ الطرفان السوري والاسرائيلي ذلك".