لا تكتسب بالزواج.. تعديلات جديدة في قانون الجنسية الكويتية    الدفعة الثانية من ضيوف برنامج خادم الحرمين يغادرون لمكة لأداء مناسك العمرة    يونس محمود ينتقد ترشيح المنتخب السعودي للقب كأس الخليج    الشرقية تستضيف النسخة الثالثة من ملتقى هيئات تطوير المناطق    تحت رعاية خادم الحرمين.. «سلمان للإغاثة» ينظّم منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع فبراير القادم    سلمان بن سلطان يدشن "بوابة المدينة" ويستقبل قنصل الهند    افتتاح إسعاف «مربة» في تهامة عسير    رضا المستفيدين بالشرقية استمرار قياس أثر تجويد خدمات "المنافذ الحدودية"    بلسمي تُطلق حقبة جديدة من الرعاية الصحية الذكية في الرياض    وزارة الداخلية تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    "مستشفى دلّه النخيل" يفوز بجائزة أفضل مركز للرعاية الصحية لأمراض القلب في السعودية 2024    وزارة الصحة توقّع مذكرات تفاهم مع "جلاكسو سميث كلاين" لتعزيز التعاون في الإمدادات الطبية والصحة العامة    أمانة جدة تضبط معمل مخبوزات وتصادر 1.9 طن من المواد الغذائية الفاسدة    نائب أمير مكة يفتتح غدًا الملتقى العلمي الأول "مآثر الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- وجهوده في الشؤون الدينية بالمسجد الحرام"    السعودية تستضيف الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    المياه الوطنية: خصصنا دليلًا إرشاديًا لتوثيق العدادات في موقعنا الرسمي    ارتفاع أسعار النفط إلى 73.20 دولار للبرميل    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    التحذير من منتحلي المؤسسات الخيرية    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معرفة بعض لبنان طوائف وعائلات ، مناطق وأحزاباً سياسية 8
نشر في الحياة يوم 13 - 09 - 1999

قبل ايام قليلة، وفيما كنت ابحث في اوراق قديمة تركتها في بيروت، وقعت على 35 مقابلة شخصية سبق ان اجريتها في 1984. هذه المقابلات المتفاوتة حجماً، مع سياسيين وصحافيين، مهنيين وناشطين، لعبوا في هذه الفترة او تلك، دوراً عاماً ما، كان غرضها ان تخدم كتاباً عن الاحزاب اليسارية والمسلمة، لم استطع ان استكمل مقابلاته، ولا ان انجز قراءة مادته المكتبية والأرشيفية. ولهذا فالكتاب، في النهاية، لم يُكتب.
وجدير بالذكر أن تعريف شخص ما او جماعة ما بالطائفة، لم يكن دائماً تبرّعاً من المتحدث، بل جاء غالباً جواباً عن سؤال مني. أما كلمة "الآن" فتردّ الى أواسط الثمانينات، والقياسات الزمنية تتم دائماً على ضوء هذا التاريخ.
المقابلات التي سبق نشرها أجريت مع: نهاد حشيشو ومحمد مشموشي وباسم السبع ويوسف الأشقر ومصطفى بيضون ونجلا حمادة ومسعود ضاهر وعبدالله الأمين ونقولا طعمة وحبيب صادق وجوزيف سماحة وحسان حيدر ويوسف الصميلي وأسعد فوّاز وحسين الحسيني وسونيا دبس وسعيد صعب وجورج ناصيف ومحمد محيي الدين وعباس بيضون وناصري لم يذكر اسمه وابراهيم الأحدب وجهاد الزين ومحمد كشلي وسويدان ناصر الدين ووليد سكريّة وغسان حبّال وابراهيم مرعي:
حسين قطيش:
المجلس الاسلامي الشيعي/ الصدر
في اواسط الستينات تعرّفت الى السيد موسى في مناسبة عزاء في بلدة الغازية. كنت صحافياً، وكان هو، وهذا من عاداته، يتوجه دائماً الى المثقفين. كنا في منزل الحاج رضا خليفة وكان يجلس قربي بقامته المديدة والزاخرة حركةً. قال: نريد ان نلتقي، ولم اكترث اذ هو، في النهاية، مجرد شيخ من المشايخ.
