طرابلس - أ ف ب - بدأت المدن الليبية المزدانة بالأبيض والأخضر لوني الثورة أمس الاحتفالات بالذكرى الثلاثين لتسلم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي السلطة في الأول من أيلول سبتمبر 1969. وشارك الليبيون مستفيدين من يوم العطلة لمناسبة ذكرى الفاتح في مهرجانات شعبية تمحورت على قيم الثورة التي اطاحت الملك ادريس السنوسي وأقامت الجماهيرية العربية الشعبية الاشتراكية العظمى التي يتولى فيها الشعب "السلطة مباشرة". إلا أن الاحتفالات الأساسية بالذكرى ارجئت هذه السنة أياماً على الأرجح حتى الخامس والسادس من ايلول الجاري لتتزامن مع القمة الاستثنائية لمنظمة الوحدة الافريقية التي ستعقد بين السادس والتاسع منه في مدينة سرت 400 كلم شرق طرابلس. وأفادت مصادر رسمية ان العرض العسكري الذي يقام عادة في يوم الذكرى ارجئ إلى نهاية الاسبوع أو مطلع الاسبوع المقبل في طرابلس. وتعلق ليبيا اهمية على ذكرى الثورة وعلى استضافة القمة الافريقية التي تعلن نهاية سبع سنوات من العزلة التي خضعت لها طرابلس منذ 1992 لدورها المفترض في الارهاب الدولي. وفرض على ليبيا بين 1992 و1999 حظر جوي وديبلوماسي بسبب رفضها التعاون في التحقيقات في تفجير طائرتين أميركية وفرنسية في عامي 1988 و1989. وأتاحت تسوية تلك المسألة لليبيا استعادة دورها تدريجاً على الساحة العربية والافريقية على ان تنتقل من هذه الأخيرة الى الساحة الدولية. ومنذ مطلع الاسبوع، يخيم جو احتفالي على برامج وسائل الاعلام المرئي والمسموع التي تبث موسيقى شعبية ووطنية، بالاضافة الى رسائل التهنئة التي توجهها الشركات الصناعية والتجارية الى القذافي. كما يبث التلفزيون الليبي صوراً للقاءات القذافي مع قادة دوليين، خصوصاً الافارقة منهم مثل رئيس جنوب افريقيا السابق نيلسون مانديلا. وعلقت في الشوارع كالعادة صور "زعيم الثورة" وغطيت المباني بالأبيض رمز الطهارة والنقاء. وكان أول الضيوف الواصلين الوفود الشعبية الافريقية وتلاهم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي وصل أمس، وحظي بترحيب شعبي كبير قبل ان يتوجه للقاء القذافي. ومن المقرر ان تصل وفود عربية اخرى الى ليبيا. وفي تلك الاثناء، يجري الاعداد على قدم وساق لقمة منظمة الوحدة الافريقية 53 عضواً منهم 52 دولة في سرت حيث انتهت الاستعدادات لاستقبال رؤساء الدول والحكومات. وتم اتخاذ القرار بعقد هذه القمة التي ستجري فيها اعادة النظر في شرعة منظمة الوحدة الافريقية خلال القمة العادية في الجزائر في تموز يوليو الماضي. وأراد رؤساء الدول الافريقية من خلال موافقتهم على عقد القمة في سرت التأكيد بشكل خاص على تضامنهم مع ليبيا واظهار تقديرهم للجهود الحثيثة التي تبذلها هذه الاخيرة من اجل تسوية المشاكل الافريقية منذ تعليق العقوبات المفروضة عليها في الخامس من نيسان ابريل الماضي.