قرر الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أمس تمديد الحملة من اجل الاستفتاء على قانون الوئام المدني الى يوم غد الاربعاء ليختتمها بمهرجان شعبي في قاعة الحرشة في العاصمة. وأوضحت مصادر قريبة الى الرئاسة انه سيعوِّض الزيارة التي كان مقرراً ان يقوم بها الجمعة الماضي لولايتي باتنة وسطيف. وكان بوتفليقة شارك صباح امس في مهرجان شعبي في ملعب العقيد لطفي في ولاية تلمسان. ثم شارك في مهرجان آخر في وهران مساء. وأعلن الرئيس الجزائري من وهران ان "لا مكان لحزب اسلامي في مجتمع اسلامي" لأن "مفتي الأزهر لا يحل مكان الرئيس حسني مبارك، ولا حسني مبارك يحل مكان مفتي الأزهر الشريف". كما أعلن أن "لا مجال للحديث عن دولة جزائرية علمانية"، مؤكداً ان الجزائر ليست في حاجة الى المشروع الأوروبي، ولا الى التجربة التركية. وفي ما يتعلق بدول الجوار، أكد ان "الجزائر استيقظت، بعد عشرين سنة من السبات، ولا تريد أكثر من معاملة الند للند". وأوضح ان دول الجوار أساءت فهم ما قاله، في اشارة الى انتقاداته للمغرب. وتمسك بأن لديه "ما يقول" في هذا المجال. وفي هذا السياق، كشفت صحيفة "الصحافة" أمس ان "مجموعة ارهابية من أصل مغربي" شرعت، منذ أيام، في مغادرة الأراضي الجزائرية عبر الحدود مع المغرب، وتحديداً عند منطقة السنوسي المتاخمة لجبال عصفور وميزاب في الشريط الحدودي بين البلدين. وأفادت الصحيفة، استناداً الى مصادر وصفتها ب"حسنة الاطلاع"، ان مجموعة من 15 عنصراً ينشطون ضمن سرايا وكتائب "الجماعة الاسلامية المسلحة" المرابطة على الشريط الحدودي في تلمسان وسيدي بلعباس، عادت الى المغرب بسبب قرار أعضائها الانضمام الى السلم وتسليم أنفسهم. وأشارت صحيفة "اليوم" أمس الى ان أكثر من 40 عنصراً كانوا ينشطون ضمن "كتيبة الهدى والنور" وكتيبة "الاستقامة" موجودون حالياً في منطقة "الحمادة" على بعد 7 كلم من بلدية تكسانة ولاية جيجل. ولا يُعرف اذا كان هؤلاء يعتزمون تسليم أنفسهم. وعلى صعيد محافظة الجزائر الكبرى، وصل عدد المسلحين الذين سلموا أنفسهم أول من أمس الى رئاسة لجنة الارجاء 27 عنصراً ينتمون الى "كتيبة الموت". من جهة اخرى، بدأت عملية التصويت في الاستفتاء أمس في ثكنات الجيش وأجهزة الأمن. كما انطلقت القوافل المتنقلة عبر ولايات الجنوب الصحراوي الى سكان البدو والمناطق النائية لتجمع أصوات الناخبين. ففي ولاية تمنراست بدأت الانتخابات في المكاتب المتنقلة البالغ عددها 25 مكتباً في حدود الثامنة صباحاً. وأشارت تقارير وزارة الداخلية الى ان المراجعة الاستثنائية للقوائم الانتخابية أتاحت تسجيل 149336 ناخباً جديداً. وسيسهر على عمليات التصويت قرابة 400 ألف مجند في 8552 مركز تصويت و38798 مكتب اقتراع. وتقدر وزارة الداخلية عدد الناخبين ب17.5 مليون ناخب ورسمياً تنتهي الحملة الانتخابية اليوم الثلثاء بحسب قانون الانتخابات الرئاسية، على رغم ان رئيس الجمهورية فضل ان يختتمها غداً. على الصعيد الأمني، ذكرت مصادر اعلامية امس ان مجموعة مسلحة نصبت الأحد الماضي حاجزاً مزيفاً في المكان المسمى ب"ثلاثة احينوسن" على الطريق المؤدي الى بلدية وادي قصاري التي تبعد 23 كلم عن مدينة تيزي وزو. وقام خلاله المسلحون بإلقاء خطب ضد الوئام المدني، من دون ان يقتلوا احداً من المسافرين. وعلى مستوى العلاقات الخارجية للجزائر صرح بوتفليقة أمس إلى قناة التلفزيون الفرنسية ال.سي.اي بأنه لن يتوقف في باريس، سواء اثناء ذهابه الى نيويورك للمشاركة في دورة الجمعية العامة للامم المتحدة أو بعد عودته منها، مؤكداً انه سيزور فرنسا انطلاقاً من الأرض الجزائرية.