في 1958 كنت قد تركت الحزب السوري القومي، بعدما اسست في اواسط الخمسينات مجلة "الحرية" الشهرية والفكرية للحزب. وفي 1960 عملت في "صدى لبنان" لمحمد البعلبكي، وفي الوقت نفسه عملت في "لسان الحال" مع جبران حايك. بعد ذلك وحين أُغلقت "صدى لبنان" انتقلت كلياً الى "لسان الحال". وفي 1964 كنت اصبحت صحافيا بارزا في السياسة الداخلية وتحليلاتها.
بعد حادثة صور التي تعرّض لها الامام، التقيته ثانية. زرته برفقة يوسف سالم. جلس الامام في نادي الامام الصادق في صور والناس يتوافدون عليه استنكارا وهو يخطب فيهم. قال: أريد أن أراك. آنذاك كنت قد أصبحت في قريتي زغدرايا ومحيطها زعيما صغيرا، فألّفت وفداً من 20 سيارة وذهبنا الى صور كي نستنكر، وقابلناه ودعمناه. بعد ذاك توجه الامام في جولة الى افريقيا، فالتقينا، وكنا عددا من الشبان، بقصد اقامة جمعية شيعية. رحنا نجتمع في صورة دائمة وكنا: الحاج ابراهيم غدّار والحاج توفيق نصّار وشقيقه الحاج نجيب نصّار وأحمد اسماعيل وأحمد قبيسي والدكتور مالك بدرالدين والدكتور فخري علامة والدكتور محسن الحاج والدكتور ابراهيم كوثراني والمحامي نجيب جمال الدين والدكتور محمد علي الرز والنائب جعفر شرف الدين وعبدالعزيز سويدان والسيد حسين الحسيني والمحامي نبيه برّي ومحمد رضا الحاج ومرتضى حمّود وأنا. ولاحقاً انضم الينا المغترب حكمت قصير. غدار والاخوان نصار وجمال الدين وعلي الرز وشرف الدين ورضا الحاج وحمّود وقصير، تتراوح اعمارهم الآن بين الخمسين والستين، اما الآخرون، وأنا منهم، ففي حوالي الخمسين. وغدار والنصاران مغتربون كنا نلتقي عادة في بيوتهم، الاول من الغازية في قضاء صيدا والأخَوان من النبطية. واسماعيل من شحور في قضاء صور، وهو تاجر كبير، فيما قبيسي من زبدين بالنبطية وهو محام تخرج من الليسيه، وبدرالدين طبيب من النبطية، وعلامة طبيب من الغبيرة، وكذلك محسن الحاج. اما جمال الدين فمحام بعلبكي، والحسيني رئيس بلدية شمسطار ونجل علي الحسيني، كما سبق له ان ترشّح للانتخابات، وعلي الرز من جباع في النبطية وهو صاحب مدرسة ترشح ايضا للانتخابات، وشرف الدين نائب صور وسيّد وابن مرجع ديني، وسويدان من ياطر في قضاء بنت جبيل وهو موظف متوسط، ورضا الحاج من الوردانية في قضاء الشوف عمل كاتبا في المكتبة الشرعية، وحمّود من شوكين في النبطية وهو تاجر كبير، وبري محام من تبنين في بنت جبيل، وانا صحافي.
وحين بدأت عملية انشاء مجلس شيعي، جاءت المعارضة الدينية له بقيادة الشيخ حسين الخطيب، رئيس المحكمة الجعفرية العليا، وهو من منطقة بعلبك. وقد وقف معه المشايخ الذين تحت سلطته في المحكمة ومشايخ آل الأسعد والشيخ احمد شوقي الامين ومشايخ آل صادق والشيخ سليمان اليحفوفي، من بعلبك، الذي كان على نزاع مع الشيخ محمد مهدي شمس الدين العائد من العراق.
عند تركيب المجلس قُرر ان يكون الرئيس من الجنوب، ونائبه من البقاع. لهذا ففي اول مجلس جاء اليحفوفي نائباً للرئيس، الشيء الذي أكسب الصدر عداوات كثيرة لأن اليحفوفي غير محبوب. لقد اهتم به السيد موسى وارسله الى افريقيا لكن رحلته لم تنجح. كذلك كان اليحفوفي يريد مركز الافتاء لنفسه، لكن تعيين الشيخ عبدالامير قبلان جعله يستاء ويقاطع، من ثم، المجلس.
كان الامام يسمّي هؤلاء المشايخ "شرّيبة الشاي"، وهو لم يكن من المتزمّتين في الطقوس والشكليات. وبعد فشل تجربة اليحفوفي قرر الاتيان بشمس الدين نائباً للرئيس، مع انه جنوبي، نظراً لعلمه وفقهه، وهو نجل علامة كبير. ولما اصطدم هذا القرار بقرار سابق هو بقاعية نائب الرئيس، تولى حسين الحسيني باسم اهل بعلبك الالحاح على الاتيان بالشيخ شمس الدين.
