قال الرئيس المصري حسني مبارك إنه أبلغ نظيره الإسرائيلي شمعون بيريز أثناء مباحثاتهما في القاهرة أن القدس ليست مشكلة فلسطينية وإنما تهم كل مسلم في العالم، جاء ذلك تعليقا على تصريحات لبيريز اعتبر فيها القدس ضمن السيادة الإسرائيلية وأن تغير وضعها يجب أن يتم عبر المفاوضات. وأوضح مبارك في مؤتمر صحفي مشترك في ختام زيارة الرئيس الإسرائيلي أنه تكلم مع بيريز عن موضوع القدس بصفة خاصة قائلا إن \"القدس ليست مشكلة فلسطينية فقط وإنما هي مشكلة تهم كل مسلم في العالم فإذا لم نصل إلى حل للقدس وعدم تهويدها فإن إسرائيل ستكسب عداء كل المسلمين في العالم\". وأعرب الرئيس المصري عن قلقه العميق من عدم تقدم عملية السلام والمفاوضات منذ لقائهما في مايو/أيار الماضي. وطالب إسرائيل بالتجاوب مع استحقاقات السلام ومتطلباته ووقف الاستيطان في الأراضي المحتلة بما فيها القدس، واستئناف المفاوضات في كافة قضايا الوضع النهائي من حيث توقفت وفق حدود 1967 وقرارات الشرعية الدولية. كما أكد مبارك أن \"المرحلة الدقيقة التي تمر بها جهود السلام لا تدع مجالا للحديث عن حلول مرحلية، أو حدود مؤقتة للدولة الفلسطينية، وإنما يتعين أن تستهدف جهودنا تسوية نهائية عادلة يتم تنفيذها في إطار زمني محدد متفق عليه\". وجاء رد مبارك بشأن القدس بعدما اعتبر بيريز أن موضوع القدس مختلف عن بقية المواضيع، قائلا \"فالقدس تعتبر ضمن السيادة الإسرائيلية ولا تعتبر مستوطنة، وبالتالي فإن أي تغيير للوضع القائم يجب أن يتم عبر المفاوضات بين الطرفين\". لكن الرئيس الإسرائيلي علق على رد الرئيس المصري بأهمية القدس للمسلمين بالقول \"إننا نحترم جميع الأديان ونؤكد لأصدقائنا المسلمين بأننا نحترم تماما قدسية هذه الأماكن، ونود أن نبين هذا الاحترام لهذه الأماكن المقدسة ولا نود إطلاقا أن نخلق مشاكل مصطنعة حول القدس\". وأشار إلى أن قضية المستوطنات يمكن إيجاد حل لها عبر المفاوضات بين الطرفين، لكنه أكد ضرورة بدء التفاوض فورا كي يتم حل هذه المشكلة. وقال \"ما إن تبدأ المفاوضات لن تكون هناك مستوطنات جديدة، سنقوم بإخلاء المستوطنات التي بنيت بطريقة غير مشروعة\". وكرر بيريز استعداد إسرائيل لقبول دولتين فلسطينية وإسرائيلية تعيشان جنبا إلى جنب، كما دعا لاعتماد خارطة الطريق مرجعية للتفاوض. وأشاد بيريز بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وقال إن أبو مازن هو الرئيس الشرعي للسلطة الفلسطينية ويمثل الشعب الفلسطيني. ولم يفوت بيريز الفرصة لتأكيد أن الطموحات الإيرانية \"كي تصبح إمبراطورية في الشرق الأوسط تقف عائقا أمام حل مشاكل المنطقة\" مشيرا إلى أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد \"لا يمثل أي أمل إيجابي لشعوب المنطقة\".