انطلقت مفاوضات الوضع النهائي للاراضي الفلسطينية رسمياً مساء اول من امس في معبر ايريز حيث كرر الاسرائيليون "لاءاتهم" التي رد عليها الفلسطينيون ب"خطوط حمر"، رغم تشديد الجانبين على الثقة في القدرة على التوصل إلى الحلول المناسبة. واختتم الجانبان حفلة الافتتاح من دون تحديد موعد لعقد لقاء جديد، فيما تصافح رئيسا الوفدين بحرارة امام عدسات المصورين. على رغم الابتسامات التي ارتسمت على وجوه الفريقين المفاوضين الفلسطيني والاسرائيلي، وقبلهما رئيسي الوفدين، امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية السيد محمود عباس ابو مازن ووزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي خلال حفلة افتتاح مفاوضات الوضع النهائي في ايريز مساء اول من امس، الا انه يعتقد ان هذه الابتسامات سرعان ما ستبهت ثم تختفي خلف القضايا المعقدة التي سيجري التفاوض حولها في اطار المفاوضات النهائية. وتعتبر قضيتا القدس واللاجئين، القضيتين الأكثر تعقيداً من بين قضايا المفاوضات التي تشمل ايضا الحدود والمستوطنات والمياه وغيرها. وبدأت محادثات ايريز مساء اول من امس باجتماع مغلق بين ليفي وأبو مازن، وسبق ذلك مراسم احتفالية بحضور مبعوثي السلام الاميركي دنيس روس والاوروبي ميغيل موراتينوس والممثل الروسي الكسندر سولت وبمشاركة ممثلي 11 دولة. وخلال الحفلة التي دامت ساعة، كرر ليفي في كلمته "المبادىء" او "اللاءات" الاسرائيلية الاربع، وهي عدم العودة الى حدود الرابع من حزيران يونيو عام 1967، وبقاء القدس موحدة تحت السيادة الاسرائيلية، وعدم تمركز جيش أجنبي غرب نهر الاردن، واحتفاظ اسرائيل ب"تجمعات استيطانية" خاضعة للسيادة الاسرائيلية. من جهته، رد ابو مازن في كلمته بالتشديد على موقف الفلسطينيين الثابت وهو اقامة "دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف" وانسحاب اسرائيل الى حدود 4 حزيران يونيو عام 1967، وحل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين بموجب قرار الاممالمتحدة الرقم 194، وضرورة ازالة المستوطنات في الاراضي المحتلة عام 1967، استنادا الى قرارات الشرعية الدولية التي تعتبر المستوطنات غير قانونية، خصوصاً "قرار مجلس الامن الرقم 465". كما أكد التزام السلطة مكافحة العنف. وأكد مسؤول فلسطيني ان تصالات هاتفية تجرى بين الطرفين لتحديد لقاء جديد يجري خلاله تشكيل لجان مختلفة، فيما اوضح ليفي: "اننا سنحدد خلال الاسبوع الجاري جدول اعمال المفاوضات على الارجح خلال لقاء سيجمعني مع ابو مازن". يذكر ان بنود اتفاقات اوسلو المرحلية لم تطبق الى الآن، وذلك بعد ست سنوات على توقيعها، كما ان القضايا التي تناولتها على اهميتها لا تشكل في تعقيدها وصعوبتها أي شيء مقابل قضايا الحل النهائي، اذ ان هناك نحو 5،4 مليون لاجئ ونازح فلسطيني ينتظرون العودة الى ديارهم التي هجروا منها عام 1948. وهناك المئات من المستوطنات التي اقيمت على الارض الفلسطينية ويقطنها نحو 200 ألف يهودي بشكل غير شرعي، الى جانب ضم الدولة العبرية غير الشرعي لمدينة القدسالمحتلة، ورفضها الانسحاب من الاراضي التي احتلتها عام 1967 بحجة "عدم السماح بوجود جيش اجنبي غرب نهر الاردن". ومن الواضح ان طريق الوفد الفلسطيني مفروشة بالالغام، واذا احتاجت قضايا المرحلة الانتقالية الى ست6سنوات لتنفيذها، فإن المرحلة النهائية ربما تحتاج الى اكثر من عشرين عاماً، كما صرح بذلك وزير الخارجية الاسرائيلي السابق، وزعيم تكتل ليكود المعارض ارييل شارون.