قبل تأسيس المجلس جابهتنا معارضة سنيّة عنيفة، ولم يكن بعيدا عنها السفير المصري عبدالحميد غالب الذي وسّطنا معه الوزير سليمان الزين، فلم ينفع التوسّط. هكذا جنّد السفير منشوراته ومخابراته ضدنا وضد الصدر، وفعلا وُزّعت مناشير في صور وتبنين. وعملنا على احتضان صبري حمادة وسائر الاقطاب والنواب الشيعة بمن فيهم كامل الاسعد الذي توجهنا اليه فلم يستجب. وفي المقابل توجه رشيد كرامي والمفتي حسن خالد وعبدالحميد غالب لزيارة صبري للضغط عليه، فقال لهم: لا أستطيع. قالوا له: نؤسس مجلساً موحّداً. قال: اقتراحي أن نتركهم ينشئون مجلساً ثم تتفاوضون وتتحدوا. بعد تحركنا، وبهدف احتوائنا، اقيم في اواخر الستينات، ولاول مرة، مجلس بمناسبة عاشوراء في جامعة بيروت العربية، حضره غالب وكرامي وخالد. وعند تقديم مشروع المجلس قدم الأسعد مشروعاً مناقضاً. اما صبري حمادة فكان فارس حملة الصدر البرلمانية، ووقف معنا نواب آخرون كثيرون كمحمود عمار. وبدوره قدّم عبدالعزيز شهاب اقتراحاً بالتصديق على اقتراح انشاء المجلس بمادة وحيدة. يومها كان السيد موسى مقبولا جدا من المسيحيين، وحتى شمعون والكتائب أيدوا انشاء المجلس.
لكن بعد مداخلات غالب، شن الناصريون هجوما علينا وقالوا اننا عملاء. وكان الصدر ينوي زيارة عبدالناصر، وبالفعل جرت مساعٍ، بعضها افريقي، ذهب بنتيجتها الامام الى القاهرة. لكن المخابرات عتّمت عليه هناك، فزار صحيفة "الأهرام" وجلس مع محمد حسنين هيكل الذي أُعجب به واصطحبه الى ارشيف "الأهرام". وهناك طلب هيكل ملف موسى الصدر وأراه التقارير التي وُضعت ضده والتي رماها هيكل. ومن مكتبه اتصل هيكل بعبدالناصر الذي حدد له موعدا فوريا لم يُذَع في الاعلام. وقابل السيد موسى عبدالناصر وحصل شبه انقلاب لمصلحته، اذ عرض عليه الرئيس المصري ان يترك لبنان ويتسلّم افريقيا، قائلاً له انه يضع كل قدرات مصر تحت تصرّفه، فاعتذر الامام.
بعد ذاك استقبله ثانيةً وذهب بعيداً في تكريمه حتى تجاوز البروتوكول. وحين عاد الصدر من مصر اقيم له مهرجان شعبي ضخم، فاحتشدت الناس من مطار خلدة الى الحازمية حيث استغرق الوصول 4 ساعات. وبعد فترة قصيرة توفي عبدالناصر، فقال الصدر: خسرناه حين تفاهمنا.
على أنه لدى تقديم المطالب لسليمان فرنجية، وهي التي كُتبت في بيت فضل الله دندش، ظهرت وجهتا نظر، واحدة تقول بالسلم طريقاً الى تنفيذها، وهذه كانت رأي الامام الذي انجذبت اليه، واخرى تقول بالعنف، او على الأقل المهرجانات، وهذه كانت وجهة نظر واسعة وشعبية.
