يدلي الناخبون الجزائريون غداً الخميس بأصواتهم في الاستفتاء على "قانون الوئام المدني" الذي يتضمن عفواً عن الإسلاميين المسلحين. ويتوقع أن يحظى القانون بتأييد غالبية كبيرة من الناخبين أكثر من 17 مليوناً، الأمر الذي يمنح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ضوءاً أخضر ل"إعادة ترتيب البيت" الجزائري. ويختتم الرئيس الجزائري اليوم حملته الانتخابية لشرح "قانون الوئام" ودعوة المواطنين إلى التصويت لمصلحته. راجع ص6 وفي هذا الإطار، قالت مصادر قريبة من قيادة "الجيش الإسلامي للإنقاذ" ان ترتيبات تسليم أسلحة عناصر الجناح المسلح للجبهة الإسلامية، اكتملت. وأضافت ان هناك اتفاقاً يقضي بتسليم أسلحة عناصر الجماعات المسلحة التي التحقت بالهدنة بعد الاستفتاء. والأرجح أن يبدأ ذلك السبت على أن يتواصل تسليم الأسلحة على مراحل. ولا يُعرف إذا كان الاتفاق يقضي بتسليم كل أسلحة الجماعات المسلحة. وتعلّق قيادات إسلامية آمالاً على الخطاب الذي سيلقيه الرئيس بوتفليقة بعد إعلان نتائج الاستفتاء. ولا يُستبعد أن يعلن اجراءات عفو تشمل قيادات في "الإنقاذ" في الداخل والخارج. ويُنتظر ان يلقي بوتفليقة خطابه قبل سفره إلى نيويورك يوم 20 الجاري للمشاركة في الدورة العادية للأمم المتحدة. ويراهن بوتفليقة على كثافة المشاركة في الاقتراع. وهو ناشد المواطنين الذهاب بقوة إلى صناديق الاقتراع، حتى ولو أرادوا التصويت ب"لا" على القانون. وشدد الرئيس الجزائري أول من أمس في لهجته ازاء من سماهم ب"المتطرفين". واقسم قائلاً إنه بعد تاريخ 13 كانون الثاني يناير 2000 المهلة المعطاة للمسلحين لتسليم أنفسهم، ستكون ضربته "بالسيف أحد واقطع من سيف الحجاج بن يوسف الثقفي". وكشف ان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي غضب من نشر رسالة المعارض الإسلامي راشد الغنوشي "لكني اقنعته بأن القضية هي اطفاء نار الفتنة في بلده"، وأعرب في خطابه في ولاية تلمسان، عن مساندته لشيخ الزاوية القادرية لدائرة مغنية الحدود الجزائرية - المغربية الذي طالب بضرورة الإبقاء على الحدود مع المغرب مغلقة، لأن فتحها يعني تسريب الأسلحة والمخدرات وتهريب المواد الأولية. وشن هجوماً على الصحافة الجزائرية. وقال إنه على رغم أن بعض الأقلام فيها "مسمومة"، إلا أنه مع حرية التعبير. ولوحظ أن عدد طلبات ممثلي الصحافة الدولية لتغطية عملية الاستفتاء لم يتجاوز ال100 طلب قبل منها 50 طلباً. وعلى صعيد العناصر المسلحة التي سلمت نفسها، أفيد ان 13 عنصراً من "كتيبة الفرقان" في الشلف غرب سلموا أنفسهم على أن تتبعهم بقية اعضاء الكتيبة 150 عنصراً. وأعلن وزير الداخلية السيد عبدالمالك سلال في مهرجان شعبي في قاعة ابن خلدون في العاصمة أول من أمس، أنه تم اقناع الجماعات المسلحة في 17 ولاية من أصل 48 ولاية بضرورة الامتثال لقانون الوئام المدني، وان عناصر من ثلاث دول سلمت نفسها إلى السلطات الجزائرية. وقام بوتفليقة أمس بزيارة مجاملة للرئيس السابق اليمين زروال في بيته في باتنة. ورافقه الأمين العام للرئاسة السيد علي بن فليس ومسؤولون. وانتقل بعد ذلك إلى مدينة سطيف.