اكدت وزيرة الخارجية الفنلندية تارجا هالونين التي ترأس بلادها حالياً الاتحاد الاوروبي ان امن منطقة الشرق الاوسط واستقرارها عنصر مهم بالنسبة الى استقرار اوروبا. وشددت على اهمية المشاركة الاوروبية في تحريك عملية السلام ودفعها الى امام، وقالت ان الجانبين العربي والاسرائيلي طالبا بدور اوروبي اكبر واكثر فاعلية. وقالت هالونين في حديث الى "الحياة" ان ليس هناك معوقات سياسية امام عودة العلاقات الديبلوماسية بين ليبيا ودول الاتحاد الاوروبي، وان ما يعطل عودة التمثيل الديبلوماسي لا يتعدى الاجراءات الادارية والبيروقراطية. كما اكدت ان التبادل التجاري وانهاء المقاطعة سيبدآن بعد الانتهاء من هذه الاجراءات الادارية، ولكنها ذكرت ان الحظر على بيع الاسلحة الى ليبيا باق. التقت "الحياة" الوزيرة الفنلندية في المعهد الملكي للدراسات الدولية في لندن حيث القت محاضرة بعنوان "اوروبا في القرن الجديد". وكانت هالونين قد زارت في اوائل آب اغسطس الماضي كلاً من مصر وسورية ولبنان والاردن والاراضي الفلسطينية واسرائيل، واعلنت انها تنوي زيارة المنطقة مرة اخرى بعد اسبوعين برفقة رئيس الجمهورية الفنلندي، وتجدر الاشارة الى ان هالونين من بين المرشحين للرئاسة الفنلندية عن الحزب الاجتماعي الديموقراطي. وفي ما يلي نص الحديث: تحدثت عن ضرورة وجود سياسية خارجية ودفاعية موحدة لدول الاتحاد الاوروبي لكننا في منطقة الشرق الاوسط لا نلاحظ مثل هذه السياسة ولا نشعر بفاعليتها… - الواقع اننا في الاتحاد الاوروبي وفي فنلندا نعتبر ان تحقيق الامن والاستقرار في شرق البلقان ومنطقة الشرق الاوسط من اكثر اولويات سياستنا الخارجية والامنية اهمية والحاحاً. وذلك لاننا نعتبر أمن هذه المنطقة واستقرارها عنصراً مهماً لاستقرارنا. وقلت لزعماء دول المنطقة خلال زيارتي الشهر الماضي: لا يمكنكم التغاضي عن دورنا فنحن جزء من العائلة نفسها، وما يجري في هذه المنطقة له تأثير مباشر علينا. نحن نريد ان نرى السلام والازدهار يعمان المنطقة، وسنبذل كل جهد مستخدمين كل الوسائل المتوافرة لدينا من اجل تحريك عملية السلام ودفعها. والواقع ان كلاً من السوريين واللبنانيين والمصريين والاردنيين والفلسطينيين طلبوا منا القيام بدور فاعل واكبر، وكذلك فعلت اسرائيل. الوضع الاقتصادي في الكيان الفلسطيني صعب جداً ومقلق فهل يفكر الاتحاد الاوروبي الذي يدعم هذا الاقتصاد، بزيادة هذا الدعم، ومتى؟ - الواقع اننا نفكر في خفض هذا الدعم، لماذا؟ لاننا قدمنا دعماً اقتصادياً كبيراً جداً وذلك لاننا كنا نمرّ في مرحلة تجري فيها المحادثات للاتفاق على امور عدة من المتوقع ان يكون تم الاتفاق عليها لتحسين الاداء الاقتصادي الفلسطيني، ويكون الفلسطينيون قد انتهوا من بناء البنية الاقتصادية المعروفة المعمول بها. ونحن نأمل ان يكون الوضع كذلك. والواقع اننا، اي الاتحاد الاوروبي، اكثر دول العالم دعماً للاقتصاد الفلسطيني. كما ان حجم الشراكة التجارية مع اسرائيل يعتبر الاهم والاكبر. ونحن نعتبر انه كلما تقدم الفلسطينيون والاسرائيليون نحو السلام الشامل فان الوضع الاقتصادي سيتحسن. ولا بد من الاشارة الى انه عندما يحصل تقدم نحو السلام بين سورية واسرائيل، فان الحاجة لدعم اقتصادي ستبرز، وسيكون الاتحاد الاوروبي وفنلندا من الداعمين لهذا الاقتصاد. ولقد دعمت فنلندا دوماً الاقتصاد الفلسطيني وستظل تفعل ذلك. ما هو تقديرك الشخصي لدفع عملية السلام بين السوريين واللبنانيين من جهة والاسرائيليين من جهة اخرى، خصوصاً بعد موجة التفاؤل التي بدأت بعد انتخاب باراك؟ - محور السلام في الشرق الاوسط هو القضية الفلسطينية وحل المشكلة الفلسطينية مع اسرائيل، ولكن الشعور ايضاً هو انه عندما يبدأ قطار السلام في التحرك على هذا المسار، فان المشكلة بين اللبنانيين والسوريين من جهة والاسرائيليين من جهة اخرى لا بد من حلّها، والا فان السلام في الشرق الاوسط لن يكون كاملاً، ولن نستطيع الحفاظ عليه. والسؤال اليوم هو كيف يبدأ هذا السلام والى اين يتجه؟ واعتقد ان تنفيذ الاتفاقات الذي نراه على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي هو اشارة ايجابية، خصوصاً بعد التأخير الذي شهده تنفيذ هذه الاتفاقات، فان الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني عادا الى طاولة المفاوضات واستطاعا ازالة بعض المشاكل. ثانياً انا اعتقد انه، مع ان المفاوضات النهائية مهمة جداً، كان تنفيذ اتفاقات واي ريفر مهماً جداً. وانا في الواقع افهم واقدّر ما قاله رئيس الوزراء الاسرائيلي باراك من ان اتفاق واي ريفر لم يكن معطفاً مفصلاً على قياسه، غير انني وخلال لقائي معه شرحت له وجهة النظر المحقة لسكان المنطقة من انهم يريدون تنفيذ اتفاق واي ريفر ليتأكدوا من ان هذه الاتفاقات جدية وان المرحلة الجديدة مرحلة جدية. ومن هنا اهمية التوقيع في شرم الشيخ، ثم البدء في التنفيذ. واعتقد ان انطلاقاً من هذا الواقع الجديد، وهو التوقيع ثم التنفيذ، يجعلنا نستطيع ان نرى بدء المحادثات على المسارين السوري واللبناني. وهناك ايضاً الموضوع اللبناني ومعاناة الشعب اللبناني، والاتحاد الاوروبي كان دوماً داعماً ومرتبطاً بالقرارات الدولية، بما في ذلك تلك التي تهم لبنان. وانا سأزور لبنان بمرافقة رئيس الجمهورية الفنلندي بعد اسبوعين، وارغب في الوقوف على تطور الافكار في المنطقة. والواقع انني دعوت زميليّ اللبناني والسوري لزيارة فنلندا. واعتقد ان هناك مجالاً كبيراً لمزيداً من الاتصالات والتعاون خلال رئاستنا للاتحاد الاوروبي. ولا تنسى ان فنلندا كانت دوماً نشطة في منطقة الشرق الاوسط، وستبقى كذلك بعد ان تنتهي ولايتنا في رئاسة الاتحاد الاوروبي.