في الانتخابات النيابية العامة كان السيد موسى يهرب بأن يسافر الى الخارج، لأن النواب جميعاً أعضاء طبيعيون في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، وهذا يعني حَرَجاً يصعب تلافيه. لكن ثمة خلافات كان من المستحيل تجنبها، رغم محاولات كثيرة لهذا الغرض، كالخلاف مع كامل الاسعد. ففي 1970، وبعد انتخابه لرئاسة المجلس، جاء الصدر لتهنئته فاستقبله من وراء المكتب، وكان جلوسه غير لائق، كما ودّعه من وراء المكتب. وقبل يوم واحد كان الاسعد استقبل بكل تكريم احد المطارنة، وظهرت صورته الى جانبه في الصحف. وبعد مهرجان بعلبك في 1974، اجريت محاولات عدة للتوفيق، وقيل للاسعد ان يتعاون معه فيبقى رئيساً للمجلس، وتنجح لوائحه كلها، لأن الصدر في النهاية ليس سياسياً. وكان جوابه: أتركوه، فسوف يضطر للتعاون مع الشيوعيين وعند ذاك تسقط عنه الهالة. هذه التجربة جعلت الامام يشكك بالوسائل السلمية، فانتقل مباشرة للتحضير لمهرجان صور، الذي كان فرنجية والاسعد، ورئيس الحكومة يومها تقي الدين الصلح، يتتبعون اخباره ساعة بساعة. وكان محافظ الجنوب هنري لحود يقدم لفرنجية المعلومات بطريقته. وفعلا بادرت جماعة الاسعد الى رشّ المسامير ليلاً على الطريق من صيدا الى صور.
في انتخابات النبطية الفرعية عام 1974 اراد ان يثبت للاسعد والدولة قوته: كان المطروحان رفيق شاهين وسميح عسيران في مواجهة المرشح الأسعدي. ولأن شاهين كان يحظى بدعم عبداللطيف الزين فضلاً عن قاعدته، اقنعنا عسيران بالانسحاب. ثم لأن الامام كان راغباً في فرز القوى، خصوصاً أنه لا يحب الشيوعيين، فانه كان مهتماً بأن يبقى المرشحان الشيوعي والبعثي في المعركة، وهكذا كان.
والامام احب صبري حمادة بسبب اسلوبه الشعبي ودوره في تأسيس المجلس، مع ان حسين الحسيني لم يكن دائماً مرتاحاً لهذه المودّة. وعلاقته بكاظم الخليل لم تكن جيدة، وربما كان بعض هذا الشعور ناجماً عن خلفيته في اسرة شرف الدين. الا ان العلاقة تحسنت بعد محاولة آل الخليل التقرّب منه. وكان يعتبر عادل عسيران اقرب اليه من آل الزين الذين كانوا، في لحظات تحالفهم مع الاسعد، يتباهون بمسافتهم عن الصدر.
وخارج الطائفة الشيعية، كان يكنّ احتراماً كبيراً لريمون ادّه، كما كان صديقاً لأمين الجميّل. وقد اختلف مع جنبلاط، ابان الحرب، حول ذبح المسيحيين، اذ قال جنبلاط انهم ينبغي ان يتعرضوا كل مئة عام لمذبحة، فأجابه الامام بكلام قاس. وفي قمة عرمون حاول جنبلاط اثارة مشكلة بين السنة والشيعة فعمل الصدر على تفادي ذلك. الصدر كان يهمّه العمق السني كثيراً، رغم تحفظاته عن قيادة المفتي خالد، ولهذا لم تنجح محاولات جنبلاط في استمالة الشيعة اليه.
صائب سلام كان يقول ان رجال الدين لا ينبغي ان يتدخلوا في السياسة، قاصداً اياه، لكن تقارباً حصل بينهما بعد 1973. وابان رئاسة حكومة رشيد الصلح كان الامام منزعجا منه، فيما تعاون مع تقي الدين في النصف الثاني من ولايته. وحتى 1975، حين بدأت الأمور تتحسن بينهما، لم يربطه اي ود برشيد كرامي. وفي المقابل ربطته علاقة وثيقة بغسان تويني، وهو كان محباً للإعلام، وهكذا اهتم ب"النهار" التي بدأت تؤيّده بحماسة منذ 1972. وبالمقارنة بالتنظيمات الفلسطينية الاخرى كان يعتبر ابو عمار رمزاً مؤمنا، علماً ان محيطه كله لم يكن يكنّ مودة لبيئة المقاومة الفلسطينية.
وكان الصدر يحترم الرئيس فؤاد شهاب الذي كان وراء حصوله على الجنسية اللبنانية، كما جمعه به الاهتمام بالانماء. كذلك ربطته علاقات ودّ واحترام بالرئيس حافظ الأسد. ولأن قرابة لزامية ربطته بمحمد باقر الصدر، فحين حصلت صدامات بين البعث العراقي وجماعات النجف، توترت علاقته بالعراق والبعث العرقي. وكان على صداقة مع معارضي الشاه الايرانيين: قطب زاده الذي امّن له الامام بطاقة بصفته مراسل جريدة "البعث" السورية في باريس، وابراهيم يزدي وحبيبي وغيرهم. كان على صلات بجبهة تحرير ايران.
