يتوجه وفد يضم زهاء 45 مسؤولاً ومندوباً من القطاعين الحكومي والخاص في جزيرة آيل أوف مان إلى منطقة الخليج في الأسبوع الأخير من تشرين الثاني نوفمبر المقبل، حيث يزورون دولتي الامارات والبحرين لاستطلاع فرص التوسع في بيع خدمات الأوفشور المصرفية وفي قطاع التأمين إلى المستثمرين والالتقاء بالمسؤولين في كلي البلدين علاوة على رجال الأعمال العرب في هاتين السوقين الماليتين الرئيسيتين. وبذلت حكومة الجزيرة، التي تتبع التاج البريطاني، محاولات عدة في السنوات الماضية لاجتذاب المستثمرين الأجانب، ونظمت لهذا الغرض زيارات شملت كلاً من هونغ كونغ وجنيف وزوريخ للتنسيق مع السلطات المالية المحلية والحصول على اعتراف بالجهد الكبير الذي بذلته الجزيرة لتطوير أنظمة رقابة مالية وتجارة الكترونية تعتبر فريدة من نوعها في عالم الاستثمارات الأوفشور في العالم. وتنهض في مختلف أحياء دوغلاس، وهي عاصمة الجزيرة، عشرات المباني الجديدة للمصارف وشركات التأمين الدولية التي تتخذ آيل أوف مان مقراً لعملياتها الدولية خارج الاتحاد الأوروبي. وقال كبير وزراء الجزيرة دونالد غيلينغ ل "الحياة": "لا نريد أن يقتصر تطوير أنشطتنا على الخدمات المالية وحدها، لأننا لا نريد أن نعتمد على مورد واحد للدخل بل أن ننوع انتاجنا ومصادر دخلنا". واضاف: "لا موارد طبيعية لدينا. السمك حولنا ذهب، تربية الماشية انقرضت بسبب اتهام قطعاننا بأنها بريطانية ومصابة بمرض جنون البقر. البريطانيون استنزفوا مناجم الفضة والرصاص في أرضنا. علينا أن نبحث عن منتجات جديدة نروجها ومصنوعات نتولى تصديرها" وتشكل الصناعة عشرة في المئة من إجمالي الدخل القومي مقابل 37 في المئة حصة صناعة الخدمات المالية. وتبلغ مساحة الجزيرة ذات المناخ المعتدل نسبياً 672 كيلومتراً، و"نسبة الغابات والأراضي الزراعية فيها تشكل 80 في المئة، ما يتيح فرصة واسعة للتوسع في الأنشطة الاقتصادية الأخرى"، على حد قول غيلينغ. ولا يتجاوز عدد السكان في الجزيرة، التي تملك عملة خاصة بها وشركة طيران وطنية يضم أسطولها طائرتين، 73 ألف شخص. وهي تطبق قوانين هجرة متشددة ولكنها تفتح الباب بحرية أمام قدوم المقيمين الذين يرغبون في شراء بيت فوق أراضيها والاقامة في ربوعها. وقال غيلينغ: "هناك كثيرون من مصنّعي التقنيات العالية ممن يحققون فائض قيمة مرتفعاً. وهؤلاء يستطيعون التصدير إلى كل دول الاتحاد الأوروبي، مع الاستفادة في الوقت نفسه من الضرائب المنخفضة التي يتمتع بها العمل والانتاج في الجزيرة". وتابع: "لدينا علاقة خاصة مع الاتحاد الأوروبي. ونطبق من القوانين الأوروبية التي توافق عليها المملكة المتحدة، ما يتلاءم مع مصلحتنا وقوانيننا. وبوسع المصنّعين هنا أن يستعيدوا ضريبة القيمة المضافة عن البضائع التي يصدرونها بحرية إلى السوق الاتحادية الأوروبية، وهذه ميزة لهم للقدوم والاستثمار في جزيرتنا". إلا أن الميزة الرئيسية ل "آيل أوف مان"، التي تقع في البحر الايرلندي في الوسط بين الجزيرة البريطانية والجزيرة الايرلندية ولا تتبع المملكة المتحدة بل التاج البريطاني وحده، تكمن في طبيعة الخدمات المالية التي تقدمها والتي يؤكد المسؤولون أنها تتميز بقدر من الرقابة والشفافية تفوق ما لدى بقية الوجهات المنافسة في جيرسي وغيرنسي. وتعتبر المصارف وبعدها شركات التأمين أكبر رب عمل في الجزيرة. وتستقطب المصارف قدراً من الودائع يبلغ 32 بليون دولار. ويشير كبير وزراء الجزيرة، الذي لا ينتمي الى حزب سياسي مثل بقية مسؤولي الجزيرة، إلى أن آيل أوف مان تملك مزايا تفاضلية مقارنة مع جزيرتي جيرسي وغيرنسي المشهورتين في عالم الخدمات المالية الأوفشور. وقال إيان فوستر المسؤول عن نظام علاوات التقاعد في "سلطة التأمين وعلاوات التقاعد" في الجزيرة ل"الحياة": "هناك أكثر من 20 شركة تأمين دولية تتفاوض معنا للقدوم إلى آيل أوف مان. وهي ستنضم إلى 196 شركة تأمين أخرى تتخذ من الجزيرة مقراً لها ويعمل فيها 1700 موظف.