تخلّف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عن حضور الجلسة الافتتاحية لمؤتمر أول يعقده الخبراء الفلسطينيون حول مفاوضات الحل النهائي، ليذهب الى لقاء "سري" مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك في إحدى ضواحي تل أبيب، وهو اللقاء الثالث من نوعها داخل اسرائيل. وشارك رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات الحل النهائي ياسر عبدربه في هذا اللقاء وقال أنه "كان جولة بحث عامة في مجمل القضايا المطروحة ومن أجل ايجاد مناخ مؤاتٍ لبدء مفاوضات جادة ومثمرة". وحضر أيضاً، اضافة الى عرفات وعبدربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس أبو مازن الذي شارك قبل أسبوع في مراسم افتتاح المفاوضات النهائية مع وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي. وعبر الأخير عن استيائه الشديد لانعقاد اللقاء "من دون التنسيق معه" لكنه شجع في الوقت ذاته على عقد مثل هذه اللقاءات. وشارك رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلية السابق موساد داني ياتوم في اللقاء الى جانب باراك، كونه مستشاره للشؤون الامنية والسياسية. ووصف عبدربه اللقاء بأنه كان "مهماً وإيجابياً" واشار الى أن الجانب الفلسطيني أكد خلاله أنه يعطي أهمية كبيرة للاجراءات الاسرائيلية التي تتخذ على الارض "وبشكل خاص الاجراءات الاستيطانية التي طالبنا بوقف تام لها". وعقد اللقاء بعد ساعات قليلة من عودة الرئيس الفلسطيني من العاصمة الاردنية في زيارة خاطفة التقى فيها العاهل الاردني الملك عبدالله وغداة تذكير باراك العالم بلاءاته الخمس. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة ل "الحياة" أن اللقاء استهدف ايجاد "سبل لوضع آليات" لبدء المفاوضات للتوصل الى "اطار اتفاق" على قضايا الوضع النهائي قبل حلول منتصف شهر شباط فبراير المقبل. وقالت الوزير السابقة والامينة العام ل "المؤسسة الفلسطينيية للحوار الدولي والديمقراطية" مفتاح حنان عشرواي أن الاوضاع السياسية التي واكبت عملية المفاوضات في واشنطن لم تعد قائمة الآن وأن قنوات الاتصال بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل لم تكن قائمة في حينه، اما الآن فهنالك أطر رسمية وشرعية لا بد أن تعمل بمهنية لادارة المفاوضات حول القضايا المصيرية للشعب الفلسطيني والمنطقة برمتها. واعتبر الخبير الفلسطيني في الشؤون الاسرائيلية المحاضر محمد زيد مشاركة ياتوم في لقاء الخميس مؤشراً الى ان باراك يركز معظم الصلاحيات المتعلقة بالمفاوضات مع الفلسطينيين في مكتبه، وتوطئة لتحويل وزارة الخارجية الاسرائيلية الى "وكالة للدعاية" فقط. ودعا القيادة الفلسطينية خلال مشاركته في أعمال المؤتمر الاول للخبراء الفلسطينيين حول مفاوضات الحل النهائي الى التمسك "بورقة التطبيع مع الدول العربية وعدم تأجيل بحث قضيتي اللاجئين والقدس" كشروط لافشال استراتيجية باراك. راجع ص3