قبل ذلك وحين كانت العلاقات مقطوعة مع ايران بسبب هرب بختيار الى لبنان، وكان يوسف سالم وزيراً للخارجية ومؤيداً لتسليمه، تشاورت مع الامام ثم تدخلت لمصلحة تسليمه. وفعلا اعيدت العلاقات، لكن قبيل عودتها توجه الصدر الى طهران وقرر المسؤولون الايرانيون تخصيص 40 مليون دولار لانشاء مستشفى للطائفة الشيعية في منطقة الجناح. ومع عودة العلاقات عين منصور قدر، وهو سي. آي. إي، سفيرا لايران في بيروت فيما عين خليل كاظم الخليل سفيرا للبنان في طهران. وصار الايرانيون يكثرون من مطالبهم من الصدر قبل تسليم الاموال. ودعاني مكتب السياحة الايراني لزيارة ايران كشكر على جهودي في سبيل اعادة العلاقات، حيث قابلت رئيس الحكومة امير عباس هويدا الذي هاجم الشيعة اللبنانيين والصدر بسبب "جبنهم"، ممتدحاً شجاعة رشيد بيضون الذي لا يتحرّج من العلاقة بايران. عند عودتي اخبرت الامام فشتمهم. في غضون ذلك كان آل الخليل يحاولون ان يأخذوا ال40 مليونا كيما يجري انفاقها عن طريقهم. وبدأت تقارير منصور قدر ضد الامام. وما زاد الطين بلّة انه في مقابلة صحافية استعمل تعبير "الخليج العربي"، فحين تم تذكيره بالأربعين مليوناً قال انه لا يبيع الكرامة بأي ثمن.
وراحت طهران تستدعي مشايخ على رأسهم اليحفوفي، وبعض السياسيين، ويتم استصراحهم ضده. وهو، بدوره، كان يرسل معي رسائل الى مشايخ معارضين في ايران، فيما كانت تتعزز علاقاته بجبهة تحرير ايران. ومنذ 1973 - 1974 كان، حين يزور دمشق، يجلس ساعات في غرفته بالفندق ويسجّل بالفارسية كاسيتات موجهة للايرانيين. وكان مصطفى شمران احد الذين دفعوا الصدر للاهتمام بايران. كان استاذا للذرة، عاش في اميركا وطارده نظام الشاه الى هناك. وهو تلميذ بازركان الذي ارسله الى الصدر فتعهده الصدر، وصار يعمل في نطاق حركة المحرومين، كما بات محور الاتصالات مع الخلايا الثورية المعارضة للشاه في العالم. كان هو الرابط التنظيمي في الهيئة التأسيسية لحركة المحرومين، ونبيه بري الرابط السياسي، وأنا الرابط الاعلامي. وكان بري مفروزا للعلاقة بالاحزاب اليسارية، والشيخ محمد يعقوب للسوريين والفلسطينيين.
ومن عادات الامام انه كان يحب المزاح، ويتكلم قليلا من الانكليزية وقليلا من الفرنسية، كما يكتب مسندا الورق على ركبته. وبعد اختفائه لعب حسين الحسيني الدور الاساسي في تنظيم الحركة، وبدأ يومها يظهر جيل ثان ابرزه حسن هاشم وعاطف عون وداود داود ومحمد غدّار وزكريا حمزة وحسين الموسوي ونعيم قاسم وأحمد حسين.
ابراهيم العريس: بيروت/ الشيوعيون
في بيروت الخمسينات عرفت قلةً من الشيوعيين: واحدا من اصل سوري، وآخر شيعيا من الجنوب، وثالثا مسيحيا، واخوين مسيحيين كان احدهما اديبا وكان ابوهما شيوعيا. جميعهم كانوا طلابا تجمع بينهم اهتمامات ثقافية. وهذه الاهتمامات كانت تلبّيها الكتب وزيارة المركز الثقافي السوفياتي حيث هناك افلام وكتب وجو اجتماعي مفتوح.
والحال ان اهم مراكز الحزب الشيوعي في 1959 كانت خارج بيروت الغربية، في الاشرفية والنهر والمتن الشمالي والكورة وطرابلس ومشغرة ومرجعيون ومنطقة بعلبك. فهم، اذن، روم ارثوذكس وارمن وشيعة وسنّة من خارج بيروت. والشيعة والأرمن منهم هم الذين كانوا يعطون الحزب طابعه العمالي. لكنْ عن طريق النقابات والمرفأ بدأ التأثير يفد الى البيئة البيروتية السنيّة.
الشيوعيون البيارتة السنة كانوا، على قلّتهم، يطغى عليهم الطابع النقابي. وكان ظهور الشيوعية بينهم يتأثّر أيضاً بالروابط القرابية. فعائلات العريس ومومنة ويمّوت تشدها صلات قرابة، بل ان العريس ومومنة عائلة واحدة بإسمين. والشيء نفسه تقريباً يمكن قوله عن عائلات المصري ومطرجي وحلاق، وهي من اصول سورية. وهذا لا يلغي حضور العنصر الثقافي الذي دفع بمحمد عيتاني وسهيل يمّوت الى الشيوعية، او بعض الاعتبارات الوظيفية كدراسة خليل نعوس في بلغاريا.
يبقى ان الابرز بين الشيوعيين، اي مصطفى العريس وسعد الدين مومنة فكانا نقابيين، على صلة قرابة في ما بينهما، وكانا من أسرتين فوق المتوسط. وهكذا فالعريس نبذته عائلته بسبب شيوعيته. ولأن آل العريس اسرة غنية، عجز مصطفى وسعد الدين مومنة عن استقطاب شيوعيين من العائلة، والشيء نفسه يصح في القيادي الشيوعي حسن قريطم الذي كان غنياً ووجيهاً وعلى صلة مصاهرة بآل سلام، الا انه عجز ايضا عن تنسيب اسرته. وعلى عكس ذلك تحقق جزئياً هذا التنسيب في عائلات اقل حظوة كسمهون ونعّوس.
في بيروت اوخر الخمسينات كان جو الشيوعيين الطاغي جو اقليات ذات تمايز ثقافي او ديني، مع بضعة سنّة بعضهم من اصول غير بيروتية. وعلى العموم كان السنّة الشيوعيون الوحيدين غير الناصريين من السنّة.
التغير الواضح الذي طرأ على الشيوعية اللبنانية طرأ في الستينات: المسألة القومية والمقاومة ثم سقوط الناصرية ووفاة عبدالناصر في 1970. والحزب الشيوعي تميز عن باقي الحركات اليسارية، كمنظمة العمل، في جماهيريته كما في الاطار الثقافي الذي يوفّره. فالتحوّل باتجاه التصالح مع العروبة استجلب سنّة اكثر الى الحزب، فيما كان ينتسب اليه انصاف مثقفين من طلاب الجامعة اللبنانية وابناء أسَر بيروتية جديدة او مغمورة. وهذا بينما كانت البورجوازية البيروتية السنية تشهد، بدورها، توسعاً اذ لم تعد تقتصر على عائلات بيهم والداعوق وسلام وعائلتين او ثلاث اخرى.
السنّة الذين دخلوا الحزب في السبعينات تحولوا الى شلل سنية داخله. كان فيهم موظفون ومسؤولو تعاونيات، ولم يكونوا من طينة المناضلين والمقاتلين، بل كانوا يحصلون بكثرة على منح للبلدان الاشتراكية، وفي وقت لاحق، مع الحرب، غدوا يديرون المشاريع المالية للحزب. والحال ان معظم الذين انتسبوا آنذاك من السنّة البيارتة تركوا لاحقاً في اجواء الحرب.
كذلك ففي اواخر الستينات والسبعينات انتسب سنّة من اقليم الخرّوب، ومن بيروت انتسب بعض ابناء الطريق الجديدة المتأثرين بالقرب من المخيمات والجامعة العربية وباجواء العداء لصائب سلام في الطريق الجديدة، بوصفه، بالأصل، زعيم المصيطبة وراس بيروت. ويمكن ان نضيف ايضاً خلفيةً ناصرية لدى هؤلاء لم تُشبعها التنظيمات الناصرية لا سيما بعد وفاة عبدالناصر، وهذا فضلاً عن ثانوية عائلاتهم وشعور اهل الطريق الجديدة عموماً بأنهم ضاحية لبيروت بمعنى ما.
بيد ان كل مقاتلي الحزب، في الحرب، كانوا من مسيحيي الأطراف ومن شيعة الجنوب، لا شيعة الضاحية. وهذا فارق مهم: ففي الجنوب قد لا يحبّون الفلسطينيين الا أنهم مستعدون، عن طريق الحزب، للوقوف مع القضية الفلسطينية. اما في الضاحية فمرّوا في طوري الصدام بالمقاومة: في الجنوب ثم في الضاحية.
ومع الحرب لم يؤد تسارع الأحداث والتغييرات الى خلق وعي نقدي لدى الحزبيين. مادة التثقيف كانت معدومة، واقتصرت مادة النقاش على ما تنشره صحيفة "النداء". كذلك ظهرت الشلل المحسوبة على هذا القيادي الحزبي أو ذاك، وبدا احيانا ان الحزبية والنضالية لا اكثر من طريق للمحبطين الى التسلّق الطبقي.
في الانتساب الشيعي الى الحزب، ابان الحرب، لعبت عوامل عدة دوراً ملحوظاً: التساهل الايديولوجي المستجدّ للحزب، والمِنح التعليمية، والتميّز عن طريق الحزبية بزاد ثقافي فقير، واحداث تغيير في الشكل والملبس، والتودد والاقتراب من المسيحي ومن عالمه الاكثر انفتاحاً ثقافياً وجنسياً.
وبدوره ظل الكادر المسيحي يحاول تمييز نفسه داخل الحزب، وأحياناً يكلّم رفيقه المسيحي بالفرنسية، او بلكنة بالغة الانتقائية. كذلك كان "حب الشعب" عنده اسماً حركياً للعلاقة بالرفاق الشيعة. وكان اللافت مع حصول السرقات في الحرب أن الرفيق المقاتل الشيعي يأتي بالمسروقة، اكانت لوحة او قطعة فضية، الى الرفيق المسيحي الأعرف بقيمتها وكيفية التصرّف بها.
كذلك تغير منطق السلطة الحزبية منذ 1975، فقوي الذين يجتمعون بكمال جنبلاط وياسر عرفات لأنهم باتوا يملكون "الخبرية". لم يعد النقاش النظري مهماً لأن الرفيق الفلاني صار في وسعه ان يعرف "الحقائق" من مصادرها السياسية المباشرة. وكان نقل هذه المعلومات الى الرفاق الصغار استعراضاً ثقافياً ومعرفياً يشبه قيام ابناء المدن بإخبار ابناء القرى عن كيف تجري الحياة في مدنهم.
وانضافت الخلافات السياسية مع الدخول السوري في 1976، فجُمّد يوسف خطار الحلو ومصطفى العريس بوصفهما "سوفياتا"، فيما هرب غسان الرفاعي المتحفّظ عن "الاتجاهات المغامرة" لجورج حاوي، الى العراق. ولأن آل الهبر في بحمدون ضد جنبلاط تقليدياً، وقف الحزبيون منهم مع سورية ضد الحزب.
داخل الحزب كان البارزان جورج حاوي وكريم مروّة: ثانيهما لعلاقاته التنظيمية، الراقية والخلاقة، مع المثقفين والكتّاب والعمال، وهذا ما تراجعت اهميته بسبب الحرب. اما اولهما فارتكزت قوته الى العسكر والباحثين عن منح ومواقع، فضلا عن صلاته باعلاميي الحزب الذين كانوا أصلاً قد صعدوا كقيادات جامعية، ابان صعوده في الحزب على اثر المؤتمر الثاني عام 1968.
ومما حصل بعد الحرب أن النزف الشيعي اصاب الحزب حيث اتجه كثيرون من الحزبيين الشيعة الى "أمل"، وغادر كثيرون منهم السياسة. كذلك حصل نضوب في العنصر المسيحي. وهناك مسيحيون شيوعيون كثيرون عادوا للتصالُح مع بيئاتهم الطائفية والسياسية لأسباب عدة. فثمة من بحث عن حماية، كحالات افراد من عائلات حاموش والحاج في المنصورية، وابو حبيب وزرد ابو جودة في انطلياس، وثمة من انتقلوا بحماسة الى الغربية حيث فُجعوا بأن الحرب تُخاض طائفياً أيضاً في الشطر المسلم. وهناك، بطبيعة الحال، الذين استهواهم العمل في مؤسسات المنطقة الشرقية، لا سيما "بيت المستقبل" الذي أنشأه لاحقاً أمين الجميّل.
اما ثقافياً فهناك ايضاً خريطة وتقسيم عمل واضحا المعالم: فمعظم "الثقافة الوطنية" التي دأب الشيوعيون على انتاجها وتعميمها، شعر، وكان الحزبيون الشيعة هم الشعراء، مع مساهمات، في الموسيقى او المسرح، لمسيحيي الأطراف، كعمشيت مثلاً. والمصدر البعيد الذي اختمرت فيه هذه التجربة كان الجامعة اللبنانية. وبدا من المهم دائماً تحقيق حضور في الساحة الثقافية البيروتية يمهّد للرواج في الساحة العربية. لكن ربما باستثناء ظاهرة مارسيل خليفة في الغناء والموسيقى، لم تحمل الصحافة العربية نتاجات "الثقافة الوطنية" اللبنانية على محمل الجدّ.
والحال ان الحزب الشيوعي اراد من المثقفين ان يعطوه لا ان يعطيهم، وهذا اختصار لعلاقته بما عُرف ب"شعراء الجنوب". فما صار مهماً بعد الحرب لم يكن هنا، بل في المشاريع والشركات السوفياتية والاوروبية الشرقية التي خلقت مليونيرية شيوعيين قدموا معونات للحزب ومعونات لأنفسهم. واللافت ان معظم الذين عملوا في هذا الحقل كانوا من الحزبيين المسيحيين والسنّة.
عبدالله الغطيمي:
معارضة سليمان فرنجية
في 1974 اشتغلت على انشاء لقاء رباعي بين الصدر وجنبلاط واده وكرامي. قبل ذلك كان تم تركيب "سيبة" ثلاثية من الثلاثة الأُوَل. اده ربما فكّر في ان تحالفا ثلاثيا كهذا يمحو من الاذهان التحالف الثلاثي القديم. عدة لقاءات عُقدت بين اده وجنبلاط، بدأت في 1973، ثم انضم اليها كرامي. الجمع بين جنبلاط واده لم يكن صعبا. الصعوبة كانت في جمع كرامي واده.
اللقاءات كانت تعيقها المواقف من السياسة العربية وسورية والفلسطينيين. قلت لكرامي مرة ان اده معتدل وليس عنده ميليشيا. اده كان يبدي تخوفات من صلة كرامي بسورية.
كان الهدف مراقبة ولجم فرنجية دون تحديه، مع الاعداد لانتخابات 1976. اهم النقاط التي توصل اليها الثلاثة ان الواقعية تفرض على الموارنة تغيير نظرتهم حيال الفلسطينيين والمقاومة.
اللقاء الرباعي ابتدأ من خلال عشاء اقمته على شرف الصدر. كرامي، حين دعوته، وافق. جنبلاط قال انه لا يسهر ولا يتعشى، ثم وافق. اده احتج على السهر مع رجل دين بما يفرض بعض القيود، ثم وافق. العشاء حصل قبل مهرجان بعلبك وبعد مهرجان ياطر. جنبلاط غفا عدة مرات. الصدر كان مهتما بعدم جر مياه الليطاني الى بيروت. طلب من جنبلاط ان يساعده مع فرنجية، اجابه: حاضر. وفعلا قابل جنبلاط فرنجية، ثم ابلغ الصدر ان رئيس الجمهورية وعده بعدم سحب اية نقطة ماء.
خلال 1974 عملت على تنسيق المواقف بين الصدر وجنبلاط. كرامي واده وجنبلاط ما كانوا راغبين في معارضة عنيفة. همّهم فقط كان توطيد التحالف الثلاثي تحسّباً للمستقبل. اده زار دمشق قبل الاحداث فهاجمته الكتائب والمتطرفون الموارنة. الاحداث فجّرت كل شيء.
بين جنبلاط والصدر لم تكن الأمور على ما يرام. الدور الاستقطابي للصدر اخذ الكثير من جنبلاط الذي هو تقليدياً المعارض الذي يتحدى السلطة. ثم كان في الخلفية موقف جنبلاط من عمل رجال الدين في السياسة.
انا لم اكن في صف الصدر، خصوصاً انني انتسبت في 1968 الى الحزب التقدمي الاشتراكي حيث اصبحت مفوض الشؤون الاجتماعية فيه. وفي انتخابات 1968 وقف الصدر ضدي. لكنني اقدّر الأثر الذي تركه على شيعة لبنان. فأنا درست أصلاً في كلية المقاصد، ثم درست الحقوق في دمشق. وأعرف ان الشيعي في بيروت الاربعينات، كان عليه ان يصلّي على الطريقة السنيّة والا تعرّض للاهانة...
الحلقة التاسعة: الخميس المقبل.
} في الحلقة الخامسة ورد اسم عصمت عبدالمجيد بوصفه صاحب الكتاب الذي كان يتثقّف به الناصريون اللبنانيون... والصحيح: عصمت سيف الدولة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.